مقالات متنوعة

ما الذي يريده الشيوعي ؟


٭ الطرفة تقول فتاة ترفض كل عريس يتقدم لخطبتها، مرة تقول إنه قبيح وتارة لا يتناسب معي ومرة سمين .. وبعد تقدم العشرات جاءها رجل ميسور الحال وتوقع والدها موافقتها ولكن خيبت ظنه وقالت إن العريس (أصلع) .. غضب والدها منها وقال لها : (عايزة بالشعر شنو قملة أنتي ؟).
٭ والحزب الشيوعي حاله حال الفتاة لا تعجبه أي عروض قدمت له بغرض المشاركة في الحوار، ناهيك عن المشاركة في الحكومة، رغم أن الفرصة كبيرة أمامه كانت للمشاركة في الجهاز التشريعي، وقد سبق أن شارك إبان وجود حليفته الحركة الشعبية الجنوبية.
٭ قاطع الشيوعي الانتخابات والحوار، وهاهو يقاطع الآن الحكومة الجديدة حتى أن الكثيرين حاروا في أمر الحزب العجوز ما الذي يريده ؟؟ وبكل حال لم يتبق من خيار إلا أنه يطلب (رقبة) الحكومة.

٭ الشيوعي يُمني نفسة بسقوط أو اسقاط الحكومة، وهي مسألة فاتورتها عالية، وقد تستغرق من الشيوعي وقتاً طويلاً، لكن بالمقابل لن تقف الحكومة مكتوفة الأيدي حتى يجلس الشيوعي على حافة النهر منتظراً استقبال جثتها.
٭ المواجهة بدأت وإن شئنا الدقة، فتحت الحكومة كتاب الشيوعي وتفرغت له تماماً من خلال حديث مدير جهاز الأمن والمخابرات المهندس محمد عطا عن الشيوعي، وهو أقل ما يوصف بالخطير.
٭ قالها عطا صراحة بأن الشيوعي غير راغب في الوفاق الوطني وغير راغب في العمل الديموقراطي.. لكن حث عطا المواطنين على عدم الانسياق وراء الشائعات والمخذلين والمتربصين بأمن البلاد يعني بذلك الشيوعي.
٭ يعلم عطا دون غيرة من كل أهل السودان مايجري في البلاد في العلن والخفاء، وأن الشيوعي بدأ يسمم المناخ السياسي بالبلاد، فكان التهديد بالتضييق عليه..

د إذن بدأت المواجهة بين الحكومة والشيوعي .. وفي تقديري أن الحزب أضطر الحكومة للتصعيد معه، لا يعقل ألا يتراجع الشيوعي عن مواقفة تجاه الحكومة وهو تشدد غير مبرر .. لا يعقل ألا يجد الشيوعيون ولو حسنة واحدة في دفتر أعمال الحكومة ؟
٭ لن يستفيد الشيوعي من حالة الكُفر البائنة على اعتقاده في الحكومة، كثير من القوى السياسية تغيرت مواقفها حيال الحكومة، بما فيها مواقف بعض حملة السلاح، بل إن قطاع الشمال نفسة تباينت رؤاه بشأن التقارب مع الحكومة.
* كان الشيوعي أول الخاسرين من اتفاقية نيفاشا عندما أدارت له الحركة الشعبية ظهرها وتقاربت مع الحزب الحاكم، ولم يجن الشيوعي ماكان يحلم به حتى حزمت الحركة الشعبية حقائبها واتجهت جنوباً.
٭ لايمكن أن يمثل الشيوعي دور الأصم والأبكم كلما جاءت الحكومة تتحدث معه أو تستأنس برأيه .. السياسة فيها الشدة واللين، شد الحبل مرة وإرخاؤة مرات أخرى وفيها الكر والفر.
٭ سيخسر الشيوعي كثيراً، لو ظل متشدد في موقفه الداعي لإسقاط النظام، مامن سبيل أمامه سوى تغيير خطة لعبه والتي كشفها جهاز الأمن على الملأ.

إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة