صلاح احمد عبد الله

الزيت.. شنو؟!

* ويستمر مسلسل (الألفاظ) السياسية. آخرها ما قاله أحدهم.. (البيطلع الشارع بنطلع زيت زيتو..)!! وأحدهم يقول البيحاول يخرب بنقطع ايدو..!!
* طبعاً.. الزيت أنواع.. زيت الحبوب.. فول.. عباد شمس.. والمهم عندنا زيت السمسم.. لأنه يجعل (للبوش) مذاقاً خاصاً.. مع الدكوة والشطة والليمون.. والبصل.. وشوية (شمار).. وقانا الله وإياكم من شمارات المدينة!!
* وحسب كلام المسؤول.. كيف يتم (عصر المواطن) حتى يطلع الزيت.. أو زيت زيتو كما قال.. وهل أهل شارع المطار استوردوا أجهزة (ما) لهذه العمليات.. ولابد أن تكون أجهزة مختلفة.. بمقاسات مختلفة حسب طول.. وحجم الشخص المراد (عصره).. ولابد أن يكون هناك كشف طبي.. لأن الشخص.. المواطن.. قد يبدو سميناً.. وشكله يغري بالعصر.. في (معاصر الحزب).. ويكون منفوخ ساكت.. ولا يوجد عنده زيت.. حتى لو تم (عصره) عدة مرات.. بمعنى أنه (ورمان) من الحالة التي يعيشها.. والمكابدة في سبيل لقمة العيش من الصباح حتى المساء..!!
* زي (ده).. يجيب ليكم (زيت) من وين..؟!
* إذاً.. كيف يتم استخراج (الزيت) من المواطن.. اذا فكر في الخروج استنكاراً لهذه الزيادات في الأسعار.. والغلاء الطاحن.. وسوء الخدمات التي تقدم له.. سوء شنو؟.. هو في (خدمات)..؟ غير جيب وأدفع.. وبس؟!
* والدراسة باختصار شديد.. وخلال (٢٧) سنة.. من عمر (السعادة).. تقول.. انه لا يوجد (زيت) في جسم أي مواطن.. الذي يصحو من النوم.. وهو يفكر في لبن وشاي الصباح.. وحبة سكر.. ويبحث في مطبخه عله يجد (رغيفة) بايتة.. ويحشر (يده) المعروقة في جيب البنطلون.. بعد ان يزيح (العنكبوت) بحثاً عن جنيهات لمدارس الأولاد.. والفطور.. ومواصلاته.. (وعنو ما فطر).. وزوجته تنظر اليه شذراً في انتظار نصيبها.. لإعداد الغداء.. وقد يكون الغداء أو العشاء.. (سكو)..؟!
* فكيف يكون لمثل هذا المواطن (زيت).. حتى يستخرجه منه.. أهل شارع المطار.. كيف؟!
* يخرج المواطن.. (أبو من غير زيت).. ليناضل في سبيل ايجاد وسيلة مواصلات.. ويصير (ألعوبة) ما بين السائق والكمساري.. أو الرجل الأبيض الذي يظهر في الطريق فجأة.. ويعطل المسيرة القاصدة الى اعمالها.. وبالتالي يتعطل المشروع الحضاري (داك)؟!
* المرتب يطير في غمضة عين.. والمعاش أسرع من البرق.. والشهر يمتد ويتمدد.. والأيام تزحف ببطء.. وهناك الكهرباء وأختها الماء.. وأنبوبة الغاز.. وجرعة الدواء.. و(صرة وش) بتاع النفايات.. و.. وكلو كوم والزوغان من المناسبات الاجتماعية.. كوم آخر.. ويا بخت من أكل.. (وزاغ)!!
* (حالة) كهذه.. كيف يستطيع أهل شارع المطار.. أن يستخرجوا منها (زيت) بل كيف يتم عصرها.. دون تكسير العظام الجافة؟! والكلام يطلول..!!
*.. أما من قال مؤخراً سيقطعون كل (يد) تخرب البلاد.. المدهش انه قول يصدر (منه).. وهو قيادي بارز في حزبه الحاكم.. وكان منذ أيام (فقط) يحاكم بتهمة مالية.. ووضع بالحراسة.. وخرج منها.. وتم حفظ القضية.. ولا نشكك في العدالة التي لها (أسبابها).. ولكن الخراب (المادي) يقود الى تخريب الاقتصاد.. مشروع الجزيرة.. السكة حديد.. سودانير.. الخطوط البحرية.. المخازن والمهمات.. النقل الميكانيكي.. وتقارير المراجع العام التي تتحدث عن نهب منظم (جداً) للمال العام.. وبنايات تناطح السماء وفي قلب الخرطوم ما زالت تمد لسانها.. ويومياً.. لمن يتحدثون عن الفساد.. مثل الهيكل الاسمنتي.. والمبنى الأحمر في شرق المدينة.. والعمارة (البرتقالية) في جنوبها.. والحدائق العامة التي أزال مبانيها وزير التخطيط العمراني.. لأنها رمز فساد.. ظاهراً للعيان.. والحاكم في الولاية الذي صرح عدة مرات بلحنه الأثير.. أن الحتات كلها باعوها!!.. من باع.. ومن اشترى.. ومن قبض الثمن؟.. وأين الذهب والبترول.. ومكتب الوالي السابق.. ورحم الله الشاب (غسان).. و.. و..؟!
* وإذا تتبعنا قصص الفساد.. وحكمنا بقطع (اليد).. ترى كم عدد الذين سيسيرون في طرقات المدينة.. وجزء من الأيدي.. تحت التراب.. ونترك الباقي للخيال..؟!
* ليس هناك (زيت).. متبقي عندنا..
* نتمنى أن ننظر الى (بعض) الزيوت المستخرج.. يوم الحساب..!!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة

تعليق واحد

  1. ياعزيزى الذى يسأل عن البديل هو الشعب السودانى بلسان حاله وليس صراحة وله الحق فى ذلك فأنظر إلى مصر القريبة منا عندما دارت الدائرة على مبارك لم يجدوا البديل الذى يلتفون حوله حتى فى الأخوان لم يكن هناك بديل لديهم حتى وصلت مرسى الذى وضحت خبرته السياسية من اول خطاب له ومن اول تعامل له مع السلطة فأنفرط عقد البلد من جديد ليأتى بديل أسوأ منه هو السيسى ليورد مصر موارد الهلاك ، وفى السودان البديل جاهز وهو قادة متشاكسون لا يجمعهم شئ سوى كره الكيزان فقط ، بأسهم بينهم شديد سيتنازعون الامر بينهم ، مريم الصادق وابوها يريدون ان يعيدوا مجد الأسرة المهدية فى قيادة البلد ، وكذلك اليساريون الذين يظنون أنهم أفضل من انجبت حواء السودان وانهم عرابين الديمقراطية والإنسانية ليأتى الختمية ، لا أدرى ماذا كانت تفعل المعارضة فى 27 سنة من طرح بديل غير التى يعرفه الناس من احزاب الطائفية واليسارية ، سبعة وعشرون عاما كافية لأن تطرح المعارضة بديل مقنع بعيدا عن المحاصصة او المجاملة او التكتيك السياسى والتحالفات المضرة غير النافعة والتى اضعفت المعارضة أكثر مما قوتها ، فتحالف الشيوعيين والاتحاديين والأنصار وبقية الاحزاب فيما يسمى بالتجمع ميع وأذاب قضية البديل المناسب بل ظهرت كثير من الخلافات حتى فى قيادة المعارضة، وللأسف البديل الذى طرح من قبلها غير مقنع للشعب وغير محبوب أصلا من الشعب بغض النظر عن السبب فى ذلك ربما يرجع تبرريها إن الاعلام الكيزانى طمس معالم هذه القيادات وخلق إنطباع سئ عنهم ولكن تبقى الخلاصة أنها اصبحت كروت محروقة ولذا وجب على المعارضة تجديد قياداتها وإختيار قياديين من صفوفها لها القبول والتأثير على الجماهير والاحزاب تعج بهم ولكن إحتكار السلطة داخلها والإنفراد بالقرار فيها افسد تقدم وتطور هذه الاحزاب ولو فعلت ذلك سوف تتفوق على المؤتمر الوطنى لانه يعانى من تلك المشكلة فليس للمؤتمر الوطنى بديل بعد البشير وسيحدث له تماما ماحدث للمؤتمر الشعبى الذى إنتهى بنهاية قائده الترابى . ومن لم يتجدد ينتهى ويتبدد .