زيارات .. الشرطة وإنجازاتها .. الموازنة!!
> الأيام الفائتة شهدت تحركات غير مسبوقة وذات إشارات ومغازٍ كبيرة، فقيادة الدولة الرئيس ونائبيه يطوفون أرجاء السودان المختلفة في كل اتجاه ، فالرئيس زار ولاية كسلا شرقا ًوالجزيرة في الوسط ثم الولاية الشمالية، ونائبه حسبو محمد عبد الرحمن زار جُل ولايات دارفور الخمس في أقل من شهر، بينما يزور النائب الأول للرئيس ولاية سنار يوم غد، وكل هذه الزيارات تمثل تواصلاً وتحسساً لقضايا الولايات والريف السوداني العريض ولم تقتصر الزيارات للحواضر والمدن الكبرى ، وهذا منهج في العمل له مردوده السياسي العاجل والآجل وتحصد الولايات ثمار هذه الزيارات وتقوي صلتها بالمركز وتجد قضاياها وهمومها طريقها نحو الحل ويشعر مواطنها أن السلطة من قمة هرمها تقف معه والى جانبه وقريبة جداً منه تتعرف على أحواله وتتلمس أوجاعه وتطبب آلامه
> يحسب للحكومة هذا العمل في منعطف دقيق تمر به البلاد، وتلاحظ خلال هذه الزيارات أن الرئيس ونائبيه بدوا أكثر حرصاً على الوصول الى المناطق التي لم يصلها مسؤولون من قبل خاصة الأصقاع النائية والأطراف القصية والأرياف والبوادي المنسية، ولن تكون هناك فائدة من هذه الزيارات إن لم يتبعونها بمعالجات عاجلة وحاسمة لما وجدوه من قصور خدمي وتخلف تنموي وحيف وظلم وقع على أهلنا البسطاء في كل مكان ، لو اتجهت الدولة هكذا للريف واهتمت به وسعت الى تطمين أهله ومساعدتهم وأعادة الأمل الى نفوسهم وابتدرت مشروعات حيوية لأحياء هذا الريف لحدثت الهجرة العكسية ولخف أبناء هذه المناطق وعادوا إليها بدلاً من التعلق في أهداب الخرطوم والمدن الكبيرة .
إنجازات الشرطة
> بالأمس كان موعدنا مع الشرطة، لقاء سريع وحديث مقتضب للسيد الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين المدير العام لقوات الشرطة بحضور نائبه وكبار قادتها بدار الشرطة ، ثم عرض لفيلم توثيقي لمدة 18 دقيقة على شاشة ضخمة، بعده كانت الدهشة ترتسم على وجوه القيادات الإعلامية والصحافية وعدد كبير من الصحافيين الحضور، لهذا الإنجاز الضخم لثلاثة مجمعات خدمية للمواطنين في الخرطوم وبحري وأم درمان ، تقدم فيه كل الخدمات المطلوبة في الأوراق الثبوتية من جوازات ورقم وطني ورخص قيادة وترخيص سلاح وبطاقة وطنية وغيرها من المعاملات التي يحتاجها المواطن ، كلها في موقع واحد مجهز بأحدث التجهيزات وكل سبل الراحة والرفاهية وبيئة عمل راقية تضاهي ما هو موجود في الدول المتقدمة ذات الإمكانات الكبيرة .
> وعندما زار الصحافيون المواقع وشاهدوها عياناً بياناً ، كانت الدهشة أكبر! كيف تم هذا العمل المعجز في صمت وفي وقت وجيز وبكلفة مالية ضخمة ، وهذه المجمعات ستكون من معالم ولاية الخرطوم ومن الصروح الخدمية الكبرى تسهيلاً للمواطنين .. تستحق الشرطة التحية والاحترام في هذا المنجز الكبير وهنيئاً للمواطنين به.
أحاديث الموازنة
> في كل عام ، عندما تُقدم الموازنة للبرلمان ، تبدو معضلة الحكومة أكثر وضوحاً في الطريقة التي تعبر وتطرح بها وزارة المالية الموازنة والسياسات الاقتصادية والمالية وكيفية شرحها للناس خاصة عامة المواطنين الذين لا يعرفون عن لغة الاقتصاد إلا ما يسد الرمق والذي تجلبه النقود التي في جيبوهم من احتياجاتهم الضرورية وقفة الملاح . فالسيد وزير المالية و وزراء الدولة وقيادات الوزارة ، يجب عليهم العمل بدأب واجتهاد في تقديم شروح مبسطة وسهلة للمتن الدقيق الذي قدموه ، فليس هناك من يحفل بالحديث العلمي الدقيق حول العجر وكيفية خفض الانفاق الحكومي ونسب التضخم ومعالجة الاختلال في الميزان التجاري وميزان المدفوعات والدين الداخلي والخارجي وبقية المصطلحات اللزجة .
> من الواجب أن يسدي النصح للوزارة أن تتجنب الأحاديث التفصيلية رغم أهميتها أحياناً ، البُعد عن المغالطات الناتجة عن تعدد المدارس الاقتصادية المتحكمة فينا من عقود دون أن تجد لنا مخرجا ًوحلاً ، فلتتجه الوزارة مباشرة الى الفوائد المباشرة والعوائد التي سيجنيها الاقتصاد الوطني والمواطن من موازنة العام 2017م ، لا حاجة لنا في التفصيلات والتوضيحات التبريرات فقط أعطونا ما هي فرص التقدم والنمو وكيف نتعافى من أزماتنا ويتحسن سعر الصرف ويقوي الجنيه ويزيد الإنتاج ..
الصادق الرزيقي – أما قبل
صحيفة الإنتباهة