رأي ومقالات

تحليل: عندما طلبت أمريكا من حكومة السودان ضبط النفس !!


أمريكا تعلم بأنه حتى العصيان الصحيح .. لن يضع الحكومة فى مواجهة مباشرة تستدعى ضبط النفس .. وأن الحكومات فى حالة العصيان الذى يهدد دولاب العمل فإن أقصى ماتفعله هو إستدعاء إسنادها .. وأمريكا تعلم أن حكومة السودان تحديدا لديها الإسناد الكافى …. !!
عليه ما تفسير ضبط النفس الذى تعنيه أمريكا … ؟؟
أمريكا تفهم جيدا معنى عصيان مدنى .. وأمريكا تعلم أن ( المعارضة الراشدة ) إندمجت فى الحكومة بعد مشاركتها فى الحوار الوطنى .. وأن العصيان المزعوم الذى دعت له ( المتعارضة ) مؤخرا لا يقف على رجلين .. وأمريكا فهمت مدى سطحية الدعوة .. بمعنى أن أمريكا بدأت ترى ضعف فرصة التغيير من الداخل .. هذه واحدة … !!

للصين وروسيا مصالح ضخمة فى السودان … وتصريحاتهما المساندة للسودان قوية الوضوح .. بمعنى أن أمريكا فقدت كرت إستخدام القوة ضد السودان … هذه الثانية … !!

وصف ألمانيا للعقوبات الأمريكية على السودان بالغباء السياسى .. وبوادر تسابق كبريات الدول الغربية للاستثمار فى السودان .. بمعنى إنفضاض حلفاء أمريكا من مجاراتها فى معاداة السودان ( أو هو كيد آخر ) … هذه ربما تكون الثالثة … !!

وكأن أمريكا تحاول الدخول للسودان من باب عدو عاقل خير من صديق جاهل .. ومطالبتها لحكومة السودان بضبط النفس فى موقف لا يستدعى ضبط النفس فيها من ( التظاهر بالتودد ) أكثر مما فيها من التحذير … !!

لعل أمريكا تنازلت ( مؤقتا ) عن فكرة إسقاط الحكومة .. وذهبت لتكتيك مرحلى آخر ( إفشال صورة النموذج ) .. بحيث أنه لو وقفت أمريكا مكتوفة الأيدى حتما سينجح السودان ( دونما مساعدة من أمريكا ) .. ولو أنها إستمرت داعمة لمشروع الإسقاط ربما ينجح السودان ( رغم أنف أمريكا ) .. وهذه أذل .. وفى الحالين يمثل السودان ( أنموذجا ) محرضا للآخرين بإستنهاض هممهم … وهذه رابعة الأثافى … !!

من هنا تأتى أهمية الملف السودانى لأمريكا .. وأمريكا إن فتحت لها حكومة السودان الطريق سترمى بثقلها الإستثمارى من باب ( أن تأتى متأخرا خير من أن لا تأتى ) … وستبالغ أمريكا فى دعم النمو بالسودان حتى يقال : ( لولا أمريكا لما كان السودان ) .. وسيكون دور ( البعض ) الترويج للمقولة … فيسقط نموذج ( النجاح بعيدا عن أمريكا ) … !!

ولكن وجود أمريكا ( المكثف ) بداخل السودان يجعلها تفكر فى قيادة تغيير سلس من داخل السودان يكسبها حليفا إستراتيجيا .. قادرا على تمرير أجنداتها فى إقليمه الأفريقى والعربى .. وحتى الاسلامى .. ( هكذا العقلية الإمبريالية ) … !!

ولكن ماقصة ( المكر الآخر ) لدى دول الاتحاد الأوروبى … ؟؟ ربما المنطق واحد .. وربما السودان أصبح لا يساس إلا هكذا .. ولأن أوروبا تعلم إمبريالية أمريكا .. فكان لا بد من الوصول قبل الإحتكار الأمريكى … !!

أما السودان فيجب أن يكون متوازنا فى توزيع فرص الإستثمار .. وعادلا على ضوء الأسبقية .. وحذرا .. ومستخيرا .. وكلهم لن يحتملون البقاء بعيدا … ( فلا يجب أن تفلت الأوراق .. ولا يجب أن يسقط النموذج ) … !!

إن هيبة ومشروعية طموح السودان فى حقه الأصيل فى النمو والتقدم دون وصاية من أحد .. خطا جديرا بالاعتبار .. ويستحق التقدير والفخر .. ولا عزاء ( للبعض ) … !!

بقلم
نصر الدين المكي


‫4 تعليقات

  1. 27 عاما ولم ينجح السودان دون امريكا …اوروبا 27 عاما لم تدعم السودان الا في حدود انسانية محدودة جدا ..ولم تدعم الحكومة ..

    مقال غير مفهوم وكتوب لمجرد الكتابة فقط زتحليل سطحي يضيع القارئ اكثر مما يرشده

  2. تحليل منطقي جداً وموضوعي ومطلوب من الحكومة أن تجيد لعب الأوراق وتتفادي تكرار سلبيات الماضي.

  3. عيش يا حمار لمن ينبت القش……………….امريكا شنو ال بتتودد لك انت؟مين ال بتودد الان للاخر………

  4. والله كلام شبه واقعي ونجاح السودان في يد الحكوم ليش م تتلاعب وتتزندق ع امريكا والعالم وان كان مكشوف للمخابرات بس ع الاعلام حاجه تانيه
    والسودان يمتك الموارد البنما بيها دون النكنولوجيا الغربيه والدليل الحبوب الزيتيه وتصدر السودان وتعدين الذهب بدائيا