وكيف أخشى غيابك؟!
كطفلة يقذف بها والدها بعيداً.. ثم تبتسم ملء السماء سعادتها.. وفرحاً تبتسم متجاوزة قربها من مروحة السقف التي وإن لم تقتلها ربما تخلف جرحاً لن تخفيه سنوات العمر..
تبتسم متجاهلة أنها في فراغ مطلق تبعد عن الأرض أمتاراً..
وابتسامتها هذه ليس لأنها طفلة ببعض وعي..
أو لأنها (جاهلة) والجهل مصيبة..
ولا لأنها تعشق المغامرات.. إذ إنها لا تمتلك إلا بعض العاطفة بحكم سني عمرها..
هي تبتسم.. ملء نقاء الكون.. ببراءة لا تشبهها إلا براءتها.. لأنها تثق أن والدها لن يفلتها أبداً..
كذلك أنا..
لا أخشى شيئاً أبداً.. لأنك معي بعد الله..
معي قلباً.. وروحاً..
تضج بك ذاكرتي وأنت حاضر أمامي.. فكيف أخشى غيابك وذاكرتي حبلى بآلاف الأطفال..
وما أروع أطفال الذكرى حينما يبادلونك شغفاً بشغف.. وعشقاً بعشق.. وذكرى بذكرى..
لذا.. أنت معي.. وإن قالت الجغرافيا غير ذلك.. لطالما كانت الجغرافيا كاذبة.. لطالما فصلت بين بلدان وبلدان.. ودم ودم.. لكن الروح.. هذه لا قبل للجغرافيا بها..
فلتمدد يديك.. خشية أن يسقط الشوق أرضاً..
فتبكي طفلته التي استودعتك شوقها..
نضال حسن الحاج – نوافذ
صحيفة المجهر السياسي