قصة تنكُّر سعاد حسني في زي «فتاة ليل»: ذهبت إلى بيت كاتب كبير فقال لها البواب «عيب»
تحت عنوان «سُعاد حسني تصطاد الحب من الشارع»، نشر الصحفي، مجدي فهمي، تحقيقًا فنيًا في السبعينيات عمّا فعلته الفنانة الراحلة، سعاد حسني، لكى تحظى بدور «ناهد» في فيلم «بئر الحرمان» الذى أُنتج سنة 1969، عن رواية الكاتب، إحسان عبد القدوس، وأفاد التحقيق الذى نُشر على صفحات مجلة «الشبكة» بأن الفنانة الشابة آنذاك، تنّكرت في زيّ بائعات الهوى وذهبت إلى بيت كاتب سيناريو الفيلم، لكى تُقنعه بأنها الأنسب لأداء الدور.
بدأت القصة كما رواها مجدي فهمي على صفحات مجلة «الشبكة»: نهض البواب النوبي وهو يفرُك عينيه المُثقلتين بالنعاس ليفتح الباب للعائدة مع الفجر، وفجأة انتفض الرجل، واتسعت عيناه في غضب، وسحب المفتاح من القفل ليصرخ في الزائرة التى سقط عليها نور المدخل وقال: «عيب يا ست، دي عمارة ناس طيبين وسكن عائلات».
ونظرت إليه الزائرة بدهشة كبيرة، ونظرت إلى ثوبها عاري الصدر فوجدت لثورة البواب عذرًا، وقالت محاولة التخلص من المأزق: «أنا عاوزه الفنان يوسف فرنسيس»، وحينها تمالك البواب أعصابه وقال «ده راجل متجوز ومش بتاع كده»، فردّت الزائرة ذات الوجه الملطخ بالمساحيق والثوب الفاضح «طيب روح قوله سعاد حسني عاوزاك».
وحينما علم البواب أن زائرة الفجر تلك هي الفنانة سعاد حسني، لم يدر ماذا يفعل إلا أن يقول لها «اتفضلي يا ست هانم»، ويُضيف الكاتب الصحفي، أن الشىء الذى استقبله البواب بالصراخ، استقبله يوسف فرنسيس، رسام جريدة «الأهرام» والسيناريست، بإبتسامة عريضة، فقد وقف يتأمل سعاد في ثوبها الضيق الذى بدا وكأن جسدها قد أُفرغ فيه بصعوبة، ثُم نقل عينيه من وجهها الملطخ بالأصباغ إلى شعرها وصاح: «برافو، هي دي الصورة اللى أنا بتخيلها».
وغاب يوسف فرنسيس بعدها للحظات، وعاد ومعهُ زوجته وفرشاته وألوانه ولوحة بيضاء، وكانت الساعة حينها الرابعة فجرًا، بدأ يوسف يرسم لوحة بعنوان «ناهد.. مريضة بداء الجنس»، وكانت «ناهد» شخصية معقدة ومريضة نفسيًا، صوّرها إحسان عبدالقدوس بدقة، في القصة الرئيسية من مجموعة «بئر الحرمان»، طالبة تخرّجت في كلية الآداب، تزوجت وتعاني من مشكلة لم تجد لها حلاً، فهى تستيقظ من النوم لتجِد على جسدها آثار أظافر ليست لزوجها.
وتُقرر «ناهد» فيما بعد التوجه إلى طبيب نفسي، والذى يكتشف فيما بعد أنها تعاني من انفصام، ففى أعماق الشخصية الرزينة الهادئة، شخصية أخرى مريضة بالجنس إلى حدّ الهوس، حيثُ تسير في الطرقات، تبتسم لكل عابر سبيل، وترتمي في أحضان أول من يستجيب لدعوتها، وعندما تفيق من نوبتها لا تتذكر ما حدث.
وكانت سُعاد حسني قد تقمصت دور «ناهد» لتوضح ليوسف فرنسيس، كاتب السيناريو والحوار، أنها جديرة بأداء الدور، في إطار عملية «الترميم الفني» التى قامت بها لتجديد أدوراها السينمائية، كما قالت: «بدوري في فيلم بئر الحرمان، أكون قد حطّمت آخر حلقة في السلسلة التى كانت تُقيدني بالأدوار المحدودة».
واعترفت السندريلا خلال حوارها الصحفي مع مجلة «الشبكة» عام 1971، بأنها أدمنت الاهتمام بمظهرها حيث كانت تنفق نصف أجورها من أعمالها الفنية في شراء الثياب والإكسسوارات، وأوضحت ذلك فور انتهائها من تصوير فيلمها «بئر الحرمان» مع محمود المليجي، حيث قالت إنها دفعت أكثر من 400 جنيه لشراء الباروكات فقط وضعف المبلغ لملابس الشخصية، حيث قالت :«أنا لا يمكن أن أمثل فيلمًا أو مشهدًا في فيلم بثوب ارتديته في السابق، أدواري كلها (شيك) ولهذا تكلفني، ولي أيضًا أعبائي العائلية ومظهري أمام الجمهور».
المصري لايت