تحقيقات وتقارير

“صورة مغايرة” كيف يتفاعل الجمهور مع أول مشروع رياضي تموِّله المصارف.. “400” مليون جنيه لمشروع مدينة السودان الرياضية

اليوم, تبدو الصورة مغايرة تمامًا لتلك الهياكل الخرصانية التي مرت عليها سنوات طوال, دون اكتمال ملامحها, ما أدى إلى أن يعم اليأس في الشارع الرياضي, الذي انتظر سنوات عديدة, يمني نفسه برؤية الحلم على أرض الواقع, إلا أنه حلم ظل يتأخر تحقيقه من عام إلى آخر, دون جديد.. لكن الجديد أتى أخيرًا بما حمله شهر أبريل العام المنصرم, حين شرعت الحكومة, على إزالة كذبة سنوات خلت, بنفض الغبار عن أعمدة المدينة, والإعلان عن مجلس إدارة لمشروع (تشييد مدينة السودان الرياضية), برئاسة وزير رئاسة الجمهورية, فضل عبد الله فضل, الذي حلّ في رئاسة المجلس, خلفاً للراحل أسامة ونسي محمد خير, وعضوية كل من وزارات الشباب والرياضة, والمالية, وولاية الخرطوم، وعدد من الوزارات ذات الصلة، لتجاوز أي عقبة محتملة من الممكن أن تعيق العمل في المشروع.
طبقًا لمحمد أحمد الزين، المدير التنفيذي لمشروع المدينة الرياضية، فإن المجلس تمخض عنه توفير المال الذي وقف عائقاً أمام إكمال المشروع في السنوات الماضية, عبر محفظة بنكية يديرها بنك الثروة الحيوانية, وتشرف عليها وزارة المالية، حيث التزم ثلاثة عشر مصرفاً, بتمويل المدينة بـ(400) مليون جنيه, للمرحلة الأولى من المشروع، كأول نشاط رياضي تموِّله البنوك.
باشرت اللجنة عملها بإزالة التعديات على أراضي المدينة، والتي كان آخرها استرداد خمسة آلاف متر بواسطة القضاء, وضمها إلى أرض المدينة من جديد, وكذلك، معالجة التشوهات الهندسية التي تسببت فيها شركة سابقة كلفت بتشييد المدينة, إضافة إلى ما أفرزته مدة الإهمال الطويلة, عبر الاستعانة بكلية الهندسة, بجامعة الخرطوم, والتي سردت في تقريرها المقدم إلى مجلس إدارة المشروع، جملة من الأخطاء الهندسية التي تتطلب إصلاحات, تبلغ قيمتها (17) مليون جنيه, ما دفع اللجنة إلى مخاطبة رئاسة الجمهورية ووزارة العدل, لمقاضاة الشركة.
بحسب مدير الإدارة الهندسية في مشروع مدينة السودان الرياضية, المهندس الأمين عبد الرحمن أبو, فإن مدينة السودان الرياضية مشروع ضخم، بدأ العمل فيه منذ سنوات بعيدة، إلا أنه لم يتم لأسباب مختلفة, عملوا على تلافيها, وشرعوا في البداية الفعلية لإنجاز المرحلة الأولية، بتسوير أرض المدينة البالغ مساحتها (406) آلاف متر, وتطويقها بسور طوله (903) أمتار وعرضه (451) مترا, وقال إن السور تم تشييده من قبل شركة (إنجاز) للإنشاءات، بتمويل من قبل وزارة المالية التي سددت المبلغ على ثلاث دفعيات.
بدأ مجلس إدارة المشروع فعلياً في الملعب الأولمبي, حيث رسا العطاء الذي طرحه مجلس الإدارة في أبريل من العام الماضي, على شركة مصطفى موسى التي شرعت في العمل منذ يونيو الماضي, ولمدة ثمانية عشر شهراً, وهي مدة اكتمال المرحلة الأولى, من المشروع بتنفيذ الملعب, بكل ملحقاته, كخطوة أُولى, واقتربت الشركة من إكمال الهياكل الخرصانية بشكل يراعي مواصفات الملاعب المطلوبة من قبل اتحاد اللعبة, حيث تأتي مزودة بكافة معينات السلامة لــ(60) ألف متفرج, وهي سعة الملعب الجماهيرية, ثم تتابع العمل بإطلاق ما أسمته اللجنة بـ(الوثبة الثانية)، بطرح ثلاثة عطاءات لتنفيذ أعمال الكهرباء للأستاد, وتولتها شركة تولان, محددة الانتهاء من أعمالها بعد أربعة أشهر, وتشمل على إنارة الملعب بأربعة أبراج إضاءة, يحتوي البرج الواحد على (81) كشافة, بارتفاع (51) مترا, موزعة على أركان الملعب، وأعمال الكهرباء الداخلية, بملحقات الملعب, إضافة إلى النجيل والصرف الصحي اللذين يعلن عن عطائهما خلال الأيام المقبلة.
في السياق ذاته, مضى المدير التنفيذي لمشروع (مدينة السودان الرياضية)، محمد أحمد الزين، خلال مؤتمر صحفي عقده المجلس بالمدينة أمس الأول, بالقول إن المشروع طال لدرجة أفقدت الشارع الرياضي الثقة في قيامه، لكنه أشار إلى توفر الرغبة والإرادة السياسية لإكمال المرحلة الأولى, مناشداً الإعلام بتضييق الهوة ما بين المشروع والجمهور من الناس, وعكس حجم العمل المبذول من قبل إدارة المشروع، معتبرًا أن الإعلام بمثابة شريك أصيل في الأعمال الجارية في المشروع, وذلك من خلال قيامه بالتعريف بها, وبناء جسر الثقة مع المواطنين, معلنًا أن شهر ديسمبر من العام القادم موعد للانتهاء من المعلب بالكامل وافتتاحه كمرحلة أولى, ستعقبها العديد من المراحل, وصولاً إلى تشييد المدينة الرياضية بالكامل.

اليوم التالي