كيف أحافظ على صلاة الفجر؟
كيف أحافظ على صلاة الفجر؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى أله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن مواظبتك على صلاة الصبح مع جماعة المسلمين ومسارعتك إليها ورغبتك في إيقاعها في وقتها بشروطها وأركانها وآدابها تكون بمعرفة جملة أمور :
أولها: أن صلاة الصبح في قول جماعة من أهل العلم ـ ومنهم المالكية ـ هي الصلاة الوسطى التي أمرنا ربنا بالمحافظة عليها في قوله سبحانه (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) قالوا: ولأنها وسط بين الليل والنهار؛ ولأن قبلها صلاتين جهريتين وبعدها صلاتين سريتين؛ ولأنها شاقة في الشتاء لشدة البرد وفي الصيف لقصر الليل.
ثانيها: أن المحافظة على هذه الصلاة هي العلامة الفارقة بين أهل الإيمان الصادقين وأهل النفاق المرائين؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: {أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً} رواه مسلم، فانظر رعاك الله من أي الفريقين تريد أن تكون؟
ثالثها: أن في المحافظة على هذه الصلاة منافع عظيمة في الدنيا والآخرة؛ فهي سبب لمضاعفة الأجر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله) رواه مسلم، وفي رواية الإمام أحمد (فهو كقيام ليلة) وهي سبب لحصول النور يوم القيامة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: {بشّر المشائين في الظُلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة} رواه أصحاب السنن إلا النسائي، وهي سبب لأن يكرمك الله بالنظر إلى وجهه الكريم يوم القيامة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته؛ فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا} رواه الشيخان، وهي سبب لحفظ الله ورعايته للعبد؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: {من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فانظر يا ابن آدم، لا يطلبنك الله من ذمته بشئ} رواه مسلم، وهي سبب للنجاة من النار؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم:{لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} رواه مسلم
واعلم أيها السائل ـ وفقني الله وإياك ـ أن سلعة الله غالية وأن مجاهدة النفس سبب لحصول الهداية؛ كما قال ربنا في كتابه الكريم (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) واعلم أن الطاعة يذهب تعبها ويبقى أجرها كما أن المعصية تذهب لذتها وويبقى وزرها فجاهد نفسك وعوِّدها على الطاعات تعتد، وتذكر أن النفس كالطفل إن تهمله شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم، ولا تستغن ـ بارك الله فيك ـ عن الدعاء بأن يعينك الله على ذكره وشكره وحسن عبادته، والله الموفق والمستعان.
الشيخ د. عبدالحي يوسف
من الأمور التي تحثك على القيام لصلاة الفجر معرفة فضلها، ومن ذلك:
1- أن أداءها في وقتها من صفات المؤمنين.
2- أن أداءها مع الجماعة مع صلاة العشاء يعدل قيام الليل، قال -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله).
3- أن من صلى الفجر فهو في ذمة الله، أي في حفظ الله، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله).
4- أن المسلم إذا استيقظ من نومه فذكر الله، وتوضأ وصلى، أصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان.
5- أن أداءها في وقتها مع الجماعة من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، مع أداء صلاة العصر، قال -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى البردين دخل الجنة) متفق عليه، والبردين: الصبح والعصر.
6- حضور اجتماع الملائكة في صلاة الصبح وصلاة العصر، قال -صلى الله عليه وسلم-: ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم الله –وهو أعلم بهم– كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهو يصلون).
نرجو كتابة هذه الأحاديث في حجرتك وعلى جوالك وتردادها دائما.
رابعا: هناك معينات -أختنا الفاضلة- نرجو منك الانتباه لها وهي:
1- النوم مبكراً، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكره النوم قبل صلاة العشاء، والحديث بعدها، إلا ما فيه مصلحة وخير.
2- الحرص على آداب النوم من الوضوء والدعاء قبل النوم، وجمع الكفين والنفث فيهما، ويقرأ سورة الإخلاص والمعوذات، والنوم على طهارة.
3- الاستعانة بعد الله بمذكر، أو منبه، أو برنامج للأذان، أو الاستعانة ببعض الصديقات أو الأهل أو الأقارب لمعاونتك على الاستيقاظ.
4- التذكير دوما بأن صلاة الفجر هي العلامة الدالة على المنافقين عياذا بالله، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر).
5- الحذر من أن تكون الأذن مباول للشيطان -أكرمك الله-، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: ذكر عند النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل نام ليله حتى أصبح، فقال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنه).
6- فرض عقوبة عملية عند الكسل عن صلاة الفجر، كصيام ثلاثة أيام مثلا، المهم أن تكون العقوبة المفروضة ليست هينة، حتى لا تستخفي بها، وليست ثقيلة الأثر عليك.
وأخيرا: كثرة الدعاء بأن تستيقظي لصلاة الفجر، ونحن واثقون أنك إن فعلت ذلك سيقيمك الله لصلاة الفجر.
نسأل الله أن يوفقك لكل خير، والله الموفق.
(منقولة عن موقع إسلام ويب)
جزاكم الله خيرا و في ميزان حسناتكم بإذن الله تعالى