تحقيقات وتقارير

علاقات الخرطوم والقاهرة.. هل على ما يُرام؟

في تطور لافت لملف العلاقات السودانية المصرية، برزت الى السطح قضية من الخطورة بمكان، حملها تقرير نشرته الصحف، يحمل في طياته تسريبات عن اتفاق بين مصر وجنوب السودان ويوعندا، على دعم الحركات المسلحة والحركة الشعبية لتحرير السودان، وفتح معسكرات التدريب لها بغرض إسقاط النظام في الخرطوم.. رغم تكذيب الخرطوم على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد بلال عثمان لما ورد في التقرير، إلا أن القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي اتهم القاهرة بمواقفها السالبة تجاه الخرطوم، وذلك بالوجود المكثف للمصريين في مثلث حلايب المتنازع عليه ….

وأضاف عبد العاطي أن فتور العلاقات بين البلدين ناتج عن اختلاف في ماهية الحكم، وعدم تطابق الرؤى والمنهج بين البلدين. مشيراً الى العلاقات الأزلية والشعبية بين البلدين، واستبعد ربيع أن تكون حلايب وشلاتين أحد أسباب التوتر وفتور العلاقة في وقت رفض فيه موقف مصر الداعم للحركات المسلحة.
الخبير في مجال العلاقات الدولية راشد التجاني، أكد فتور العلاقات المصرية السودانية في الآونة الأخيرة، أرجع التجاني الفتور الى تأييد السودان لقيام سد النهضة، “حيث كان السودان دائماً يقف مع مصر في مثل هذه القضايا”.

ورحج التجاني أن يكون إيقاف استيراد الفواكه والأسماك هو الآخر سبباً، مضيفاً أن قضية حلايب غير مؤثرة في طبيعة العلاقة بين مصر والسودان، كما أن وجود الأخوان في السودان غير مؤثر في طبيعة العلاقات بين البلدين، بدليل أن السودان يؤيد الرئيس السيسي أكثر من تأييده للأخوان المسلمين في فترة حكم محمد مرسي.
وقال إن علاقة مصر بجنوب السودان غير خفية وواضحة للعيان ، مشيراً للمنح التي كانت تقدمها مصر للسودان تم تحويلها لدولة جنوب السودان مقابل تأمين الجنوب لمنابع النيل.

وتوقع التجاني أن تشهد العلاقات بين البلدين في المستقبل القريب مزيداً من التعاون والتطور بعد فتح المعابر وربط الدولتين بالتبادل التجاري، بالإضافة الى إن مصر تمر حالياً بضائقة مالية تمثلت في تعويم الجنيه المصري، بسبب ضغوط من بنك النقد الأجنبي .
قضية ترسيم الحدود تعد من أسباب فتور العلاقة بين الطرفين، إلى ذلك يشير الخبير في دراسات الشرق الأوسط وافريقيا محمد حسن الركابي، الذي يقول أن قضية حلايب تُعد من أهم أسباب التوتر بين البلدين، مبيناً أن أسباب تعكير العلاقات بين البلدين.. مشيراً الى ان الوثائق التاريخية القديمة تؤكد تبعية المنطقة للسودان، وأن السودان يدفع دوريا بشكوى للامم المتحدة، كما دفع بشكوى لمحكمة العدل الدولية لم تفصل فيها حتى الآن، لجهة أن الشكاوى والأدلة والدوفوعات تقدم من جانب واحد، موضحاً أن الاتهامات المتبادلة بين الطرفين بإيواء بعض الجماعات المعارضة أسهم في ركود في العلاقات بين البلدين.

وقلل الركابي من أن يكون سد النهضة واحداً من أسباب برود العلاقة بين البلدين. وقال أن حديث رئيس دول الجنوب في أعقاب زيارته لمصر أتي ضمن سياق تقديم مصر لمساعدات لدولة جنوب السودان، تمثلت في بناء العديد من المنشآت.
قيادي إسلامي فضل حجب اسمه، قال (لآخر لحظة) أن العلاقة بين مصر والسودان علاقة لوجستية يسودها الهدوء والحذر، وذلك بسبب الخلافات والنزاعات في مثلث حلايب وشلاتين منذ العام 1993م .. يقول المصدر أنه ومنذ ذلك الوقت ظلت قضية حلايب حاضرة في كل اللقاءات الرسمية وغير الرسمية بين البلدين، بالإضافة للتصريحات السالبة التي تصدر عن الإعلام المصري، بالإضافة لما يدور في أذهان بعض النخب السياسية ، بأن السودان هو الداعم لجماعات الاخوان المسلمين بعد سقوط الرئيس السابق محمد مرسي،، وهناك اعتقاد بان أصبح السودان ملجأً لكثير منهم ضمن إطار التنظيم الدولي…

تقرير:زكية الترابي
صحيفة آخر لحظة