غلوتية .. وزير المعادن ..!
وزير المعادن أحمد محمد صادق الكاروري، قال خلا مخاطبته برنامج حصاد العام للهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية (الآن سمح للشركات بتصدير70% من انتاجها، وبيع المتبقي لبنك السودان)، السيد الوزير أقر أن الفترة الماضية شهدت تباطوء في الانتاج، بسبب هذه القيود، السيد الوزير قال إن صادرات الذهب بلغت (37%) من اجمالي صادرات البلاد، موضحاً أن العام الماضي شهد إنتاج (93) طن من الذهب، تم تصدير (30) طن عبر المنافذ الرسمية، سيادته أشار الى أن الكميات المتبقية ليست كلها تهريب، و إنما هناك تخزين وصادر آخر بغرض التصنيع و الاعادة، سيادته أكد أن السياسات الجديدة ستحد من التهريب، مضيفاً (هو في الغالب تهريب غير منظم)،
المنافذ الرسمية صدرت 30 طن ذهب (حوالي مليار ومأتي مليون دولار)، تعادل (37%) من إجمالي الصادرات، مما يعني أن جملة الصادرات بلغت في العام الماضي (3.243) مليار دولار وهذا لا يتفق مع بيانات السيد وزير المالية التي استعرضها أمام البرلمان، و برغم هذا ماذا لو تم تصدير كل الكمية المنتجة ؟ كان من الممكن أن يتوفر من صادر الذهب لوحده (4) مليار دولار، كانت كافية لتغطية عجز الميزان التجاري البالغ (4.2) مليار دولار، ولا شك أن حديث السيد الوزير يحتاج لتحليل و إعادة ترتيب.
من جملة (93) طن ذهب، تم فقط تصدير (30) طن، و ليس هناك تهريب منظم ؟ كيف تم إحصاء (93) طن و تركت للتهريب (63) طن ؟، إما أن هذا الرقم من نسج الخيال، أو أن وزارة المعادن وبعد أن وضعت يدها على الانتاج و أحصته تركته للمهربين، وهذا غير معقول، و لذلك يرجح الاحتمال الأول وهو أن أرقام وزارة المعادن غير دقيقة، كيف يصبح و يمسي هذا الوزير وزيراً، وهو يعترف بأن أكثر من ثلثي انتاجه من الذهب يهرب؟، أما إن كان يخزن الذهب كما قال في هذه الظروف، فهو يستحق المساءلة و المحاسبة، و لا يعقل أن يلجأ التجار لشراء سبائك الذهب لتصنعيها و اعادتها، وفي إمكانهم شراء الذهب (المكسور) بأقل من سعر السبائك ؟ ثم كم يبلغ كل المعروض من الذهب في أسواق الخرطوم ؟ طن..؟ طنين ….؟ كيف يكون التهريب غير منظم وهذه الكمية الضخمة من الذهب لم تصدر عبر المنافذ الرسمية ؟ و لماذا أنفقت المعادن الملايين في اتفاقها مع شركة (الثريا) لتشغيل نظام التتبع عبر الأقمار الصناعية؟ و أين شرطة المعادن؟ كم عددها و عدتها؟ و كم تكلف؟
لا نريد الدخول في أسئلة محرجة للسيد الوزير، و لكننا نسأله أين إنتاج سبرين الروسية؟ و كم استلم من ذهب أرياب؟ و كم بلغ إنتاج (144) شركة تعمل في تعدين الذهب؟ وكيف أرسيت عطاءات (الكرتة)؟ كم بلغ إنتاج المعادن الأخرى؟(300) ألف طن حديد خام انتجت حسب بيانات السيد الوزير، هل تم تصدير خام الحديد؟ واذا لم يصدر فهل تم تخزينه؟ بيانات المسؤلين في بنك السودان تقول غن صادر الذهب بلغ فقط (20) طن خلال العام 2016م، توجد (10) أطنان أخرى، فمن هي المنافذ الرسمية التي قامت بتصديرها؟ ومن سمح لها؟، وأين عائداتها؟ نواصل.
ما وراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة