عثمان ميرغني

حَانَ الوقت.. لتكون رئيساً..!!


يبدو أنّ العالم مَوعودٌ بأربع سنوات حسوماً.. بدأت فعلاً.. أمس الأربعاء كان يوماً مُثيراً تماماً كما توقّع “ترامب” الرئيس الأمريكي رقم 45.. الرئيس المحمول على حيوية الإثارة والمفاجآت منذ أول يوم في حملته الانتخابية عالمياً وأمريكياً.

أحد نواب الكونغرس خاطب “ترامب” أمس بعبارة بسيطة (لقد حان الوقت لتكون رئيساً).. ويقصد أن بهلوانيات الحملة الانتخابية انتهت والوقت الآن للإدارة الحصيفة.. وكان النائب يُعلِّق على اتهامات “ترامب” بتلاعب في أصوات الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. فَطَالبه بدلاً البحث عن الأصوات.. البحث عن وظائف للعطالة.

أما الرئيس المكسيكي فقد اختار رداً دبلوماسياً على إصرار “ترامب” تشييد حائط على الحدود مع المكسيك.. قال الرئيس المكسيكي: (بدلاً عن بناء الحائط، الأجدر بناء الثقة..).. وزير الخارجية المكسيكي السابق لوّح بالبطاقة الحمراء في وجه “ترامب” قائلاً (قد نُفكِّر أنه ليس هناك ما يلزمنا بمنع تدفق الإرهاب والهجرات غير الشرعية والمخدرات القادمة من أمريكا اللاتينية عبر حدودنا إلى أمريكا..).

لكن ما يهمنا نحن هنا في السودان من “الأربعاء” الأولى لـ “ترامب” هو قراره التنفيذي بمنع التأشيرة والهجرة – مُؤقّتاً – لمُواطني ست دول عربية على رأسها، طبعاً السودان.

القرار يبدو غريباً بالنسبة للسودانيين، لأننا لم نكن أبداً خطراً عالمياً.. ربما عدد الأمريكان المُنخرطين في صفوف “داعش” أكبر كثيراً من السودانيين فيه.. وبمقياس (ترتيبات وإجراءات) التحوطات الأمنية في السفارة الأمريكية بالخرطوم أو لمقر سكن أفراد البعثة أو حتى حركتهم اليومية العادية في المُجتمع السوداني يبدو السودان أكثر أماناً للأمريكيين ربما من أمريكا نفسها.. فما الذي يجعل السودانيين على مُستوى واحد مع رعايا دول بعضها تفوّقت بامتياز في نجومية الإرهاب العالمي؟؟

يبدو أنّ استمرار وجود اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب لا يزال (خطراً) على السودانيين يدفعون ثمنه بلا مُقابل.. ومن الحكمة أن يكون “هَمّاً” وقلقاً سُودانياً رسمياً التعجيل برفع اسم السودان من قائمة العار هذه.

ليس واضحاً حتى هذه اللحظة هل سينسجم الكونغرس – رغم أنف أغلبيته الجمهورية – مع إيقاع إدارة “ترامب”.. في دولة مؤسسات تعمل بمبدأ توازن السلطات.. أم أنّ (البصيرة الاستراتيجية) ستفرض على الكونغرس أن يفصل بين “ترامب” الرئيس.. و”ترامب” المرشح..

على كلِّ حال، الآن واضحٌ لماذا تحالفت روسياً مع “ترامب” وتعاطفت وتمنّت وصوله للرئاسة.. لأنّه يتيح الفُرصة الذهبية لتبادل المراكز.. فتصبح روسيا الحاكم الجديد لعالم ظَلّ يُدار بالمحاور والقطبية منذ عهد دولتي الفرس والروم.

عثمان ميرغني
صحيفة التيار