جنـوب كـردفـان .. محـط أنظـار العـالم
يبدو أن جنوب كردفان أصبحت محط أنظار العالم أجمع، وبعد أقل من شهر تقريباً كانت زيارة المبعوث الأمريكي الخاص للسودان وجنوب السودان دونالد بوث لكادقلي وأعقبته مباشرة زيارة السفير الياباني
.ويوم أمس استقبلت كادقلي وفداً كبيراً تقدمه المبعوث البريطاني الخاص للسلام في السودان وجنوب السودان مستر كرستوفر جون والمنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة بالسودان السيدة مارتا، وسفير الاتحاد الأوروبي وسفير بريطانيا مايكل أرون وسفيرة هولندا وممثلين لمنظمات برنامج الغذاء العالمي ومنظمات الأمم المتحدة والمهتمين بشؤون جنوب كردفان، ومن الجانب السوداني الفريق أول .أمن صلاح الدين الطيب المفوض العام لمفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج ، والأستاذ عماد الدين من وزارة الخارجية والأستاذ أحمد الشريف من وزارة التعاون الدولي والبروف خميس كجو كندة الأمين العام لصندوق السلام بالولاية والعميد عثمان نوري من مفوضية نزع السلاح.
استقبال بنغمات وطبول السلام
تفنن الراقصون وأبدعوا في استقبال الوفد الأوروبي بالرقصات الشعبية والتراث المحلي الذي يعبر عن التوق الى السلام والأمن والتعايش ، كما اصطفت طلبات مدرسة السمة الثانوية وهن ينادين بالسلام والتنمية والاستقرار وعبرن بالرقص عن كل المكونات المجتمعية مما جعل السيدة مارتا المنسق المقيم للأمم المتحدة تقول إن جنوب كردفان هي ولاية متعددة الإثنيات والأعراق والتقاليد والمجموعات، لافتة أن ذلك يمثل السلام الاجتماعي ويدعم السلام العام الذي أصبح قريباً .وتجاوب أفراد الوفد مع إيقاعات الكمبلا ونقارة كرنقو والكرنك والنقارة في الغابة النباتية الملحقة بأمانة الحكومة.
مطالب المجتمع المحلي
في الاحتفال الذي أقيم بمدرسة السمة الثانوية بنات والتي أنشأها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالسودان بالشراكة مع المجتمع لرعاية الأطفال وتطوير تعليم البنات واستضافة العائدين والنازحين، قال ممثل المنطقة الشيخ داؤود حسين إن إنشاء المدرسة عمل على التواصل ومحاربة الأمية والجهل والعادات الضارة، كما ساهم في تنمية المنطقة، مبيناً أن رسالة المدرسة لم تكن تعليمية فقط، بل شملت كل الجوانب الحياتية. وساعدت المنظمات في توفير الوجبة المدرسية والترحيل مقدماً جملة من المطالب تمثلت في تطوير المدرسة ودعمها بالفصول الإلكترونية وأجهزة حاسوب ومولد كهربائي والاهتمام بالبيئة المدرسية والمساهمة في رفع قدرات المجتمع وبث ثقافة السلام، وهذه المطالب تنطبق على كل المدارس بالولاية.
احتياجات تحقيق السلام
سرد والي جنوب كردفان اللواء .أمن دكتور عيسى آدم أبكر الخطوات التي قامت بها الولاية من أجل تحقيق السلام عبر الإدارة الأهلية وفعاليات المجتمع مما كان له الأثر الكبير في الاستقرار والسلام الذي تحقق، وقدم جملة من المطلوبات والاحتياجات التي تحتاجها الولاية وتخدم العائدين والنازحين وتعمل على استدامة السلام وزيادة التنمية والاستقرار في الولاية التي انهكتها الحرب .حيث قدم مصفوفة متكاملة للخدمات في شكل كتيب شمل كل المعينات في المياه والصحة والتعليم وكسب سبل العيش وبناء القدرات ، وقال للوفد في اجتماع قاعة مجلس الوزراء مازالت الحاجة ملحة لسد الفراغ في الاحتياجات ليقدم ما يمكن تقديمه وأضاف للوفد (رأيتم السلام والاستقرار والأمن ونأمل أن نرى المساعدة بأعيننا ، وتقديم الخدمة للمواطن المسكين الذي عانى من الحرب).
شهادة للتاريخ واعتراف عالمي
كل أعضاء الوفد من الاتحاد الأوروبي والترويكا عبروا عن اندهاشهم وإعجابهم بما تحقق من سلام بجنوب كردفان وجميعهم قالوا إنها المرة الأولى التي يزورون فيها جنوب كردفان التي تتمتع بموارد بشرية وطبيعية عالية تساهم مستقبلاً في تحقيق السلام، مطالبين بالسعي من أجل السلام ،وتمنى البعض أن تكون الزيارة القادمة الى كاودا ، وقالوا إن الاستقرار الآن مؤشر طيب ويؤكد أن الناس متجهة الى السلام وقطعت أشواط في ذلك ، مرحبين بوقف إطلاق النار لمدة 6 أشهر وتمنوا أن يكون الى أجل غير مسمى مناشدين أطراف النزاع بتنفيذ خارطة الطريق التي رسمتها الآلية الإفريقية برئاسة أمبيكي وأرادوا توقيعاً عاجلاً للسلام حتى تنطلق المشروعات بالسودان وقدموا شكرهم لحكومة الولاية على الاستقبال والاستضافة .
دعم المنظمات الدولية
فصل أعضاء الوفد ما قاموا به في السابق وما يمكن تقديمه في المستقبل حيث قال المبعوث البريطاني الخاص للسودان لدينا دور في تمويل مشاريع البرنامج الإنمائي ونعمل لزيادة المساهمة والمشاركة والتمويل في المجال الإنساني والتنموي .أما سفيرة هولندا، فقالت لها 6 أشهر بالسودان وبلدها تلعب دوراً في السلام في جنوب كردفان ولها مشروعات بين 2005م ـ 2011م والآن تمشي في نفس الإطار ووعدت بتقديم المساعدات في المستقبل في التعليم وبرامج الأطفال وحقوق الإنسان .وقال سفير الاتحاد الأوروبي نقدم الخدمات الى اللاجئين والعائدين والمجتمع المضيف ونبدأ بـ2 مليون دولار ويتضاعف الرقم الى 10 ملايين مستقبلاً ،وأضاف السفير نعمل في ثلاثة اتجاهات الإنساني، وتنفيذ عدد 10 مشروعات متعلقة بالحوار والسلام والمصالحات ، واتجاه تعضيد التنمية المستدامة والتعليم وخاصة تعليم البنات والتدريب والمناهج ولنا اتفاق مع وزارة التربية والتعليم الاتحادية للعمل في 6 ولايات من ضمنها جنوب كردفان.
أما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فله دور في مشاريع إشاعة السلام مع مفوضية نزع السلاح عبر 5 ولايات وجنوب كردفان كانت الأنموزج ، وكانت هناك مشاريع للشباب والمرأة ورصد مبلغ 40 مليون.
كيفية التعافي من آثار الحرب وجهد في مركز التدريب
وقال ممثل برنامج الغذاء العالمي لا أتحدث عن الماضي والى أي اتجاه نتحدث عن المستقبل لنصل الى الناس الأكثر حاجة ونساعد الأطفال للبقاء بالمدارس ومساعدة التعليم ودعم الأطفال والشباب وتوفير مصادر المياه للرعاة والمزارعين ودعمهم في إطار السلام.
مشروعات نزع السلاح والتسريح
كشف الفريق أول أمن صلاح الطيب عن المشروعات والبرامج التي قامت بها مفوضية نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج، فقال تمثلت في تسريح عدد (25) ألف مقاتل ودمج (20) ألف مقاتل من القوات المسلحة والدفاع الشعبي والحركة الشعبية ،وتقديم مشروعات أمن المجتمع ببناء مدرسة السمة الثانوية بنات ومركز شرطة مرتا ومركز الأطراف الاصطناعية ومشروعات المياه بالدلنج والعباسية ومشروعات زراعة الصمغ العربي ومشاريع زراعية في الحمادي وكادقلي وابو كرشولا وهذه قامت بشراكة قوية مع البرنامج الإنمائي وتستمر حتى يستقر البرنامج. وأضاف جئنا للوقوف على المشروعات التي نفذت والوقوف على جهد الحكومة في مجال التنمية والحاجة الإنساني والتنموي، مؤكداً استعدادهم للوصول الى كل مدن الولاية للعمل بالتنسيق مع حكومة الولاية.
رسائل الوالي
قدم والي جنوب كردفان اللواء أمن عيسى آدم أبكر ثلاث رسائل .الأولى شكر فيها السيد رئيس الجمهورية على وقف إطلاق النار لمدة 6 أشهر قادمة وهي فرصة وسانحة لعمل جاد لتحقيق السلام . ورسالة الى الحكومة الأمريكية والي الرئيس الجديد ترامب نرد التحية بأحسن منها لرفعكم العقوبات عن السودان والتي تأثر بها مواطن جنوب كردفان وهو أشد حاجة لرفع العقوبات .ورسالة ثالثة الى المجتمع الدولي وخصها لمنسقة الأمم المتحدة بالسودان السيدة مارتا حضرتم من أجل إنسان جنوب كردفان وبموجب الاستقرار الذي تم والإنسان يحتاج الى المساعدات وللزيارة ما بعدها.
زيارة وتغيير صورة
زيارة امتدت ليوم واحد لكنها غيرت أفكار والصورة الذهنية لكل الوفد الأوروبي الرفيع الذي وقف على حقيقة الأوضاع بكادقلي، وعلقت بذاكرتهم مشاهد الاستقرار والسلام والتنمية وهم يتجولون في مدينة كادقلي ،جنوباً مدرسة السمة الثانوية بنات ، وشمالاً مركز شرطة مرتا ، وشرقاً الحديقة النباتية وجلسة لمجلس وزراء الولاية.
الانتباهة