قصص وحكايات واحصائيات مخيفة.. صبغة الحجر.. لازال (الموت) مستمراً.!
لم تتردد (…) ابنة العشرين عاماً في السعي في وضع نهاية لحياتها بعد ان رفضت أسرتها إكمال مراسم زواجها من الشخص الذي اختارته وجاء رفض أسرتها لأسباب مقنعة إلا أنها أصرت على الارتباط به ولكن حينما وصلت إلى طريق مسدود ما كان منها إلا أن تناولت كمية من (صبغه الحجر) التي تستخدم في تزيين العروس ولم تفلح كل المحاولات لإنقاذها رغم أنها خضعت لعملية فتح الحنجرة لكن كانت يد المنون أقرب.
(1)
بالمقابل تتزايد حالات الانتحار بالصبغة أو الاستخدام الخاطئ لكثير من العرائس فتستقبل المستشفيات العديد من الحالات التي تصل إلى المستشفى كل أسبوع، فيما أشار طبيب -فضل حجب اسمه- إلى أن تزايد حالات الانتحار بتلك الصبغة تصل إلى أكثر من ألف حالة خلال الشهر وأشار إلى أن هناك من يتم إنقاذ حياته ومنهم من يغادر إلى دار الخلود، مضيفاً أن آخر حالة وصلت المستشفى قبل أيام عروس قامت الحنانة بنقش الحنة لها بعد أن خضعت لجلسة حمام مغربي الذي أدى بدوره لفتح المسامات بالجلد مما ساعد على تسريب الصبغة إلى جسد العروس وأدى لوفاتها.!
(2)
مدام تغريد صاحبة صالون تجميل شهير في قلب العاصمة نفت استخدامها لتلك المادة السامة التي منعت بأمر القانون، وقالت إن هناك تفتيشاً دورياً من قبل الجهات المختصة التي تحرم استخدامها ومن يتم ضبطها وبحوزتها تلك المادة تعرض نفسها للعقوبات الصارمة وتدوين بلاغ في مواجتها قائلة إن كثيراً من النساء يحبذن حنة الحجر لأنها تأخذ أطول مدة على الجسم عكس البيقن وهو حنة سوداء خالية من الصيغة السامة تستخدم أيضاً في صبغ الشعر.
(3)
من جانب آخر قالت الباحثة الاجتماعية دلال عبدالرحمن إن العديد من حالات الانتحار يتم التستر عليها خشية الفضيحة دون الوصول إلى دفاتر الشرطة وكثير من البلاغات تحفظ من باب النظرة الإنسانية خاصة إذا تم إنقاذ المريض، لافتة إلى أن الانتحار الأكثر شيوعاً بين النساء لأنهن ضعيفات بحسب تركيبة المرأة فدائماً ما تعبر المرأة عن رفضها للواقع بالهروب منه والتفكير في الموت كوسيلة خلاص من الحياة إذ تعتقد أن الانتحار مخرج لها من كل الضغوطات التي تعيشها وكثيراً ما يكون عدم الاستقرار الأسري وضعف الوازع الديني من أهم أسباب التفكير في الانتحار.
(4)
تاجر معروف بسوق أم درمان أشارت كل الأصابع إلى أنه موزع لتلك المادة القاتلة حاولت تجاذب أطراف الحديث معه فرفض في بداية الأمر لكنه تحدث متحفظاً عن الإفصاح عن اسمه واسم المحل قائلاً : (لا أنفي أنني كنت أقوم بتوزيعها لمحلات التجميل في وقت سابق وكنت أرفض تماماً بيعها لغيرهم إذ كانت هناك وجوه بعينها أتعامل معها خشية استخدامها لغرض آخر غير التجميل لكن بعد تزايد حالات الانتحار وتعرض المحل لأكثر من مرة من مداهمة الجهات المختصة ومصادرة البضاعة توقفت عن بيعها)، مشيراً إلى أنها كانت تأتي إليه من دول الجوار مواصلاً بقوله هناك من يعمل على بيعها بعيداً عن الأعين وبأسعار عالية جداً.
(5)
من جانبه كشف مدير مشرحة أم درمان بروفسير جمال يوسف عن إحصائيات الجثث التي تم تشريحها بعد تناول أصحابها صبغة الحجر بغرض الانتحار لافتاً إلى أن أغلبها من النساء وبعض الرجال الذين وضعت لهم كـ(سم) داخل الأكل أو الشرب قائلاً في حديثه لـ(كوكتيل) إن العام 2013 شهد 19 حالة وزادت النسبة بالعام التالي ووصلت إلى 34 من ثم تراجعت للعام الذي يليه وكانت 17 حالة وشهد عام 2016 (18) حالة وواصل حديثه قائلاً إن كثيراً من الأسر ترفض تشريح ذويها لأسباب لا تفصح عنها إلا أننا في الغالب نقوم بعملية التشريح من ثم نقوم بتسليم الجثث لذويها ، مؤكداًً أن مستشفى الخرطوم للأنف والأذن والحنجرة يشهد مايقارب الـ2000 حالة بالعام يتم إسعافها إلا أنه أكد أن الصبغة تؤثر وبصورة مباشرة على كل وظائف الجسم ودائماً ما تتسبب في الفشل الكلوي، مسجلاًً إشادته بالجهات المختصة التي منعت بيع تلك المادة القاتلة منعاً باتاً، ولافتاً إلى أنه كان بصدد أخذ عينات من تلك المادة لعمل بحوث بالعاصمة المصرية القاهرة وفشل في الحصول عليها لآن من يعملون على بيعها يتعاملون مع شخصيات بعينها حرصاً منهم من العقوبات التي تقع عليهم.
تقرير: تفاؤل العامري
السوداني