إتكاءة على الدمع.. !
ليس ثمة فرق سوى الوقت .. الأيام وحدها هي التي تغيرت .. لكنه لا زال هو .. يتأمل ملامحها فيأخذ في التأرجح كطائر أفقدته الرياح توازنه فأوشك أن يسقط ميتاً.. يتحاشاها كما يتحاشى المذنبون ألم الضمير..يخشى ملامحها التي تسكب النار على جرحه فتؤجج أوجاعه التي أفلح في إخفائها لسنين..أما هي .. فلا تزال تقطن في ذات العشق.. تتقلب في النار من ناحية لأخرى لظنها أنها ربما تريح ناحية بأخرى.. دون أن تدري أنها بذلك تساعد النار على التهامها بالتساوي.. بمنتهى الهدوء.. وكامل العدل..تتكئ على دمعها لتريحه رويداً رويداً.. ريثما يتسع الفم لابتسامة مبهمة الملامح.. تحبه.. ويحبها.. إلا أن الزمن قد قال كلمته في ما بينهما.. والشوق لا يتوانى عن ما يخصه من النحيب.. فيظل هو بين مطرقة الألم وسندانه.. فتتكئ هي على طيفه حباً ووداداً.. فيذوبان شوقاً رغم أنف كل شيء.. ويتحدان حباً.. كجدار فعل به الدهر ما فعل.. فما زاده الظلم إلا قوة.. وصلابة.
نضال حسن الحاج – نوافذ
صحيفة المجهر السياسي