منوعات

احذر.. بعض النباتات قد تتطور لتصبح آكلة للحوم

سمعنا جميعاً بالحيوانات المفترسة والطيور الجارحة، بل والقبائل آكلي لحوم البشر، لكن هل سمعت من قبل عن نباتات آكلة للحوم وذات ميل لتذوق الدم؟!

فعلاً.. فبحسب تقرير لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن هناك عدة نباتات آكلة للحوم.

فيعتبر نبات الجرة أحد أكثر النباتات القاتلة في العالم، وذلك باستخدامه أوراقه المقعرة في اعتراض والتهام الحشرات. لكن حتى الآن، فإن القليل من المعلومات متوفرة عن كيفية أو أسباب تطور نبات الجرة إلى آكل للحوم، وذلك بحسب التقرير المنقول عن بحث نشرته دورية “نيتشر إيكولوجي أند إيفوليوشن” Nature Ecology and Evolution.
الحمض النووي والأدوات الجينية

وأجرى الباحثون دراسات على الحمض النووي لـ3 أصناف من نباتات الجرة في أنحاء العالم، ومن المثير للدهشة أن الأنواع الـ3 تطورت بالكامل وبشكل مستقل عن بعضها البعض، باستخدام نفس الخدعة الجينية.

كما فحص الباحثون نباتات الجرة من أستراليا وآسيا والولايات المتحدة لفهم كيف تطورت.

وقال دكتور فيكتور ألبرت، أحد الباحثين من جامعة نيويورك في بافالو: “إن لهذه النباتات مجموعة من الأدوات الجينية، وإنهم يحاولون التوصل إلى إجابة لكيفية تطور تلك النباتات إلى أن تصبح آكلة للحوم؟ وتوصل الجميع إلى نفس الحل، بعد الكثير من الأبحاث”.

كانت أبحاث سابقة توصلت إلى أن الأنواع الثلاثة تطورت بشكل مستقل لتصبح آكلة للحوم، فيما تستند الدراسة الجديدة على هذه الأبحاث للكشف بالتفصيل عن كيفية تكيف الكثير من نفس بروتينات جهاز المناعة القديمة لخلق الإنزيمات لهضم الفريسة.
العامل الوراثي والبيئة الفقيرة

بعد دراسة لسلسلة العامل الوراثي للأنواع الثلاثة، حدد فريق البحث الجينات التي يتم تفعيلها بشكل مختلف في نباتات الجرة. وتشارك الجينات في صنع البروتينات التي تشمل الكيتينيز الأساسي، الذي يتكسر إلى كيتينات، وهو المكون الرئيسي للهياكل الخارجية الصلبة للحشرات.

وهناك إنزيم آخر، وهو الفوسفيتيز، والذي يمكّن النباتات من امتصاص الفوسفور الحيوي من أجسام ضحاياها. ويقول دكتور ألبرت: “إن هناك مسارات محدودة ليصبح النبات آكلا للحوم”.

وأوضح دكتور كينجي فوكوشيما، أحد المشاركين في الدراسة “أن النباتات آكلة اللحوم تعيش غالباً في بيئات فقيرة غذائياً، وبالتالي فإن القدرة على الإيقاع بالحيوانات وهضمها تصبح وسيلة لا غنى عنها نظراً لندرة وجود مصادر غذاء أخرى”.
الأحماض الأمينية

لكن نتائج الدراسة “تنطوي على قيود على الطرق المتاحة لتطور النباتات إلى أن تصبح آكلة للحوم، إذ إنه خلال مسيرة التطور غالباً ما يتم استبدال اللبنات الأساسية للإنزيمات التي تسمى الأحماض الأمينية والاستعاضة عنها بأحماض أمينية أخرى.

فالإنزيمات الموجودة في نباتات الجرة تشترك في العديد من بدائل الأحماض الأمينية التي تكون متماثلة أو متشابهة إلى درجة كبيرة، والتي لا تحدث في الأنواع غير الآكلة للحوم.

العربية نت