عمر الشريف

تلك مسئوليتنا جميعا


فشلنا فى المحافظة على تراب هذا الوطن وفى توحيد صفنا وأستقرار بلادنا وأمنها وفى تحسين إقتصادنا وتطوير بلادنا وتنميتها وفشلنا فى المجال التعليمى والصحى والزراعى والصناعى و الرياضى مقارنة بمن حولنا . لماذا نستسلم للفشل ؟ . لكن نجحنا فى زيادة معارضتنا السياسية والعسكرية ومعارضتنا لبعضنا والتعصب القبلى وتعطيل التنمية وكثرة الفنانين وزيادة عدد المهاجرين . لكن الأخطر هو فشلنا فى توحيد الله وعبادته كما أمرنا سبحانه وتعالى وعلمنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم حيث نشاهد كثرة الطوائف وكل لها طريقة معينة وبعضها له طقوس وبدع لم ينزل الله بها من سلطان . حتى أصبحت مكان العبادة لها مسميات والعياذ بالله حيث يقول لك هذا مسجد الصوفيه وهذا مسجد أهل السنة وهذا مسجد الوهابية وهذا مسجد الأنصار وهذا الختمية وهذا التجانية والجبهجية وهذا المؤتمر الوطنى وكل تلك المساجد هى لله ورسالتها واحدة وهى توحيد وعبادة الله تعالى وعدم الشرك به .
تلك الفرق أو الطوائف التى يقصدها النبي صل الله عليه وسلم كما جاء فى حديث عوف بن مالك أن النبي صل الله عليه وسلم قال :” إفترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، فواحدة فى الجنة وسبعين فى النار وإفترقت النصارى على أثنين وسبعين فرقة فواحدة فى الجنة وأحدى وسبعين فى النار والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة فى الجنة وثنتين وسبعين فى النار ، قيل يا رسول الله من هم ؟ قال : هم الجماعة ” قال الألبانى إسناده جيد رجالة ثقات . (اللهم أجعلنا منهم ). الإنشقاقات الحاصلة اليوم تسببت فى بعد الناس عن الدين الحق والعبادة الخالصة لله وعدم الثقة بينهم وتلقى العلوم الشرعية من عدة مصادر حسب فهم طوائفها وعدم توفر الإعلام الدينى وكثرة الفن والفتن التى أفسدت العقول والأجساد.
تلك الإنشقاقات تسببت فى ضعف الإيمان وقلة التفقه فى الدين وعدم إتباع الحق وإنعدام النصح والمؤسف حقا هو إنتشار الفساد الأخلاقى والمالى و الزنا والربا والفواحش والمخدرات حتى وصل بنا الحال للإنتحار البعض . لقد إزداد إغتصاب الأطفال بسبب قلة الإيمان وعدم تطبيق العقوبات الشرعية والتوعية الدينية حتى أصبح شىء مخيف يهدد حياة هؤلاء الأبرياء الضعفاء وأصبح بعض حالات الإعتداء من ذو القربى . قوم بني إسرائيل أهلكم الله لانهم لا يتناهون عن منكر فعلوه . إنتشر الزنا فى مجتمعنا المحافظ وإمتلأت دار المايقوما بالأطفال المجهولين ولم نرى تحرك جادى وفعال من الأسرة و المجتمع والعلماء والمعلمين والإعلام والسلطات الرسمية للحد من هذه الظاهرة .
قبل أيام نُشر خبر عن إغتصاب معلمتين تحت تهديد السلاح وهن أمهات ومربيات الأجيال وكان المفروض على أهل تلك المنطقة والحكومة مطاردة الجناة والإقتصاص منهم لانهم مجرمين داخل وطننا ويعيشون بيننا وأمثال هءلاء خطر على المجتمع . على الجميع بدون إستثناء تقع المسئولية فى مثل هذه الأحداث . ويجب علينا الوقوف ضد تلك الإعتداءت التى تهدد الأطفال والطالبات والنساء والأمن والإستقرار وعلى إعلامنا تناول تلك القضايا بصورة أكبر ليقف الشعب صفا واحدا لمحاربتها ومعالجة السلبيات التى أدت إليها حتى يتم القضاء عليها . لا نقول هذه مسئولية الأسرة أو الحكومة وإنما مسئولية الشعب أجمع لأن ما حدث مع تلك المعلمات و الأطفال ليس ببعيد أن يحدث مع أسرنا فى يوم ما إذا صمتنا وإستسلمنا لذلك . لا نجعل الصمت والقنوط هو سبب فشلنا دائما لكن علينا إستشعار مسئوليتنا فى هذه الحياة وإتجاه وطننا وأطفالنا .

عمر الشريف