كلاب الباطل.. نصوص عادية..!
* علينا أن نوفر الحجارة لأفيال الفساد.. ليس من الكياسة تتبع كل مأمور ينوب عن السلطة وأجهزتها ليكتب تحت مؤثر (الدفع!!).. فلو أن حجارتنا استهلكناها بالقذف اليومي تجاه (الهوهوة) لصار كل حقير (بطلاً) بأسباب الظهور..! والإنشغال عن الأفيال أقصى ما يتمناه الوالغ في ماخور السلطة مدافعاً عنها ومزيناً لبعض شخصياتها المكروهة أكثر من بيوت الأشباح..! لكن لا بأس أن نذكّر بعض الغافلين ــ من حين لآخر ــ بنماذج لكَتبة السلطان دون الإشارة لاسم.. ففي الإشارة يكمن التكريم بالذِّكر (بتشديد الذال وكسرها)..! ومهما وصفنا كتبة السلطان ــ بمقتضى الواقع ــ فلن تسعفنا القواميس باستخدام معاني السقوط في وجه من يلبس طاقية هذه السطور.. ولا ضير أن نفصح باسم متى ما دعت الحاجة..!
* الحجر (المجدوع) أكرم على الأوطان وناسها من كاتب يوالي البغاة وهو يعلم بذلك، أي واعٍ بما يفعله؛ كوعي القاتل بالإثم..! كما يعلم الكاتب (الباطل) أنه يختار معسكر الإجرام حين ينتمي لأجهزة السلطة الباطشة الفاسدة دون أن تخفي لغته هذا الإنتماء؛ مهما تذاكى.. مع ذلك يتجرأ على الغير بالرَّمِي ناسياً بيته الزجاجي..!
* إن الولاء الأرعن للدكتاتورية يجعل المنكسرين والانتهازيين ذوي قابلية للإلتفاف على الحق بلا مبالاة؛ لأن نفوسهم المريضة ترى الجرأة على الحق من أجل السلطان فلاح يعود بالدراهم (إنها غاية الكذابين باسم الدين وتوابعهم)..! وما أحط التبعية من أجل لقمة عيش تفتتها عصابة السلطان لكثير من الديكة أمثال رخيص الذي يعد نفسه بطلاً.. يمارس دور المخلِص لأسياده لتأتيه من سنام الناقة المسروقة شحمَة..!
* الموالاة لنظام دموي لص ومغتصِب تحوِّل الكاتب إلى مسخ أقبح من الذنب..! والكاتب الذي يعز عليه وجه الوطن يجب أن يدفع ضريبة التحمُّل للذئاب المُسلّطة عليه؛ لا يبالي أو يئن؛ إنما الأنين شيمة المستسلمين.. ويقيناً أن الاستسلام للمرتزقة المُدَنسين والمجرمين يعادل (الكفر) عندي..!
* أورد هذه النقاط العامة علها تقع في صدور بعض (أبطال الورق) وليته كان ورقاً نظيفاً..! وكلما ظهر (بطل ذئب) يوالي طاغية بحثنا في تاريخه فلا نجد غير تشوهات عميقة وعهر أعمق.. والعهر يمكن فهمه بأي معنى يروق للقارئ..!
* ما أسهل أن تحصل على رزقك دون أن تنتمي لجهة غير الشعب.. وقبل ذلك ما أيسر الرزق بثقتك في أن الواهب سيمنحك نصيبك من غير تسفل وخوف و(كبكبة).. لكن (أبطال الورق) المصنوعين تحت عروش الأجهزة الرسمية لا يكتفون بأي نصيب؛ فأطماعهم أطول من أذرعهم.. أو كما يقول المثل..!
* الكاتب البطل (الحقيقي) في زماننا؛ هو الذي لا ينتظر هبات أحد أو توجيه جماعة أو تحريض حركة.. كما لا ينتظر أن يصفق له الناس نظير واجباته الوطنية التي يمليها عليه ضمير يقظ يصفعه إزاء التقصير في التعبير عن كوارث المواطنين ونكباتهم.. ضمير وليس حزب أو (جهاز تعذيب!!).. الكاتب البطل الحقيقي هو ذلك النموذج النادر في حياتنا.. أي من يحتفظ بقلمه كأحبّ صديق لديه، وليس المحتضن قلمه بشهوة المُرتزِق؛ يأكل من خلاله الأخضر واليابس نظير الخسة والتلميع (للمشترين)، وربما نظير خدمات أخرى اشتهرت بها الجماعة المتسلطة؛ لا تختلف هذه الخدمات عن عمل القوادين..!
* إن الأدب والحلم في التعامل مع بعض الصحفيين والكُتاب (منسوبي السلطة ــ ومخالبها) هو الذي يزين لأي (كلب سلطاني) بأنه (بطل بالجد) كما تزين له الأكاذيب المنمقة بأنه (مُصطَفى ومُعزز) لدى الأشرار الحاكمين أهل (العطايا)؛ مما يشبع غروره (ويبسطه!).. أعني العطايا الحرام.. ولا عجب إذا فرح المنبوذ بالعظام..!
أعوذ بالله
أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة