ماذا تتوقعون يا أبناء الشيخ السمانى ؟
الشيخ السمانى محمد عمر النور عليه رحمة الله ومغفرته كان حريص على تعليم أبناءه كتاب الله والعمل به وكان مبادر لعمل الخير نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وأن يحفظ أبناؤه ويوفقهم لعمل الخير ويجعل ذلك فى ميزان حسناتهم ويثيبهم عليه الجنة . بفضل الله سبحانه وتعالى حفظ هؤلاء الأبناء كتاب الله وتخصصوا فى طب و جراحات بعض الأمراض النادرة التخصص وعملوا بوصية والدهم عليه رحمة الله ويسيرون فى دربه ويتسابقون لعمل الخير مع بعض زملائهم فى تلك التخصصات .
هؤلاء الإستشاريين فى أمراض و جراحات القلب والشرايين والمخ والأعصاب والعيون والأورام الخبيثة والرئة والعظام والكلى والمسالك البولية وطب الاطفال وحديثى الولادة والفم والاسنان والباطنية والسكري والغدد الصماء والجراحات العامة حفظهم الله جميعا . يعملون خارج الوطن فى أكبر وأرقى المستشفيات الأروبية والخليجية ، لكنهم لم ينسوا هذا الوطن رغم أغلبهم أصبحوا من حاملى جوازات دول أخرى . قام هؤلاء الاستشاريين بفتح حسابات لهم فى مواقع التواصل الإحتماعى ليقدموا إستشارات مجانية فى صفحاتهم الشخصية وفى مجمع الشهيدة إيناس الطبى الخيرى .
زار هؤلاء الاستشاريين دولا كثير فى حوجة لمثل خدماتهم وقاموا بعمل عمليات مجانية للمحتاجين وتم الترحيب بهم وتقديم كل التسهيلات لهم وتمنت بعض الدول أن تضع لهم برنامج ثابت للإستفادة من خبرتهم وتخصصهم . وللأسف لم يجدوا كل التجاوب والتعاون فى وطنهم الأصلي بل تم تهديدهم وإساءتهم لانهم يقدمون عمل الخير لوجه الله تعالى وقد حاربهم بعض النافذين عديمى الضمير والإنسانية وقليلى الإيمان ووصل الحال بأن لا يتم التعاون معهم فى المستشفيات الخاصة والعامة . أخر برنامج لهم كان إجراء عدة عمليات لمرضى من ذوى الحوجة من إقليم دارفور وهم لا يعرفون قبليه ولا حزبية وإنما عملهم لوجه الله الكريم ونحسبهم والله حسيبهم .
نناشد أصحاب القرار والنافذين والمختصين والشعب السودانى عامة الذى إشتهر بالكرم وحبه لعمل الخير بأن يقفوا مع هؤلاء الأستشاريين ويقدموا لهم كل الدعم المعنوى والأمنى والعملى والمادى ويفتحوا لهم مستشفياتهم لان الطب عمل إنسانى شريف لا يعرف الإحتكار ولا الجشع ولا السلطة ولا الحزبية . وقد سخرهم الله لهؤلاء المحتاجين وجعلهم سببا للشفاء من تلك الأمراض . لماذا نحارب أعمال الخير والقائمين عليها ؟ هل إنعدم الإيمان من قلوبنا ؟. وطننا فى أشد الحوجة لخدماتهم وشعبنا أولى من غيرهم لكن من صاحب القلب الرحيم والأذن التى تسمع والعين التى تبصر والنفس القنوعة .
الحمد والشكر لله سبحانه وتعالى ثم لهؤلاء النخبة الطيبة التى جادت بنفسها ووقتها ومالها لتقديم عمل الخير ومساعدة الفقراء والضعفاء وهم فقط يحتاجون لمن يسهل لهم الإجراءات ويوفر لهم مكان العمل لينقذوا حياة المرض بفضل الله تعالى من فاقدى الضمير والإنسانية وتجار الطب . هؤلاء النخبة لهم زملاء المهنة من أبناء جلدتهم ومن أمريكا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول تشرفوا بمرافقتهم ومساعدتهم طبيا وماديا لخدمة المحتاجين والفقراء فما بال أهلنا الذين يحاربوهم ويهددوهم .
لا نستغرب من ما يحصل فى وطننا بعد أن أصبح كل شىء حزبى وتجارى ومادى لقد إنعدم الضمير وضاعت الأخلاق حتى بعض الوزراء الذين يحلفون القسم على الإخلاص للوطن والعمل من أجل المواطن يعملون من أجل أنفسهم وأسرهم وجمع ثروتهم كذلك الطب الذى أصبح مهنة تجارية فى وطننا . لهذا نجد عاصمة كازاخستان ( أستانا) من أحدث العواصم العالمية التى تأسست عام 1998م اصبحت من أجمل وأنظف وأشهر العواصم العالمية بينما الخرطوم من عام 1824م كما نراها اليوم . العمل الخير لا يوقفه أحد مهما فعل لان ثوابه عند الله . نتمنى من وزارة الصحة أن تدعم أمثال هؤلاء الخيرين ومن رئاسة الجمهورية أن تقدم لهم كل التسهيلات والدعم والتشجيع لآن المواطن فى أشد الحوجة للأمثالهم .
نشكر إخواننا أبناء الشيخ السمانى وزملائهم الكرام على تلك البادرة الطيبة ونتمنى لهم التوفيق فى مستقبلهم وأن يحفظهم الله وأسرهم وأن يوفقهم لمواصلة عمل الخير للأهلهم وأن يتحملوا كل الصعاب والأذى فى سبيل ذلك وأجرهم و ثوابهم من عند الله .
عمر الشريف