كم لقب في اليوم يسمعه الفتي وحنينه؟
ما أن هرعت -وأحمد الله علي فرصة الهرع بعد غيبة فما الحياة إلا هرع ومرع- المهم
ما أن هرعت في سوق السمك أبحث عن كيس لاودع فيه سميكات ابتعتها ليقمن صلبي حتي تشاجر أسفلي بعض الصبيه حول من منهم أحق بأن يبيعني الكيس
وقفت حاضرا برهة فصاح احدهم بالآخر ( انا من قبيل واقف هنا حتي أسأل الزول سيد السمك دا زاتو – وأشار نحوي،
عرفت حينها أنني المقصود ب (سيد السمك)فطفقت أعجب بلقبي الجديد المفاجئ- لقد حولتني هذه السميكات الي سيد السمك وعلي أن أقرر في هذا النزاع -سرحت في سيادتي علي السمك وانتابني الخوف علي مستقبل هذا الاسم بعد الفطور حين ينتهي أمر السمك – مماسيقدح في تلك السياده وتساءلت لماذا لاانضم الي نقابة أو اتحاد مع اسياد سمك آخرين للحفاظ علي حقوقنا وسيادتنا ولم يقطع حبل أفكاري إلا صوت الصبي :مش صاح ياعمك؟ فقررت الانحياز لمن سماني سيدا للسمك وحملت اسماكي العزيزة راجعا في كيسها متوجها صوب ركشة اعلن دخانها المتصاعد استعداد سائقها لمعاودة الأضرار بالبيئة في مشوار جديد
ما أن توهطت فرحا علي المقعد الخلفي كابهي ماتكون جلسات أصحاب الاسماك الموقرين منتظرا مناداتي بلقبي الجديد في أي لحظه الا ودارت ماكينة الركشه كانها تصيح :
سيد السمك ،سيد السمك ،سيد السمك
لكن انشغال السائق بمكالمة هاتفية ايقظني من سيادتي السمكية فقد قال لمحدثه مختتما حديثه : معاي زبون اوصلو وارجع ليك.
إذن انا زبون وليس سيدا للسمك – لابأس انا زبون اذن انا موجود ، مابال هذا السائق يجردني من السيادة علي السمك-
هل يظنني واليا علي البحر الاحمر؟! هل استشهد بصبية الاكياس ؟! تلمست كيس السمك مصدرا صوتا وتحدثت عن أسعار السمك عسي ولعل أن يعيد لي ذلك سيادتي المنتهكه دون أن المس في حديث السائق أثرا لتصحيح وصفي بل تمادي الرجل وأطلق علي ضمن اخرين وصف (الركاب) علي كل من يجلس في مقعده الخلفي حين اعتذر عن سرعته الزائده بأنه مستعجل للحاق (بركاب آخرين)
نزلت الي منزلي بثلاثة ألقاب وتذكرت القابا مماثلة لاتدوم طويلا فكم مرة اطلقو علينا لقب (الساده المسافرين) وما أن وصلنا وجهاتنا حتي ضنوا به علينا وكأننا يازيد لارحنا ولاسافرنا ولاحاجه
أهل المرور يسموننا (شركاء الطريق) حتي نوقف السيارات فنصبح (ناس ساي)- لا شركاء ولايحزنون ، وأهل الاذاعه يسموننا (بالمستمعين الاعزاء) فإن أغلقت الراديو فلا انت بعزيز ولا مستمع- شركات الاتصال تسمينا (بالمشتركين) وهو شرك لو يعلمون عظيم وعند الطبيب اسمنا (المرضي) ويسمينا الحكام (بالمواطنين البرره) وسائقي العربات يسموننا (المشاه) التقول هم قعد يطيروا ،
غايتو- كم لقب في اليوم يسمعه الفتي وحنينه دوما الي (سيد السمك)
بقلم: طارق الأمين
واصل في مثل هذه الكتابات استاذ طارق فالكتابة السياسية اخدت القراء لاتجهات مملة فصاروا في اشد الحوجة لقراءات تُعيد الإبتسامة للوجوه المهمومةوحزينة.شكرا لك جعلت بعضنا يبتسم وسط ذهول ومطبات الحياة.