كيف قتلت “ستي عيشة” شقيق الزعيم الكوري بخمس ثوان فقط؟
اتضح من تحقيق قامت به السلطات الماليزية أن إندونيسية اسمها Siti Aishah واعتقلوها أمس الخميس، تمكنت في 5 ثوان فقط من تسميم وقتل كيم جونغ- نام، الأخ الأكبر غير الشقيق لدكتاتور كوريا الشمالية، حين كان في التاسعة صباح الاثنين الماضي ينتظر في مطار Klia الدولي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور حلول موعد سفره إلى مقاطعة Macau حيث يقيم منفي الذات مع زوجته الثانية بحماية السلطات الصينية.
صحيفة The Star الماليزية، اطلعت على التحقيق الأولي بمقتل Kim Jong- Nam البالغ 45 سنة، وذكرت نقلاً عن مدير بالشرطة الماليزية اسمه محمد فوزي هارون، أن “عملاء من الخارج ربما خططوا للاغتيال” الذي نفذته امرأتان تم اعتقالهما، فيما نقلت عن مسؤولين بالاستخبارات الكورية الجنوبية أن أولئك العملاء “هم من كوريا الشمالية” مع أنه لا دليل حتى الآن يؤكد قيام الرئيس الكوري كيم جونغ- أون بقتل أخيه، وهو ما تقوله السلطات الصينية أيضاً.
ويعتقد هارون، استناداً إلى التحقيق، أن 4 رجال كانوا في المطار برفقة القاتلة الرئيسية “ستي عيشة” وشريكتها الحاملة جواز سفر فيتنامياً باسم Doan Thi Huong المولودة في 1988 بمدينة Nam Định عاصمة المقاطعة بالاسم نفسه في الشمال الفيتنامي، وهي التي تم اعتقالها الأربعاء بعد عودتها إلى المطار لتسافر منه إلى فيتنام، وتعرفوا إليها من ملامحها وثيابها التي كانت ترتديها يوم انقضت على كيم من خلف ظهره، وغطت وجهه بقطعة قماش مبللة بسائل أسيدي الطراز حرق عينيه، وفي الحال أقبلت عليه “ستي عيشة” وحقنته بإبرة سم كيمياوي انهار معه للحال في صالون المطار، وهو سيناريو مرتكز بالأساس إلى لقطات صورتها كاميرات مراقبة عدة داخل المطار لعملية الاغتيال الصاعقة، كما إلى إفادات الشهود.
وكانت الفيتنامية ظهرت في فيديو صورت لقطاته كاميرا مراقبة خارج المطار، بدت فيها على رصيفه بعد الاغتيال بقليل، مرتدية بلوزة بيضاء ممهورة بأحرف LOL وجوارب وردية، وهي الثياب نفسها التي ارتدتها حين عادت إلى المطار الأربعاء للسفر إلى فيتنام، فأدركوها واعتقلوها، ثم اعتقلوا شريكتها “سيتي عيشة” الخميس، إضافة إلى اعتقالهم لرجل وصفته الشرطة بأنه “صديق لستي عيشة” التي مثلت صديقتها الفيتنامية أمس الخميس.
أما “ستي عيشة” المولودة في 1992 بمدينة Serang عاصمة مقاطعة “بنتن” في جزيرة “جاوة” الإندونيسية، بحسب الوارد ببطاقة هويتها، فاتضح أنها فرت من المطار بعد الاغتيال، ومضت إلى فندق في بلدة Ampang التاريخية قرب العاصمة كوالالمبور، لتنتظر فيه الفرصة المناسبة لمغادرة البلاد، إلا أن الشرطة داهمته واعتقلتها بعد وصول معلومات عن وجودها فيه، كما اعتقلوا صديقاً ماليزياً معها، هو من نقلها وشريكتها الفيتنامية إلى المطار، حيث ارتكبتا عملية الاغتيال، وفي غرفتها عثروا على 300 دولار وهاتفين جوالين.
صديقها الماليزي المعتقل، عمره 26 واسمه محمد فريد جلال الدين “ولم تضمه الشرطة إلى لائحة المشتبه بهم في الاغتيال، بل بريء” وفق ما نقلت “العربية.نت” عن The Star بموقعها اليوم الجمعة.
ويبدو أن الصديق الماليزي لم يكن على علم بمخطط الاغتيال، بل نقلهما إلى المطار لاعتقاده بأنهما كانتا ستسافران إلى بلد آخر.
والذي اتضح للآن أن الاغتيال “تم في 5 ثوان فقط” وفق ما نشرت صحيفة New Strait Times الماليزية بموقعها اليوم الجمعة، وبدأ بانقضاض إحدى المرأتين، المفترض أنها الفيتنامية Doan Thi Huong على ظهر الأخ الأكبر غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي، ورش وجهه بسائل أحرق عينيه، تلاه ظهور الإندونيسية “ستي عيشة” أمامه، وبيدها إبرة سم كيمياوي حقنته بها، ثم لاذتا فراراً إلى جهتين معاكستين في المطار، فيما انهار كيم جونغ- نام شبه مغمي عليه، وقبل قليل من وصوله إلى مستشفى نقلوه اليه لفظ أنفاسه الأخيرة قتيلاً.
القتيل كان موجوداً منذ 6 فبراير الجاري في ماليزيا بجواز سفر كوري شمالي، اسمه فيه Kim Chol وهو اسم استخدمه أيضاً لفتح حساب “فيسبوكي” لم يعد موجوداً منذ الاغتيال في الموقع التواصلي، إلا أنه كان مكتظاً بصوره، ومعظمها في مقاطعة “مكاو” البرتغالية اللغة بالصين، وهي مقاطعة كان يقيم فيها مع زوجته الثانية، ومعروفة بأندية القمار والكازينوهات التي كان معتاداً على ارتيادها.
أما زوجته الأولى، فلها منه ابن وحيد درس في البوسنة ثم بباريس. عمره 21 واسمه Kim Han Sol و يقيم معها في بيجينغ، عاصمة الصين.
صحيفة البيان