اغتصاب .. الحريات بالتراضي من هنا وغادي!!
*مجريات الأحداث في بلادنا تسير بخطى متسارعة نحو إلهائنا عن زمهرير الواقع السياسي المستعر، فإفتعال المعركة المتوهمة حول مقالة الزميلة شمائل النور (هوس الفضيلة ) والاستعداء الرخيص الذي ابتدره الطيب مصطفى ثم يركب معه ذات المركب الداعشي المهووس محمد علي الجزولي ليملأ الأفق السياسي بجعجعة مسيئة للدين ولأخلاق السودانيين، وعندما تناولنا موتور داعش بأقل مما يستحق ثارت ثائرته ولم نجد عنده سوى فحيح الأفاعي ليثير نوازع إرهاب يخيف أمثاله ولكنه لا يهز شعرة من شعر الأحرار ورجولة الرجال، وها هم يريدون أن يتخذوا من شمائل مطية لفرض مناخ الإرهاب الفكري والسياسي والديني بعد أن أشاعوا مناخات من الكراهية والأحقاد، وكل ما يحدث الآن من لغط هو خطوة حكومية لاغتصاب الحريات بالتراضي من هنا وغادي..
*ومن باب آخر من أبواب الاستغفال السياسي ندلف من بوابة لجنة الأستاذة بدرية سليمان وتلكم الحملة الشعواء حول تأخير وتعطيل التعديلات الدستورية وعندما لم تجد موضوعاً خرجوا علينا كما هي العادة في السابق بدين رعته الأستاذة بدرية وأنتج قوانين سبتمبر 83 التي ورثتها الإنقاذ ثم نعتها السيد رئيس الجمهورية في خطاب القضارف بأنها كانت (شريعة مدغمسة)، وخرجت علينا بالأمس ببدعة (زواج التراضي) التي تلقفها كبار ممثلي الهوس الديني د. عصام أحمد البشير، وعبدالحي يوسف وذاك الداعشي المرتد حسب فقه الدواعش والمستأسد على الزميلة شمائل أنار الله دروبها.. كل هذا لتغطية عجز النظام وعجز بدرية في الخروج من مأزق تقليص صلاحيات جهاز الأمن وهو البقرة المقدسة وصمام الأمان للنظام الأعرج الذي يحتاج دوماً لآلة قمع لتمرير سياساته، فانصرف الأمن عن دوره الأساسي في حماية الأمن الوطني، من مهددات السيادة الوطنية ومنصرفاً عن توفير قاعدة البيانات التي تعتمد عليها السياسة الخارجية في عصر اقتصاديات المعرفة وصراع الأسواق الذي يفكك البلدان ويرفع من وتيرة الصراع العرقي والديني.. وهذا ما يعبد طريق السير لاغتصاب الحريات بالتراضي من هنا وغادي..
*إن اللغط الدائر حول قضية زواج التراضي وما صاحبه من رحابة في حلقوم هيئة علماء السودان وسدنة الهوس الديني وهم يتوهمون _ كعادتهم _ معركة في غير معترك لا لسبب الا ليشغلوننا عن فشل الجكومة في تفكيك السلطات المطلقة لجهاز الأمن وبالتالي حركة الالتفاف التي لم يشاور فيها الشريك الأكبر للمؤتمر الوطني، المؤتمر الشعبي فباختلاف اللصان يظهر المسروق، فهل ينجح نهج اغتصاب الحريات بالتراضي، من هنا وغادي؟! الأيام حبلى ستلد الجديد!! وسلام ياااااااوطن..
سلام يا
الدكتور مضوي إبراهيم والسائق والسكرتيرة والأستاذة تسنيم المحامية بدارفور، ما زالوا رهن الاعتقال، وفي مناخ الحوار الذي أوشكنا أن نصدق ميلاد دولة القانون الا أنهم لم يقدموا للمحاكمة ولم يطلق سراحهم فكيف يكون هذا؟! وسلام يا
سلام يا.. وطن – حيدراحمد خيرالله
صحيفة الجريدة