عمر الشريف

وأعرض عن الجاهلين


الجهل هو عدم العلم بالشىء وللجهل عدة معانى حسب وقوع الفعل فى الكلام . الجهل نوعان النوع الاول الجهل البسيط وهو عدم المعرفة بالشىء والنوع الثانى الجهل المركب وهوالإعتقاد الجازم بما لا يتفق مع الحقيقة حيث يعتقد الرجل عالما عارفا وهو عكس ذلك . والجهل يطلق على الشخص غير المتعلم أو الأمى والذى لا يعلم أمور دينه ويطلق على من يسىء الأدب والألفاظ والجاهل يطلق على الطفل الصغير . الجهل له معاني كثيرة منها إضاعة الحق و الحمق والغلظه وغليان القدر.
حذرنا الله سبحانه وتعالى من الجهل و الجاهلين ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) الاعراف 199. وتعوذ الأنبياء يوسف و عيسى عليهم السلام من الجهل (سورة البقرة 67 ويوسف 33) وحذرنا من إتباع الفاسقين لانه جهل ( يأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6 الحجرات ) والكثير من الأيات والاحاديث فى ذلك . الجهل الذى نراه اليوم ليس عدم علم بالشىء لكنه هو جهل التكبر والغرور والنفاق والدين . هناك أصحاب مناصب كبيرة ورتب عالية ومسئولين محترمين حسب العرف الذى نعلمه أنهم متعلمين لكنهم يتلفظون بكلمات وألفاظ لا تمت للدين بصله ولا الى الأدب والأخلاق ولا المجتمع ولا مناصبهم ورتبهم .
كيف أن يقول لك صاحب منصب ومكانه نتحداكم أو الراجل يقابلنا فى كذا وكذا أو إلحسوا كوعكم أو علمناكم أو الماعجبه يفعل كذا وكذا أو ينعتهم بأسماء وصفات مثل الجرذان والكلاب وغيرها . هذا دليل على الغرور والجهل والتكبر والجبروت . ليعلم هؤلاء أين مصير هامان وفرعون والقذافى الذى نعت شعبه بالجرذان . ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43 إبراهيم ) .
علينا الحذر من الجهل المركب وجهل الغرور والتكبر والأخلاق لانه جهل على بصيرة وعلم وهو أخطر أنواع الجهل . الأمى الذى يجهل القراءة والكتابة هذا ليس بجاهل وإنما غير متعلم للقراءة والكتابة لان أخلاقه وتعامله مستمد من أخلاق نبيه الكريم ولا تسمع منه كلام فاحش أو بذيء . أخلاق وتربية الإنسان هى التى تحدد جهله فى التعامل و الأخلاق والتخاطب والإسلوب والمحبة والكره ونبينا عليه أفضل الصلاة والسلام كان أمى لا يعرف يقرأ ويكتب ولكن كانت أخلاقة هى علمه ورسالته هى تعليمه وأمره الله بالقراءة وقرأ وصبر وتحمل أذى الجهلاء والسفهاء حتى أحبه أصحابه ومن بعدهم الى اليوم . فهل لنا أن نتحلى بالأخلاق والتواضع كما كان نبينا عليه الصلاة والسلام ثم نتعلم العلم الدنيوى وعلم المناصب والرتب والرئاسة وأن نعرض عن الجاهلين .

عمر الشريف