هل سيدنو عذاب الحكومة؟
٭ لم يعد التاريخ هو تلك الأيام التي تلت الثلاثين من يونيو 1989م .. الواقع الآن ينطبق عليه تماماً، المقولة المتداولة وبشكل ماسخ (جرت مياه كثيرة تحت الجسر).
٭ مابين مصدق ومكذب، رفعت الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية عن السودان .. والأمر يمضي بعكس ماكان متوقعاً .. صحف الأمس تحمل خبراً فوق التوقعات.
٭ الرئيس البشير يجتمع بمستثمرين أمريكان .. عجلة التاريخ تتجاوز (أمريكا روسيا قد دنا عذابها)، ويتذكر البعض شركة شيفرون الأمريكية، التي بدأت التنقيب عن النفط بالبلاد.
٭ أمس بدأت ملامح جدية الولايات المتحدة، في التعامل مع السودان، فبعد أن كان أعداء الإنقاذ ينتظرون غزواً أمريكياً ها هو الغزو يحدث.
٭ ولكنه غزو استثماري، افتقده السودان لسنوات طويلة .. اجتماع البشير مع المستثمرين الأمريكان له مابعده، بل يجب أن يكون له مابعده في مسيرة الاقتصاد السوداني.
٭ ضاعت كثير من السنوات، جراء الحصار الأمريكي، لكن يتوجب الانتباة إلى عدم إكثار المسؤولين من الرضاعة من ثدي التفاؤل .. مهم أن (تنفطم) الحكومة وبسرعة.
٭ توقفت كثيراً عند النصائح الغالية التي أسداها مدير الأمن السابق صلاح (قوش) للحكومة مؤخراً، عندما دعاها للتعامل بجدية مع الملف الأمريكي بعد قرارات رفع الحظر.
* ودعا قوش إلى وضع خطة محكمة للفترة المقبلة، من عمر مهلة الستة أشهر التي حددتها الإدارة الأمريكية، لطي ملف العقوبات بشكل نهائي.
٭ أخشى أن تتجاهل الحكومة، تلك النصائح كعادتها .. المسؤولون يجيدون وضع أصابعهم في آذانهم.. ينتظر الحكومة الكثير جداً لتكيف نفسها مع المرحلة المقبلة وتتواءم معها..
* التغيير يبدأ بتغيير العقلية التي كانت تصور الولايات المتحدة العدو الأول.. الآن أمريكا قد دنا استثمارها .. ليس من صلة البتة بين الاستثمار والمشروع الحضاري.
٭ يبدي مسؤولون امتنانهم للمواطن السوداني على صبره على الانقاذ .. ولكن الصبر قد ينفد يوما ما، بيد أن الفرصة جاءت لتغيير الأوضاع القاسية التي يعيشها ذلك المواطن.
٭ إن كانت الحكومة نجحت وبامتياز في تعبئة المواطن ضد الولايات المتحدة في الفترة السابقة، عليها أن تواصل ذات الدور، ولكن في اتجاه جذب الاستثمارات الأمريكية.
* حال لم تجتهد الحكومة في ذلك الاتجاه، سيدنو عذابها دون شك.
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة