رأي ومقالات

سألت نفسي هل لو أن المضيف غير مصري هل كنت ساتصرف معه بنفس التصرف؟

احتجت أن أذهب الي الحمام في طائرة تاركو للطيران ، في رحلة من انجمينا الي الخرطوم قبل اسبوع تقريبا … و منذ فترة طويلة اتحاشى السفر علي متن هذه الخطوط وذلك بسبب البرودة الزائدة في معظم طائراتها … و استقليتها هذه المرة لأنها الخيار الوحيد ….

وجدت الحمام مشغولا ، فجلست في المقاعد القريبة انتظر دوري حيث كان هناك شخصان في الانتظار ، انتظرت فترة طويلة تتجاوز العشرة دقائق ، فقام المضيف المصري الذي كان يقف في مؤخرة الطائرة ومعه مضيفتان سودانيتان ، بطرق الباب لاستعجال من هو بالداخل للخروج … خرجت شابة تشادية و دخل بعدها شخص آخر لم تتجاوز مدته ثلاث دقائق ، دخلت بعده مباشرة وبعد أقل من دقيقة أزعجتني طرقات عالية الصوت و بصورة همجية علي الباب ، استعجلت وخرجت في زمن لا يتجاوز الدقيقتين …. كنت في أشد الغضب من تلك الضربات المزعجة علي باب الحمام ، سألت المضيفات عمن طرق الباب بهذه الطريقة فأشرن في وقت واحد الي المضيف المصري الذي كان وقتها في منتصف الطائرة متجها نحو الكابينة ، أسرعت الخطى كي اصل إليه إلا أنه سبقني و اختفي خلف الستارة التي تفصل بين الدرجة السياحية و درجة رجال الأعمال …

جلست في مقعدي و انا في أشد الغضب من فعلته … وبعد أقل من عشر دقائق خرج قاصدا مؤخرة الطائرة مرة أخرى… و عندما أصبح في مواجهتي ناديته ، فإنحني تجاهي ليعرف طلبي ، و من شدة ما كنت عليه من غضب مسكته من رباط عنقه و سحبته بقوة وسألته لماذا طرقت الباب بهذا العنف عندما كنت في الحمام ، ارتبك بفعل المفاجأة الغير متوقعة ، و عندما ابتلع ريقه قال لي انه استعجلني لأن هناك أطفال في صف الانتظار ، قلت له اولا انا لم امكن فترة طويلة في الحمام ، وثانيا عندما خرجت لم أجد أي طفل بل هناك شخص واحد فقط … ثالثا هل وظفتك الشركة لتقف أمام الحمام لتنظيم الدخول و الخروج ، ام انك تعتبرنا بهائم لا نستطيع تنظيم أنفسنا بدخول الحمام والخروج منه …. و هل الحمام هو المكان المناسب كي يمكث فيه شخص ما بدون حاجة … ؟؟؟؟؟؟؟؟

كل هذه اللحظات وانا لا زلت أشد علي قبضة الكرافتة بقوة ، وهو يحاول الإفلات مني … فجأة بدأت عيناه في الجحوظ، و احمر وجهه فأصبح مثل الطماطم فتركته و غادر إلى مؤخرة الطائرة و هو يتمتم بكلمات كثيرة لم اتبينها ….

بعد أن هدأ عني الغضب ، عنفت نفسي بشدة علي هذا التصرف الهمجي الذي سلكته مع المضيف و الذي لا يشبهني تماما .. فكان يكفيني أن أشكوه الي رئاسة الطاقم ، او حتي انتظر هبوط الطائرة لتقديم شكوى ضده في مكتب الخطوط ….
حاولت أن أجد مبررا لذلك التصرف ، فخطر لي انه ربما للشحن الذائد تجاه المصريين في هذه الايام و بعض البوستات التي تنقل أعمدة بعض كتابهم و هي تنضح سخرية تجاه السودانيين مما يولد غبنا في نفوسنا تجاههم و يجعلنا نتحسس تجاه أي تصرف يبدر منهم و نعتبره احتقارا …

سألت نفسي هل لو أن المضيف غير مصري هل كنت ساتصرف معه بنفس التصرف ؟؟؟
لكنني سألت نفسي سؤالا آخر، هل لو كان المضيف غير مصري ، هل كان سيطرق الباب بتلك الهمجية .؟

علي كل الإعلام أحيانا يتسبب في تسميم العلاقة بين الشعوب ، فعلا هناك بعض المصريين يسيئون للسودان في الوسائل المختلفة ، لكن مهما يكون فعددهم قليل مقارنة بعدد المصرين ….

قبل يومين بث في الوسائط مقطع فيديو لمصري يسيئ للسودانين و لبعض الخليجين ، وفي اليوم التالي جاءت الاخبار بأن بعض السودانيين وصلوا الي عنوانه في لندن و قاموا بضربه ضربا مبرحا ، وآخرين حركوا في مواجهته بلاغات لدي الشرطة البريطانية …
في رأيي أن أخذ الحقوق باليد لا يجدي شيئا ، والأفضل الاحتكام للقانون و هو عين العقل …

فمتابعة و نقل إساءات المصريين في الوسائط و نشرها بيننا ستعمل علي توسيع الهوة بيننا و بين أشقائنا أو جيراننا المصريين (أن لم نعتبرهم اشقاء) ، مما يجعلنا مشحونون بمشاعر الكراهية فيما بيننا و بينهم و يجعلنا نتصرف بهمجية لا تحمد عقباها ، كما تصرفت انا مع مضيف الطائرة أو تصرف إخوتنا السودانيين مع صاحب الفيديو في لندن ….

كما يسئ إلينا بعض المعتوهين المصرين فبالتأكيد هناك عدد كبير من السودانيين أيضا يسيئون للمصريين و يصفوهم بأوصاف مهينة و ينعتوهم بنعوت مخزية ….

إذن الحل يكمن في حراك شعبي واسع بين الشعبين علي أن يتجاوز الحكومات و الجهات الرسمية التي تتعامل كما (القط والفار) وتتعامل بالإجندة الأمنية والمخابراتية… علي أن يقود هذا الحراك السودانيين الذين درسوا وعاشوا في مصر ، و في الطرف الآخر المصريين الذين عاشوا في السودان أو عاشوا مع السودانيين في الخارج ، فهم الأقدر علي فهم بعضهم البعض … لأن المواطن المصري يعيش جهلا كبيرا في عدم معرفته بالشعور ، لانه ضحية للإعلام المصري المضلل … والكثير جدا من المصريين لا يعرفون عن السودان سوى اسمه ، و انه يقع في الحدود الجنوبية لهم ويعتقد بعضهم أن الوحوش تتجول معنا في الخرطوم .

بقلم
سالم الامين بشير

‫12 تعليقات

  1. ان الاعلام المصرى الرسمى هذه الايام؟ ليس ليه اى شىء الا الاساءة للناس فى مختلف الدول العبربية وليس السودان والسودانيين فقط .. شوف بعض .. كيق يكتبون عن بعض الدول الخليجية الشقيقة .. اذا علينا نحن ان نحافظ على اخلاقنا ولا ننجر ونتجاوب مع استفزازهم ونرد على وننحدر لنفس مستوى اخلاق القلة المجندة؟؟.. واكرر القلة فقط هم الذين يجندون ا ومجندين لبث الكراهية .. والاساءات لاشقائهم وجيرانهم .. ماعدا اسرائيل!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    الشعب مصرى شعب اصيل ومصر لها تاريخ وحضارة واافضال على كل الدول العربية فى كل الهعود السابقة.. ولذا لا يصح ناخذ مصر وشعبها (95 مليون)بتصرفات اعلاميين موجهين!!؟؟ مكلفين !!؟؟ ماجورين وهم اقل من قلة لايعد على اصابع اليد.. ولا وزن لهم مقابل تصرفات ال 95 مليون من السلمين والمسحيين على السواء.. الخلاصة تصرفات ما المفروض ان تبنى على قلة من الرويبضة؟؟

  2. كلامك عين العقل ، فط أتسائل هل يا ترى لا يزال يوجد من الشعب المصري من يرجع الى جادة الصواب حينما يخطئ او يعطي للشعب السوداني حقه كما فعلت ؟

  3. يا عبدو عبد الله
    الخواجات ديل عندهم مثل ما وجدته ينطبق الا علي المصريين و المثل يقول
    You can’t stop a pig from wallowing in the mud

  4. ياعبدو عبدالله انت قلت مصر عندها أفضال على الأمة العربية ممكن تذكر واحد بس من أفضال مصر .مصر تجدها عندها كل المعارضين من جميع الدول العربية تحتضنهم وتؤلبهم على أوطانهم. نحن عندنا أفضال كتيرة على مصر ولكن مصر لا تذكر ذلك وتتنكر. خذ بعض أفضال السودان على مصر فى تحرير سينا شاركنا بجيشنا فى حرب 67 حولنا نكستهم إلى إنتصار وتأييد كل العرب لهم السد العالى مع ذلك مصر تأوي المعارضةالسودانية من أيام قرنق وحتى مساعد الحلة منى مأوى . ممكن تذكر فضل واحد من أفضال مصر على السودان

  5. الاخ سالم ..
    اتفق معك اننا يجب ان نتروى و نسلك سلوكا راقيا في مثل هذه المواقف. و لكن اخي هناك اناس للاسف لا ينفع معهم الا مثل تصرفك هذا. بعض المضيفين الذين يعملون مع شركات الطيران العربية يتصرفون مع الركاب السودانيين بازدراء واضح و استخفاف و في احايين كثيرة يمتنعون عن تقديم يد المساعدة.

  6. الطريقه المثلي هي التفريق بين العلاقات ببن حكومات الدول والشعوب !!
    لان علاقه الاولي قد تتناقض بتناقض المصالح والثانيه الشعبيه دائمه لانها قائمه علي الاخاء والصداقه والنسب واللغه والدين والثقافه , وهي في الاساس شخصيه !!! ونتكلم في الاولي بالحريه السياسيه والنديه واحترام الراي والراي الاخر وفي الثانيه بالتناغم وطيب ولين الكلام ما استطعنا اللي ذلك سبيلا !!!لان ثقافه الحقد والكراهيه والتنابز بالالقاب مذمومه وغير مفيده ولاتقدم حلولا .والله اعلم.ودنبق

  7. مفروض نفرق بين الحكومات والشعوب والاعلام وان يتعامل كل بقانون نيوتن لكل فعل رد فعل

    اما الشعوب على حسب الشخص وافعاله يتعامل الاخرين اذا مصري محترم انا محترم واذا اساء الادب يقابل بالمثل

    انا اعمل في مكتب كله مصريين لكن هناك احترام بيننا وان اساء الي احد ردت اليه اسائته بمثلها في حدود الدبلوماسية

  8. سلام ود نبق و نقااي
    لا يصح ان تكون مثاليا لهذه الدرجه … و انتم بكلامكم ده عايزين الناس تعمل شنو و تتصرف كيف مع المصريين ?? ما في اي فرق بين اعلامهم و حكومتهم و شعبهم كلهم خراء ولهم نظره استعلاء و تكبر في الفارغه علي السودانيين

  9. كما ذكر الاستاذ نقااي الذي ارسل له التحيه وللقارئ
    العلاقات الشخصيه والاسريه كما هو معلوم قائمه علي الاحترام المتبادل واحترام الصغير للكبير وعطف ورعايه الكبير للصغير والاب لاسرته وابنائه والزوجه لزوجها واطفالها وهكذا ,,كما علمنا الاسلام والتقاليد والعادات والاعراف الحميده !! بغض النظر عن الجنسيه والعرق واللون وتنوع الثقافات والعلاقه مع الجار او رفيق السكن او الدراسه او المهنه المصري مثلا اسهل بكثير من تلك التي قد تكون مع ياباني او روسي !! والكلمه الطيبه وحسن الخلق تذيب الحجر.
    اما شرار خلق الله فكيفيه المعامله تتراوح مابين الضرب بالنعال او بمثل ماعوملنا به ولان صبرنا فهو خيرا للصابرين لان الجزاء يوفي لاحقا بغير حساب!! وبالمناسبه الاحترام نفسه تستطيع ان تفرضه نت علي الاخرين السفهاء بحسن الخلق وضبط النفس ….والله اعلم.

  10. الاخ Atbara
    انا ممصري و عايش في السودان لي 12سنه و الحمد لله ما شعرت بالغربه بالرغم اني لقيت ناس بتشتم في المصريين امامي( المصريين اولاد بمبه و بمبه دي رقاصه . المصريين جعانين و شحاتين. و اخرهم الاخ Atbara قال المصريين كلهم شعب و حكومه خره و خنازير ) و جمع كل المصريين و نسي انه ممكن هو يكون له اصول مصريه . كول عمر شعب مصر و السودان واحد بغض النظر عن الحكومه الخلاصه ما في شعب كله شياطين و شعب كله ملائكه . كل شعب فيه و فيه .( و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا )