مقالات متنوعة

Black Out


جاء في بيان مركز التحكم ( يعلن المركز القومي للتحكم في الشبكة القومية للكهرباء، عن حدوث إطفاء كامل في الشبكة القومية، نسبة لفقدان أجهزة التحكم في بعض الوحدات للتيار المباشرو بالتالي خروجها بنظم الحماية الآلي، و قد بدأت محطات التوليد المائي والحراري الآن في الاشتراك و عودة الخدمة تدريجياً)، هذا البيان فسر (الماء بعد جهد بالماء )، هذه الوحدات لم تفقد التيار المباشر من تلقاء نفسها، ولا شك أن هناك سبب لفقدان التيار المباشر، و سؤالنا ينحصر تحديداً في، ما هو سبب فقدان التيار المباشر؟ هل حدث هذا بسبب خطأ بشري؟ أم نتيجة للحمل الزائد؟ وهل ربما قلت احتمالية حدوث هذا الإظلام التام لو أجرت الكهرباء قطع مرمج، أو قطع جزئي، أو عزل للشبكة التي ربما أصابها أول فقدان للتيار المباشر؟

لم تمض سوى أربعة أشهر على الإظلام السابق، بيان مركز التحكم لم يذكر أي تفاصيل عن العطل الفني وكيف حدث، وما هي مسبباته ؟ وهل هو عطل روتيني ناتج عن عدم أنتظام الصيانة أم هو عطل نتج عن خطأ بشري؟ أم أن العطل ربما في شح التوليد، و لم يقدم أي اعتذار، و كأن الأمر حدث روتيني وعادي، وما على الشعب السوداني إلا أن يرضى بحكم أهل الكهرباء، وهو ما لا يرضي الله، كم بلغت الخسائر التي تكبدتها البلاد و العباد جراء هذا الإظلام التام؟ أما الكهرباء فقد خسرت حسب تقديرات الخبراء مبلغ يترواح بين (5-10) مليون دولار، وايه يعني؟ إظلام تام مرتين في أقل من أربعة أشهر، ولم يتقدم أي مسؤول باعتذار أو يتقدم باستقالته، هذه المرة و على غير العادة لم تشكل الكهرباء لجنة لمعرفة أسباب الأمر، فلماذا؟

هل سيتكرر هذا العطل الفني أو (الأسباب الفنية)؟ وهل هذا أمر معتاد لا يفاجئ أحداً؟ هل يمكن تفادي مثل هذه الأعطال؟ وماهي التحوطات التي تم أتخاذها لتدارك هذه الأعطال الفنية (الأسباب الفنية)؟ أين ضمانات الحماية الثانوية التي صرفت عليها ملايين الدولارات؟ هل قامت الكهرباء بالتأمين على أصولها و عدم انقطاع الكهرباء كما أوصت تقارير المراجع العام؟
هذه المشكلة تتكررلإصرارأهل الكهرباء على إمداد كل البلاد بالكهرباء من شبكة واحدة، وهذا الإطفاء التام لا حل له إلا باعادة تخطيط و تصميم الشبكة القومية بحيث يمكن عزل أجزاء منها دون أن تتأثر بقية الأجزاء، على الأقل التوليد الحراري الذى يتطلب وقتاً طويلاً لاستعادة التشغيل، والحل ربما يكمن في إنشاء وحدات التوليد و ربطها بعدة شبكات منفصلة وقائمة بذاتها لكنها مربوطة لتحويل الإمدادات حسب مستوى الطلب بين الشبكات وفي حال حصول إطفاء تام في أحدى الشبكات لا تتأثر كل البلاد بذلك،، مثل هذه السياسة تزيد من (موثوقية) الاجراءات الهندسية لهندسة و إدارة الطاقة، و تضع مسؤليات واضحة على كل قطاع على حدة،

هذا لا يمكن أن يتحقق وأهل الكهرباء يتعاملون مع أصول الكهرباء باعتبارها رأسمال سياسي الهدف منه عدم التسب في احتجاجات أو غضب، و لو كان ثمن هذا هو الطلب الى الشبكة القومية أن تعطي ما ليس لديها، أين كانت الوحدات الاسعافية؟ و لماذا استمر الإطفاء في بعض المناطق لأكثر من (12) ساعة؟ هل يتكرم أهل الكهرباء بالشرح؟ مع احترامنا لبيان مركز التحكم الذي لم يشرح شيئاً، لماذ اختفي كبار أهل الكهرباء، و لم يتحدث الوزير أو وزراء دولته أو وكلاء الوزارة، و أهل القابضة القابضون على كل شيء؟ صمت مطبق مثل الإظلام المطبق، و تركوا الأمر لمدير مركز التحكم الذي انتقلت صلاحياته للشركة القابضة.

ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة