تحقيقات وتقارير

كيف تبدو النسخة الجديدة في غياب أحدهما؟ “أغاني وأغاني”

برغم اجتهاد القنوات الفضائية لوضع خارطة برامجية جاذبة، إلا أنه وعلى مدى أكثر من عقد من الزمان ظل برنامج (أغاني وأغاني) يسحب البساط من الجميع، متربعاً على صدارة المشاهدة، ورجح كفة قناة النيل الأزرق في مواجهة رصيفاتها التي حاولت بعضها استنساخه، إلا أنها عجزت تماما عن استمالة المشاهدين نحو أثيرها لتتربع الـ (بلو نايل) على عرش القنوات المحلية.
بلا شك أن برنامج (أغاني وأغاني) سيدخل موسمه الجديد في رمضان المقبل، وهو محاط بتحديات كبيرة، أبرزها تنحي الشفيع عبد العزيز من إنتاج البرنامج وابتعاده عن كواليسه، بعد انتقاله إلى قناة الهلال التي ستنضم إلى قائمة القنوات السودانية في الفترة القادمة، حيث تفرغ لإكمال ترتيبات القناة الوليدة، إيذاناً بانطلاقتها رسمياً في أبريل.

توثيق مسيرة الفن
البرنامج الأشهر أراد مقدمه الشاعر الكبير السر أحمد قدور أن يكون مختلفاً عن محاولات التوثيق لمسيرة الفن السوداني عبر الاستعانة بكوكبة من المغنين الشباب، في إطار سعيه نحو تقديم نسخة مغايرة للتأريخ للفن القديم، وربط الأجيال الجديدة بالأعمال الخالدة، بإعادة إنتاجه بروح شبابية أضفت حيوية على ألحان شاخت ليلقى الاهتمام من أغلب المشاهدين ممن تسمروا على مدى أكثر من عقد خلف الشاشة الزرقاء في انتظار ما تجود به حلقات البرنامج من إبداعات الأمس بشكلها الجديد الذي لم يتوقف عنده القائمون على أمر البرنامج، لئلا يصاب المشاهدون بالملل، فآثروا مواصلة التغيير والتجديد الذي أعان البرنامج على مواصلة تربعه على عرش البرامج الرمضانية، برغم ما تعرض له خلال السنوات الماضية من انتقادات.

تواصل الأجيال
في السياق، يقول أستاذ الموسيقى الدكتور الماحي سليمان لــ (اليوم التالي) إن برنامج أغاني وأغاني شكل على مدى سنوات بثه نجاحاً كبيراً ساهم في ربط الأجيال فنياً، وتعريف الجيل الحالي بما تحوي حقيبة الفن السوداني من أغنيات رائعات، حيث شكل جسراً عبرت خلاله ألحان عديدة لم تجد حظها من التداول، إضافة إلى نفضه الغبار عن أغنيات طالها النسيان بفضل المجهود الذهني الكبير من قبل مقدمه السر قدور، حيث استطاع أن يقدم الأغنيات القديمة بصورة جميلة عبر بث رروح الشباب فيها لتجد حظها من الانتشار، وعدَّ الماحي أن سر نجاح البرنامج يكمن في الفرقة الموسيقية كونها أعادت تلوين الأغنيات القديمة بألحان جديدة أضفت الحيوية على الأغنيات، وقرّبتها لإحساس المتلقين، ما جعل البرنامج يخرج بطبع خاص تلهفه المشاهدون في شهر رمضان، الذي استطاع من خلاله السر قدور ومن معه من أسرة البرنامج من إيصال أصوات الأمس لشباب اليوم، بالإضافة إلى إتاحة البرنامج الفرصة لعدد من المطربين الشباب، لعكس موهبتهم وعرضها عبر نافذة (أغاني وأغاني).

خسارة كبيرة
حول غياب الشفيع عبد العزيز عن البرنامج، قال المنتج بقناة النيل الأزرق الفرزدق معتصم لـ (اليوم التالي): غياب عبد العزيز بعد اختياره مديراً لقناة الهلال الوليدة، وانشغاله بترتيبات تدشينها، يمثل خسارة كبيرة لأسرة (أغاني وأغاني)، لكون أن البرنامج ارتبط به منذ بدايته، إذ ظل الشفيع ملما بكل ما يدور في كواليس البرنامج إلا أنه يرى أن البلو نايل وأسرة (أغاني وأغاني) قادرون على ملء الفراغ الذي خلفه رحيل الشفيع، مبينا أن القناة تزخر بعدد من الكوادر التي تدربت على يديه. واستطرد: النيل الأزرق ستنجح في اجتياز عقبة ابتعاد الشفيع لكون قالب البرنامج واحد وسهل اجتيازه، والعبور إلى ضفة النجاح الذي ينتظره المشاهد من الشاشة الزرقاء.

الخرطوم – شهدي نادر
صحيفة اليوم التالي

تعليق واحد