هواجس العطلة المدرسية!
يلملم العام الدراسي أطرافه وينوي المغادرة ليستجم الطلاب في قضاء عطلة صيفية تمتد إلى أربعة أشهر بعد رحلة دراسية مرهقة، وليحصدوا ما بذلوه من كد ودراسة طوال فترة العام الدراسي وللأسر أيضاً ضغوطات أثناء الدراسة والامتحانات، إذا أنهم يتابعون أبنائهم ويسهروا معهم للمراجعة المستمرة داخل المنزل في المدرسة ..
ولا ينتهي دور الأسر بإنتهاء الدراسة بل يتمد للعطلة ليعيشوا معاناة جديدة في كيفية السيطرة على حركة هؤلاء الأبناء وجعلهم يستفيدون من العطلة في أشياء مفيدة تعود عليهم بالخير، حتى لا تتلقفهم الطرقات والشوارع بجانب القنوات الفضائية والإنترنت الذين يحمل الكثير من السلبيات التي قد تضر بسلوكهم، وكل هذا يشكل خطراً داهماً إن لم نحسن استغلال أوقات أبنائنا، والمتأمل في ساحتنا يدرك أن كل ذلك يشكل خطراً عليهم، بسبب السلوكيات التي طغت على مجتمعنا في الآونة الأخيرة، وصحفنا أيضاً تبشرنا يومياً بحوادث التحرش بالأطفال وقتلهم بطريق مخيفة، والتعدي عليهم للحد الذي صارت تشكل ظاهرة قلق للأسر، وأيضاً تلك الظواهر الخطيرة التي انتشرت وسط مجتمعنا- بالذات الشباب- والمتمثلة في تعاطي المخدرات التي باتت تهدد أمن المجتمع والأسر لأنها انتشرت بصورة كبيرة، وإن لم تجتهد الأسر في المحافظة على أبنائهم سيكونون لقمة سائغة لتلك المخططات التي تسعى لتدمير مُثل وقيم وسلوك الشباب عبر استنزاف طاقة أبنائنا في مثل تلك السلوكيات.
ووسط تلك الأمواج المتلاطمة من المغريات فإن أبنائنا سيغرقون، وستغرق معهم آمال وطن كامل يعتمد عليهم في رفعته وبنائه، لذا تمثل تلك العطلة خطراً إذا لم نحسن الترتيب لها بملء أوقات فراغ أبنائنا و أطفالنا فيما يفيد وينفع، ويجب أن نراقب أصدقائهم الذين يقضون معهم أوقاتهم والتعرف عليهم ومصحابتهم أيضاً، حتى نضمن أن أبناءنا يخالطون أصدقاء ذوي أخلاق عالية وجيدة.. ومن المعلوم أن الآباء وبعض الأمهات يقضون معظم أوقاتهم في الجري وراء (لقمة العيش) في ظروف ضاغطة واقتصادية متدهورة، مما يجعل الأباء يعيشون في دوامة لا بداية لها ولا نهاية.. مما يجعلهم يغفلون لساعات طوال عن أبنائهم ..
راي:ايمان طمبل
صحيفة آخر لحظة