تحقيقات وتقارير

جيش الرب.. دفوعات الخرطوم وقناعة واشنطن

لعب السودان دوراً لايخفى في محاربة قوات جيش الرب اليوغندي على مر السنوات السابقة لكن رغم ذلك تحاول بعض الجهات أن تكيل الإتهامات بدعم هذه الحركة ولاشك أن التأرجح في العلاقات بين الخرطوم وكمبالا كان عاملاً رئيساً في تكرارها من قبل الأخيرة ، خاصة خلال الفترة التي احتوت فيها يوغندا الحركات السودانية المتمردة ، وكثير ما كانت تحاول تبرير احتضانها للحركات بإنها محاولة للمعاملة بالمثل ، وساهمت هذه الإتهامات في ابقاء السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد ان اصدرت الإدرة الأفريقية ابان عهد بيل كلينتون بادراج السودان ضمن القائمة.

ومع تطور المشهد السياسي والجهود الدولية والإقليمة والمحلية التي بذلها السودان في إطار مكافحة الإرهاب والتي ادت بدورها الي قرار رفع العقوبات الإقتصادية الأمريكية أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن السودان لا يحتوي اي من عناصر جيش الرب ، خاصة وأن الحديث حول مكافحة جيش الرب يعتبر على رأس المسارات الخمس التي مثلت محاور الحوار بين السودان والولايات المتحدة والتي تمركزت حول مكافحة الإرهاب ومكافحة جيش الرب ، ودعم السلام في دولة جنوب السودان وعدم دعم التمرد في الجنوب، ووقف الحرب في منطقتي جبال النوبة والنيل الازرق وفي الشأن الإنساني إيصال المساعدات الإنسانية لمناطق النزاع .

لما كان السودان على ثقة بموقفة الرافض للعمليات الإرهابية والتي تشكل عناصر جيش الرب جزئاً منها الأمر الذي دفعه لإبداء ، تقديم كافة الإستعداد للقيام بعمل ثنائي مشترك مع الولايات المتحدة بحيث اذا توفرت معلومة لدي الأخيرة عن تواجد جوزيف كوني في السودان تمد بها الجهات ذات الصله على أن يتبع ذلك عمل مشترك من الطرفين للقبض عليه بل أن السودان وذهب الى ابعد من ذلك اذ اعلنها صراحة بأنه اذا ارادت الولايات المتحدة القبض عليه منفردة لا مانع لديه لجهة ثقتة التامة في عدم وجود جوزيف كوني علي اراضية او حدود.

وكان عدد من الخبراء والباحثين في الشأن السياسي في الولايات المتحدة تحدثوا عبر كتاباتهم عن عدم وجود جيش الرب في السودان واعلنوا ذلك عقب زيارتهم لمناطق جنوب دارفور ، حيث قابلوا بعض اعيان دارفور واللافت أن شهادات الأعيان كانت بمعزل عن الحكومة حيث وصلوا الي قناعة بانه لا وجود لجيش الرب في السودان.

دفوعات السودان بشأن جيش الرب لم تكن مرتبطة بمحور الحوار مع الولايات المتحدة فقط بل سبق أن وقع عام 2002م اتفاقية مع يوغندا تخول لقوات الدفاع الشعبي الأوغندية ملاحقة ومهاجمة قوات جوزيف كوني داخل الأراضي السودانية واطلق عليها حينها عملية “القبضة الحديدية” .

ورغم ذلك ظل الحديث مجرد اتهامات لادليل لها من الصحة خاصة وأن الحركات المتمردة التى تقود هذه الإتهامات تحاول اضعاف الحكومة وتشويه صورتها لدي الولايات المتحدة لكنها لم تكشف عن قبضها لأي عنصر يتبع لجيش الرب داخل حدود السودان ، وعزز من دفوعات السودان

ما ادلي به مفوض الشؤون السياسية والأمنية بالإتحاد الإفريقي خلال الورقة التي قدمها في يناير الماضي ضمن أنشطة القمة الإفريقية الـ(28) التي انعقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا حول أماكن وجود جيش الرب اذ ذكرها بصريح العبارة إن الجيش لا وجود له في الأراضي السودانية وكان هذا بحضور الدول المعنية بمكافحة جيش الرب والمكونة للقوة الإفريقية المعنية بذلك ومفوض الأمن والسلم الإفريقي بالإضافة إلى الشركاء في العملية من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي وكان السودان قد قدم رؤيته خلال ذلك الإجتماع بخصوص جيش الرب خلال الفترة المقبلة.

سبق ان دار الحديث حول تمويل عناصر جيش الرب عبر التجارة (سن الفيل –وغيرها) من مناطق دارفور الأمر الذي دفع القائمين على شأن حماية الحياة البرية في السودان لإستعراض جهودهم لعناصر من حماية البرية بالولايات المتحدة وتعريفهم بجميع القوانين التي تحمي الحياة البرية في السودان ومدي فعاليتها مما دفع نظرائهم من الجانب الأمريكي الى اصدار بياناً تحدثوا من خلاله عن ان للسودان جهود مقدرة في مجال حماية الحياة البرية.

قدم السودان جميع الإثبات الدفوعات التى تؤكد عدمه وايوائه لعناصر جيش الرب والتى وصلت الى حد القناعة لدي الولايات المتحدة ببراءة السودان من دعم جيش الرب الذي تتنقل قواته بين أوغندا والكونغو الديقراطية وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى ، وفي ظل التغيرات الإقليمية والدولية لاشك أن الولايات المتحدة اضحت في حاجة ماسة لأن يصبح السودان شريكا ًلها في مكافحة الإرهاب وجيش الرب خاصة وأنه اكثر الدول تأهيلاً للقيام بهذا الدور .

تقرير: رانيا الأمين
(smc)

تعليق واحد