مقالات متنوعة

فنان أذاب الثلوج في أوروبا

٭ نقول دائماً إن أغنيتنا السودانية غير قادرة على اختراق الآفاق العالمية والوصول بها إلى مناطق الثلوج في كل أنحاء العالم وإشعالها ناراً.. كان كثير من المهتمين بالأمر الفني يضعون الملامة على الأجهزة الإعلامية، باعتبار أنها قصرت كثيراً في حمل الأغنية السودانية على أكتافها، والخروج بها من المربع المحلي إلى أفق العالمية، إلى أن جاء الدكتور الفنان عبدالقادر سالم فأكد إسقاط هذه النظرية كسيحة الأبعاد واعتبارها وهماً.. والدليل على ذلك النجاح الساحق الذي حققه عالمياً، حيث قاد هذا الرائع كتيبة الإيقاعات الكردفانية الساخنة فأذاب الثلوج الأوروبية طرباً.

٭ أكد لي الأخ سيد هارون وزير الدولة بالثقافة أثناء حوار دار بيننا حول الموت الجماعي للأغنية الجميلة، والتي وجدت نفسها فجأة تبيع أجمل ما فيها من المعاني الجمالية لعدد من المشترين من سدنة الغناء الهابط، دون أن تجد هذه الجميلة من يدافع عن كرامتها وهي ترسل صوت استغاثة علها تجد من ينتشلها من الأوحال، قال لي الأخ الوزير إن على الشعراء المؤمنين بالجمال سفير على الأرض أن يعملوا على مقاومة الأغاني عارية المعاني بالأغنيات المؤسسة على فضيلة الجمال، وبذلك نضمن للبساتين النضيرة خلاصاً من أمطار سوداء.

٭ كان الشاعر حسن الزبير نحيلاً كأنه آهة، كان صوّاماً قوّاماً عليه لمحة من إشراق كأنه شمعة في معبد، ما أقيم حفل عرس إلا وكان أول المهنئين، وما أقيمت سرادق عزاء إلا وكان أول المعزين، يكتب الكلمة الغنائية بطريقة فيها من الشفافية ما يجعلك تشعر كأنك أمام بستان يتكلم، في رأيي أن أغنيته التي غناها الفنان الراحل خوجلي عثمان تعد من أعظم الأغنيات التي عرفها تاريخ الأغنية السودانية، وقد قال عنه الشاعر محمد بشير عتيق إنه يكتب الشعر بالبساطة التي يتناول بها برتقالة من حدائق شمبات.

٭ أطلقت مؤسسة أوروبية حملة بلغت تكلفتها آلاف الدولارات بهدف نشر المحبة والسلام بين المواطنين تحت عنوان (كن مبتسماً)، يبدو أن هذه المؤسسة قد اكتشفت أن الابتسامة برغم رقتها قادرة على تحويل حدة الخنجر إلى بسمة من طفلة، ترى ماذا لو تعاملنا بهذه الإبتسامة- إبتسامة الطفلة الوسيمة- أعتقد حينها أن دخان البنادق المعبأة بالغدر لن يتردد في أن يكون لعزة عطراً تتعطر به للسودان كل مساء.

٭ كان للأديب الكبير توفيق الحكيم ابن مغرم بالعزف على الجيتار، إلا أن عزفه كان رديئاً، مما جعل الحكيم ينصحه بالبعد عن هذا الجيتار؛ لأن في ذلك استمرار لعذابه، ويقال إن أحد أصدقاء الحكيم شاهده يتجول ليلاً فسأله عن ذلك؟ فأجابه: هل تعلم أن في بيتي جيتاراً لو استمع إليه النيل لحمل أمواجه على كتفيه مهاجراً!!.

٭ هدية البستان
أجيك أنا غيمة راشة وللا أجيك فراشة
ريدتك قلبي عاشا .. آهة وارتعاشة
تعال خلينا نفرح .. بكرة الدنيا ماشة

لو.أن – اسحاق الحلنقي
صحيفة آخر لحظة