النفايات الطبية… الخطر يقترب من الأصحاء
في طريقي إلى مقر الصحيفة، وعلى مقربة من طريق السيد عبد الرحمن، لفت نظري لافتة حديدية سوداء مكتوب عليها “خطر لا تقترب”، على الرغم من المدلول القوي للمصطلح بعدم الاقتراب من المكان لخطورته، إلا أنني قررت أن أقترب لأتلمس حيثيات هذه الخطورة ومصدرها، اقتربت منها وجدت نفراً من الشباب تحيطهم فتيات من الجارة أثيوبيا، يمتهن بيع المنبهات من قهوة وشاي” بدأت أسأل لأجد نقطة الضوء التي توصلني إلى المغزى، فقلت في نفسي أخرج “الكاميرا” وأبدأ في التصوير حينها من يهمه الأمر سيأتي مسرعاً، والسبب في ذلك أن اللافتة لم تشر عبر سهم إلى مكمن الخطورة، التي علمت فيما بعد أن الخطورة تكمن في غرفة مشيدة من الطوب العادي تحوي النفايات الطبية لمستشفى “خاص” والغرفة متصدعة وآيلة للسقوط تحت أي لحظة، وحينها أدركت في نفسي أن الخطورة ليست من النفايات الطبية فقط، وإنما تكمن الخطورة أيضاً في انهيار هذه الغرفة التي يتوقع أن تنهار في أي لحظة.
وبالفعل بدأت في التصوير وحدث ما كنت قد توقعته، وسمعت أحد الشباب يتحدث بصوت عالٍ من بعيد، ويطالبني بأن أكف عن التصوير وهو مسرع يلتقط انفاسه، أوقفت التصوير وانتظرته فقال ” لماذا تصور هذا المكان”، فأجبت: هذه الكلمات التي كتبت في اللافتة كانت السبب فكما أنتم تريدون أن تحافظوا على صحة الإنسان وتعتقدون انها عبر الكتاب أنا أيضا أريد أن أرسل للراي العام أن هذه المكان خطر وفي خطر، ونحافظ على صحة الإنسان من نفاياتكم وغرفتكم الآيلة للسقوط، قال لي بعد أن تعاظم عليه الأمر إدارة المستشفى ستغضب من هذا التصوير لأنه سينقل للرأي العام، وكذلك أنا لا أعلم ماذا تريد أن تفعل”، فلم أجد أكثر من أن أقول له إن كنت مطمئناً على أن ما بالغرفة نفايات طبية فلا داعي للضجر لأني لن أقول إن الغرفة بها أشياء أخرى غير النفايات الطبية، ولكن سوف أوضح أن الغرفة آيلة للسقوط مما يهدد صحة المواطن.
الخرطوم: محمد داؤد
صحيفة الصيحة