تحقيقات وتقارير

يصل الخرطوم بالجمعة علي الحاج.. رجل “بون” المنتظر لسد “فراغ” الترابي


مغادرته حدث، وعودته حدث، وما بينهما سلسال أحداث، وعليه فإن كل أحاديث الإسلاميين تعلك منذ أيام خبر عودة القيادي بالمؤتمر الشعبي، د. علي الحاج، والذي يعتبره كثيرون صانع الحدث، والخليفة المنتظر للراحل د. حسن عبد الله الترابي.

ومنذ العام 2001م يمَّم الحاج صوب القارة العجوز، بعدما عجز الإسلاميون عن معالجة مشكلاتهم الناجمة عن مفاصلة رمضان الشهيرة، فلم تنفع “الجوديات” ولا فلحت النظم، كما ولم تزد القوانين الطين إلا بلة، حتى أن طبيب النساء الشهير، قال بكل غضب الرجال لمّا رأى أنه حيل بين الترابي والبرلمان الذي يرأسه: (لا يوجد في السودان قانون مفعل غير قانون المرور).

وعقابيل رحيل الترابي في مارس 2016، عاد الحاج عساه يجد بعض عزاء، ويؤسس لبعض قبس يمنع حواري الترابي التمزق ايدي سبأ، ثم ها هو سيعود بالجمعة ليشهد مؤتمر عام الشعبي الذي لا يعرف إن كان مؤاده التماسك أم الذهاب مع الريح.

رحلة المنافي
حينما اشتدت وطأة المضايقات على المنحازين لجانب المنشية من مبايعي الشيخ الترابي عقب مفاصلة الاسلاميين الشهيرة حزم د. علي الحاج حقائب الرحيل في العام 2001م متوجها صوب بيروت التي مكث فيها بضع شهور ثم كانت رحلة الهجرة صوب المانيا التي شهدت توقيع مذكرة التفاهم الشهيرة مع الحركة الشعبية التي كان يتزعمها جون قرنق.

المذكرة قادت لزج كل قيادات الشعبي ابتداء من الترابي ووصل الأثر حتى لمستوى الطلاب، فكل أولئك تم إيداعهم المعتقلات والسجون وقتها تيقن علي الحاج أن الأوضاع بالداخل لم تعُد مهيأة للعودة فتخير البقاء بألمانيا منذ فبرير 2011 وحتي مارس 2016م.

طوال سنوات تواجده بالخارج نال الحاج نصيباً وافراً من الاتهامات أبرزها رعايته ودعمه لحركات دارفور الحاملة للسلاح خاصة العدل والمساواة بينما يتهمه كثيرون بأنه عرّاب “الكتاب الأسود” الذي يعتبر الشرارة الأولى التي أوقدت الحرب في دارفور، ووصلت المواجهة ذروتها بين الحاج والخرطوم إلى درجة إسقاط الجواز السوداني عنه.

الشاهد في الأمر أن كل المبادرات التي بذلت من أجل إقناع الحاج بالعودة للسودان قبل رحيل الترابي باءت بالفشل.

وفي مدينة بون الألمانية، العليّان (علي الحاج – علي عثمان) ليتفاءل كثيرون بأن قيادي الشعبي في طريقه للعودة إلى الخرطوم بتعهدات من النائب الأول لرئيس الجمهورية، ولكن مع ذلك استعصم الحاج بـ”بون” التي التقى فيها ثانية بإخوانه وغرائمه في ضفة المؤتمر الوطني أبرزهم أحمد علي الإمام وصلاح ونسي وآخرون وتركّز الحديث وقتذاك على الهم العام.

في الخرطوم
حينما نعى الناعي د. حسن الترابي لم يتوانَ علي الحاج في ترك كل مشاغله ومشاكله خلف ظهره بمدينة بون الألمانية واستقل طائرة الخطوط الجوية القطرية متوجهاً عن طريق الدوحة إلى عاصمة ملتقى النيلين، للمشاركة في واجب العزاء.

بالفعل وصل الحاج للعزاء في الشيخ، ولقي استقبالاً حاشداً من أنصار حزبه بعد غيبة دامت (15) سنة. وعقب انتهاء مراسيم العزاء شارك علي الحاج في عدة ندوات سياسية ولم يلبث الحاج أكثر من أربعة شهور ثم عاد إلى ألمانيا مرة أخرى خواتيم العام الماضي وقال قبل مغادرته في تصريحات صحافية إن العودة لألمانيا بغرض إكمال بعض الترتيبات ثم العودة للخرطوم بصورة نهائية .

أيقونة الشعبيين
بات علي الحاج في الوقت الراهن أيقونة لدى الشعبين الذين باتوا يرفعون عودته شعاراً، لإسناد أمر قيادة الحزب إليه، وكان من أبرز المنادين بعودته هم شريحة الشباب وعلى رأسهم الناجي عبدالله الذي قال في حوار سابق مع (الصيحة) باهمية عودة الحاج وسحب البساط من تحت أقدام الأمين العام المكلف، إبراهيم السنوسي.

ورغماً عن الخلاف البائن بين الناجي عبد الله ود. عمار السجاد إلا أنهما اتفقا على أهمية عودة الحاج للخرطوم وقيادة الحزب في المرحلة القادمة، يسير معهما في ذات الخط مجموعة كبيرة من قيادات الشعبي في مقدمتهم مجموعة “شعبيون من أجل الحريات” والتيارات الشبابية المختلفة التي ترى في الحاج الخليفة الأمثل للترابي وفي مقدوره سد الثغرات التي خلفها رحيل الترابي.

بيد أن الحاج نفسه أشار في وقت سابق إلى أن مسألة ترشحه لمنصب الأمين مرهونة بإرادة القواعد.

لماذا الحاج
يتساءل كثيرون عن سر علو الأصوات المطالبة بعودة علي الحاج وزعامته للمؤتمر الشعبي في المؤتمر المقبل.

عن ذلك يقول القيادي بالشعبي أبوبكر عبد الرازق لـ (الصيحة) إن علي الحاج الأكثر تأهيلاً سياسياً وفكرياً وإدارياً لخلافة الترابي، لا سيما مع مسيرته الحافلة والمحطات العديدة التي عمله بها الرجل أبرزها رئاسة الأمانة السياسية للحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الشعبي بعد تأسيسه.

وأيد عبد الرزاق الأصوات التي تنادي بقيادة الحاج للشعبي قائلاً من حق هذه الأصوات المطالبة بتسنم الحاج لقيادة الحزب ومضى أبوبكر عبد الرزاق في مدح الحاج بقوله: “هو كنانة الحركة الإسلامية الذي تقذف به نحو كل تأسيس جديد، حيث أسس الحاج الحكم الاتحادي وأسس الأمانة السياسية بالمؤتمر الشعبي وهو عقل متقد ومدهش جعل منصور خالد يقول عنه في مفاوضات فرانكفورات 1994م من أين للحركة الإسلامية بهذا المتمكن”.

وطبقاً لذلك يقول أمين الطلاب الأسبق بالشعبي يونس عبد الله حمودة لـ (الصيحة) إن علي الحاج عضو بالشعبي ومن حق المؤتمر العام إذا رأى فيه الشخص المناسب أن يختاره أميناً عاماً. وأضاف: “شخصياً أرى أن علي الحاج هو الأنسب في هذه الظروف”. بينما يقول الناجي عبدالله لـ (الصيحة): “علي الحاج مؤهل سياسياً لقيادة الشعبي وهو الذي اكتسبت خبراته السياسية على مدى أكثر من ثلاثين عاماً .

سر التوقيت
تأتي الأصوات المنادية بعودة علي الحاج مع اقتراب انعقاد المؤتمر العام للشعبي الذي حدد له 24 مارس من الشهر الجاري، وترى القيادات الشبابية بالحزب أن قيادة الحزب الحالية أظهرت تماهياً كبيراً مع النظام، ويستشهد قيادي شبابي تحدث لـ (الصيحة) مطالباً بحجب اسمه، بموقف الحزب من المشاركة في الحكومة القادمة قائلاً إن هذا الموقف يخصم من رصيد الحزب الجماهيري الذي بناها عبر النضال الجماهيري على مدى أربعة عشر عام وبالتالي تعتبر المشاركة مأزقاً أخلاقياً كبيراً (حد وصفه).

وشهدت فترة الأمين العام المكلف إبراهيم السنوسي احتجاجات موسعة بالحزب فكانت المحصلة مذكرتين إحداهما شبابية سلمت في وقت سابق له شخصياً ومذكرة أخرى موسومة باسم “شعبيون من أجل الحريات” يقول موقعوها إنهم سلموها السنوسي بينما تبرأ الأخير منها تماماً ونفى علمه بها.

في ذات الصعيد يقول يونس عبد الله إن المرحلة المقبلة تتطلب قيادة بمواصفات علي الحاج الذي يتمتع بكاريزما قوية تتكيَّف مع المرحلة المقبلة ويتفق معه أبوبكر عبد الرازق في تميز الحاج بكارزما قوية وفريدة .

(منواشي – بون)
في العام 1939م ولد علي الحاج بمنطقة منواشي القريبة من نيالا درس مراحلة الأولية بنيالا ثم انتقل لمدرسة خور طقت التي فصل منه بسبب نشاطه السياسي المساند للجبهة الإسلامية ثم انتقل للخرطوم وأكمل دراسته بمدرسة المؤتمر الثانوية بعدها تمكن من الدخول لكلية الطب بجامعة الخرطوم ولكنه فصل مرة أخرى أيضاً بسبب مواقفه السياسية وكان الفصل لمدة عامين ثم عاد لإكمال دراسته وتخرج في كلية الطب في العام 1966م، عمل طبيباً في عدد من مدن السودان مثل نيالا والخرطوم وزالنجي سياسياً عمل الرجل نائب للامين العام للجبهة الإسلامية وقبلها أميناً سياسياً بالجبهة الإسلامية ويشغل حالياً منصب رئيس القطاع السياسي بالشعبي. في العشرية الأولى شغل الحاج منصب وزير الحكم الاتحادي مازال علي الحاج مقيماً بمدنية بون الألمانية التي غادرها لشهور قليلة إلى الخرطوم للمشاركة في مراسم تشيع الترابي وبلغت مدة إقامته في بون 16 عاماً.

الخرطوم: عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة


‫3 تعليقات

  1. لا حول ولا قوة إلا بالله العظيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم

  2. ردا على بشه بتعين بكري الكيزان جابو الغراب يبدأ سيناريو المهاترات والفيلم الهندي يبدأ الجمعه القادم !اصلوا الكيزان سيكونو السبب الاول والاخير في جلب المصائب للبلد.مصيرنا زي العراق او ليبيا بكره أذكركم!

  3. لا اله الا الله محمد رسول الله
    هم الناس دي دايناصورات ؟؟؟؟!!!!