(لا) لمؤتمر إعادة الإعمار
٭ اجتمع مساعد الأمين العام للجامعة العربية كمال حسن على أمس بالنائب الأول ومن بعده برئيس الجمهورية .. اللقاءان كانا بهدف بدء الترتيب لمؤتمر إعادة الإعمار والتنمية في السودان والمزمع قيامه في الربع الأخير من هذا العام.
٭ دون شك لا قيمة لهذا المؤتمر ولن يستفيد منه السودان، وهو إهدار للوقت لا أكثر .. سيصرخ كمال ويقول إن المؤتمر أحد مقررات القمة العربية في نواكشوط ونقول نعم، ومع ذلك لا داع لقيامة.
٭ بدءً فشلت الجامعة العربية حتى الآن في اقناع دولة لاستضافة المؤتمر، والمنطق يقول إن كمال وهو قادم للخرطوم من الجامعة العربية، كان الأوفق أن يأتي ببشارة استضافة السعودية على سبيل المثال للمؤتمر.
٭ ثم إن فكرة المؤتمر لم تأت من الدول العربية، بل كانت مساع من كمال نفسه عندما كان وزيراً للتعاون الدولي، وسوق الفكرة مع الحكومة وكانت ظروف الدعوة للمؤتمر وقتها مختلفة عن الوضع الآن.
٭ كانت البلاد تحت الحظر الاقتصادي، وبعض الدول تشكك في واقع دارفور هل انتقلت من حرب إلى إعمار؟ ومع تغير الظروف لم تغير الحكومة أدواتها، لأنه عندما تتحدث عن حوجتك لإعادة إعمار، فهذا يعني استجداء الآخرين.
٭علاوة على ذلك إن المؤتمر حال تم بالخرطوم فهذا دليل فشل، لأنه بصراحة ستبعث الدول خاصة الخليجية موظفين ناهيك عن وزراء، أما الحكام والأمراء (إلا في الحلم)..ثم إن جل الدول العربية انكفت على نفسها، وغرقت في مشاكلها الداخلية، ولن تقدم أي دعم للمؤتمر بدءً من مصر التي جاء منها كمال علي، إذ تعيش وضعاً اقتصادياً خانقاً ، أما العراق واليمن، فقد نهشت الحرب أحشائهما.
٭ وليبيا مشتعلة، والصومال أوضاعها معلومة، أما الجزائر فلن تساهم، وكذلك جيبوتي ولبنان .. سبق وأن نظمت الجامعة العربية مؤتمراً بشأن دارفور بالخرطوم حتى الآن لا نعلم أين ذهبت أمواله.
٭ ولنا تجربة مريرة مع مؤتمر أوسلو عقب اتفاقية نيفاشا الذي حضره على عثمان وجون قرنق وتبرعت دول ومنظمات باربعة مليار ونصف المليار دولار، حصد منها السودان السراب.
*حسناً .. حتى لا يظن البعض أني متشائم، كان الأوفق والأنسب أن يكون المؤتمر خاصاً بالاستثمار، خاصة في ظل تراجع الاستثمار في كثير من الدول العربية، حيث سنضمن مشاركة القطاع الخاص وهو الأكثر نفعاً في ظل أوضاع الدول العربية التي ذكرتها آنفاً.
٭ فضلاً عن ذلك أن الحكومة لم تعد مشروعاتها حتى اللحظة بدليل أن وزيرة الرعاية قالت أمس عقب لقاء البشير إن الترتيبات والعمل ينتظمان الآن لإعداد المشروعات، مايعني أن الحكومة غير مهيأة للمؤتمر.
٭ بينما وزارة الاستثمار التي يقودها باقتدار الوزير د.مدثر عبد الغني تملك خطة استثمارية، تشمل حصر الموارد بل حتى أولويات المشروعات بالولايات.
٭ مرة واحدة نتمنى أن تترك الحكومة (المكابرة)
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة