ليس انتقاصاً
* رداً على تعقيب زملاء عبر السوشيال ميديا، فيما كتبته قبل يومين في عمودي الراتب بالجريدة والذي جاء تحت عنوان (مغنيات الغفلة)، بداية ليسمح لي من انتظر تعقيبي طويلاً أن إرتباطاً زمنياً مسبقاً، حال دون إيفائي بالتزامي تجاههم إضافة لسوء شبكة الإنترنت بمنزلي.
* شكراً كخط الآفق لا محدود، للأعزاء الجميلين جداً الذين هاتفوني بحكم قدسية الزمالة والصداقة، قبل تسطيرهم أي حرف ناقد فيما كتبت، حيث جاء نقدهم المقبول جداً بالنسبة لي عاكساً لمدى حبهم واحترامهم لشخصي ولما أكتب، ما جعلني افتخر بإنتمائي إليهم، وضاعف من مسؤولياتي تجاههم وتجاه قرائي الأعزاء.
* راجعت العمود مثار الجدل مرة وإثنين وثلاثاً، ووجدت فيه فعلاً لغة حادة، ومفردات لم أتعود تعاطيها قبلاً، ولم يعتادها مني القارئ، وهذا ما دعاني لتقديم اعتذار للمغنية أولاً، ولجميع من أدهشته حروفي هذه المرة ثانياً، ولا أظن انه اعتذاراً سينتقص من مساحتي في وجدان كل من يتابع كتاباتي ونشاطاتي المتعددة والمتصلة بشكل مباشر بقضايا الوطن والمواطن عموماً وقضايا المرأة بشكل أكثر خصوصية.
* وليسمح لي الأعزاء بتوضيح وجهة نظري حول العمود والتي تاهت وسط دهشة وهجوم البعض وتركيزهم على جزئية محددة في كل ما كتبت، واغفالهم للمضمون.
* شخصياً لا علاقة لي بسلوك الآخرين، ولا طريقة لبسهم فهي حرية شخصية وحق إنساني غير قابل للنقاش عندي، ولم يكن بالنسبة لي اللبس في يوم من الأيام، مقياساً ومعياراً للأخلاق والسلوك، ولكن ما عنيته ورفضته كناقدة وأحدث التباساً لدى البعض هو (إختزال الفن) لدى (بعض المغنيات) في مفردات خاوية ونيولوك معين ليصير نمط لا علاقة له بالفن (من وجهة نظري الشخصية)، واتخاذ الفن (وسيلة فقط ) لتحقيق ثراء سريع وإفراغه من محتواه الجمالي.
(أشباه الرجال) الذين عنيتهم هم من نحاربهم يومياً في نضالنا لتمكين المرأة وليس تكميمها، ومن لا يرون في المرأة سوى جسد ومفاتن، وعارية من أي وعي أو فكر أو موهبة فنية كانت أو رياضية أو خلافه، لم ولن أكن في يوم من الأيام من أنصار النظام العام ولا تحتاج كتاباتي أو مواقفي تجاه قانونه القمعي لتذكية من أحد.
أما حديثي عن شريف شريف نيجريا والكاميرون، فلا يعني مطلقاً أن هناك عنصرية ولا مجال لأي مساومة عليها، ولا زلت عند رأيي خاصة وأن البعض منهن رفضن تكرار التجربة، وقناعتي الشخصية بهذا الرأي ثابتة لن تتغير ما لم تتغير مفاهيهم تجاه بعض الفنانات السودانيات.
* قضية المرأة ومناصرتها لم تكن بالنسبة لي مجرد حروف أتلاعب بها أو لاكتساب أرضية، بل هي قناعة راسخة وثابتة، وطبقتها عملياً من خلال كتاباتي الراتبة في الصحف أو السوشيال ميديا وبرز ذلك حتى رسالة الماجستير التي اخترت مجالها بعناية، بل يقف على ذلك عملي في المجال الرياضي ودعم الرياضة النسوية المتواصل، وهي أكثر جبهات العمل النسوي صعوبة وتعقيداً لانتزاع حقوق المراة فيها سواء كانت تلك الحقوق المؤسسية داخل الهيئات والاتحادات الرياضية أو حقها في ممارسة النشاط الرياضي على المستوى المحلي والدولي.
* لم أود الحديث عن نفسي، ولكن لا بد من بعض الإضاءات حتى لا يلتبس على البعض أموراً قد لم يرونها قبلاً، وتذكرة لمن تاهت عن ذاكرته في خضم الحياة اليومية، لأنها قد تخصم منهم قبل أن تكون خصماً عليَ.
* * هذا مع احترامي واعتذاري للجميع.
بلاحدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة