بعض الادوات السودانية التي خرجت من المجتمع السوداني
1- المشلعيب
ممنكم لا يعرف(المشلعيب)من ابناء الجيل القديم ؟ فهو عبارة عن سلة تصنع من السعف ثلاثية الاضلاع لها قاعدة صغيرة ولها في الجزء العلوي رباط من اجل تعليقها بها على سقف المنزل الذي كان يصنع من الخشب او الزنك او غيره، وكانت مهمام(المشلعيب) كثيرة في ذلك الزمن حيث توضع فيه المتبقي من حلة الملاح او اللحمة المفوره(ابان عدم تواجد الثلاجات في البيوت) الا لاصحاب الوضع المادي العالي،وكان(المشلعيب) موجود الى وقت قريب في المدن الكبيرة ، وكانت الحكمة من وضعه في ذلك المكان العلوي من المنزل اي مع السقف خوفاً من وصول القطط اليه والتي كانت تعيش معنا في بيت واحد وكنا ايضا نربي الكلاب وجميع انواع الطيور من الحمام والدجاج والبط بالاضافة الى الاغنام مع كل هذه الحيوانات كانوا الاسر تسكن في بيت واحد مع تلك(السعيه)،وكانت تلك الحياة بسيطة للغاية،وكان الاقتصاد المنزلي القديم يعتمد على منتجات تلك(السعيه)من البان الاغنام يكون غذاء الاسرة ، ومن بيض الدجاج وبيع الحمام وبيض البط تتخذ مورداَ لدخل الاسرة الاضافي او الاساسي.
كانت الحياة هادئة لاتحتاج الى هجرة او اغتراب طويل الاجل او مدى الحياة كما هو الحال، وكانت جميع اواني واوعية المنزل طبيعية غير حضارية فنجد(السعن،والمخلاية ، والقفة ،…..) اما الان فدخلت العديد من الحضاريات واتمتة الحياة ومكننتها في الحياة المنزلية وحولت المنزل الى حظيرة من الالات الحديثة التي يستطع الانسان الوصول اليها إذا كانت مقتدراَ ، وحولت ايضا قلوب الناس الى وجه آخر غير الجميل..
2-(المرحاكة)
هل شاهدت اخي القاريء الكريم ( المرحاكه)؟ المرحاكة في قاموس السودانيات عبارة عن حجر جبلي دائماً يطحنوا به الدقيق ويدرشوا به اللوبه(طاحونه يدوية)،في السودان(المحراكة) هي عبارة عن آله يدوية قديمة تستخدم لطحن الحبوب قبل ظهور الطواحين، وكان تستخدم لطحن القمح والعيش يدوياَ،اما من خلال البحث نجد ان المحراكة عبارة عن حجر طوله نحو الخمسين سم تقريباَ ويطحن عليه بحجر يعرف بود المرحاكة حجم 10 سم مكعب كما ذكرها من قبل امرؤ القيس في معلقته(كان على المتنين منه إذا انتحى …… مداك عروس وصلابة حنظل).
اما الان ظهرت الطواحين في العديد من الاماكن وحلت محل المرحاكة ولكن لازالت الاخيرة موجوده في الفرقان والقرى السودانية،واقول ايضا ان الطواحين في الايام الماضية كان لها مكانة كبيرة واما الان اصبحت تتلاشى من الوجود بفضل اعتماد الكثير من الاسر السودانية على (الخبز او الرغيف اوالعيش) مما ادى الى انحسار مهنة الطواحين في المدن ايضا(الا ما رحم الله) فالعودة الى الماضي لابد منه من اجل العيش في ظل حياة جميلة محفوفة بالطبيعة والجمال…
3-( المفراكة)
وقد عرفت في قاموس السودانيات هى اداه طبخ تصنع من الخشب يتراوح طولها بين 50 الى 100سم ، ولها رأس يشبة حرف (T) اللاتيني ، حيث توضع الرأس في اسفل الاناء ويتم فركها بواسطة الكفين سريعاً مما يتيح عنه هرس الطعام المطبوخ،وهي من اساسيات المطبخ التقليدي في السودان حيث تصنع الاكلات الشعبية السودانية والكثيرر من الملاحات(الويكة،العصيدة،ام دقوقة، ……) ولايخلو بيت من البيوت السودانية والا توجد فيه المفراكة لان استخداماتها كثيرة وهي اساسية في المطبخ السوداني اما الان مابعد ادخال التقنيات الحديثة نجد ان المفراكة اخذت طابع التقنية واستعاضت عنها بالالات الحديثة في الطبخ والتجهيز، ولم تعد المفراكة موجوده لدى بيوت الذوات او عند وجود الجدات والحبوبات فقط..
4- السعن
السعن … قربة صغيرة ،والقربة سعن كبير الحجم يصنع السعن من جلد الماعز او التيوس والذبيحة التي يراد استثمار جلدها لسعن يعامل الجزار سلخ جدلها بتمهل حتى يخرج في ملموسته كبيضة مقشورة لا به خرم او بعض ثقب … ثم يغمس في طشت به ماء القرض فيعمل بحمضه على تحليل الدهون والروائش الموجودة في الجلد ومن ثم يخاط فيصبح في شكل اسطواني يستخدمه البدو في تبريد المياه وخش السمن والروب واللبن الصرفه … وهناك طير ابو السعن المعروف في بادية كردفان اذ ان (قدومه) يشابه شكل السعن وهو مؤشر جيد لحسن الخريف اذ يقال خريف ابو السعن،فتكثر الزراعة في الواطة وينشط حلب النوق والبقر بينما تقوم النسوة بحليب المعيز من الضان والغنم،وتكثر مسميات السعن بين هنا وهناك اذ انه يسمى في الجزيرة العربية بالعكة او(صميل) وهو(سعن) يوضع فيه السمن ويصنع من جلود الحيوانات وازينها العكة المصنوعة من جلد الضب .
السعن القربة الصغيرة اذا صار قديما قيل لها الشن(بفتح الشين ) يقول دكتور فتح العليم عبدالله والمؤرخ والاثار ان السعن وجد في السودان منذ اوان الممكلة المروية استخدمته القبائل في عبور الصحراء يضعون داخله السمن واللبن والروب والماء والعسل فيحميها من التغير والسعن له دوره في حسم حروب القدماء حيث ان الحرب في الصحراء تعتمد على توفر المياه . ويضيف هو الجزء الوحيد من الحيوان لو دبغ يقعد بطول عمر صاحبه مئات السنين.
السعن هي عبارة عن قربه تقطع من وينتبذ فيها ، وربما استقى بها كالدلو، وربما جعلت المراة في غزلها وقطنها الجمع،(سعنه،واسعان) ويستخدم في السودان لوضع المياه فيه ليحمل من الحفير الى المنزل كما هو الحال في مناطق كردفان وقراها المتعددة، وآخرين يجعلون فيه اللبن وهو استخدام خاص لاهل البدو، في دول الخليج العربي قبل اتمتة الحياة.
السعن مستخدم اكثر في مجتمعات البدواة في الوطن العربي ولدينا في السودان في شرق السودان وغربه ومناطق النيل الازرق، اما الاسماء فكل منطقة لديها مسمى آخر القربه،الصميل، السعن،السقاء،القلة،الشجوه،والمزيد،والظرف.
(الشجوة)او(الصميل) او(السعن) عبارة عن جلد غنم أو ماعز او الظبي كانت المرأة سابقاً تقوم بتنظيفه يسلخ جلد الشاة سلخاً يراعى فيه الدقه وينظف الجلد من بواقي اللحم ثم بعد ذلك تعمل الخلطة الخاصةثم يدبغ ,ويتكون الدباغ من { نبات القرط + أوراق الأثل+ بعض عروق السلم } وهو يختلف من مكان الى اخر وكل قبيلة ولها طريقتها في ذلك , تطبخ المكونات السابقة في قدر حتى تغلي ثم بعد ذلك تترك لتبرد ثم يوضع الجلد فيه لمدة تتراوح من يوم او يومين (يخلل) حتى (يتشارب) من الدباغ ثم يوخذ وينشّف وهي عبارة عن { ماء + ملح + تمر } ويعبأ الجلد بهذه الخلطة ويسكر ويربط ويدفن بالرمل لمدة قد تصل الى ثلاثة ايام او اكثر او اقل بعد ذلك يتم اخراج الجلد وقد بدء الصوف بالتساقط ويتم ازالة الصوف بمنتها السهوله بسبب الخلطة السابقه يفرغ الجلد من المحتوى وينشف،ودبغه حتى يبقى ليناً، حيث تضع بداخله الملح واللبن لفترة من الزمن ،ثم تقوم بتنظيفه من الصوف،وبعد ذلك تأتي بعروق شجرة الشوك وهي شجرة
معروفة وتغلي هذه العروق بالماء،ثم تضع الجلد في الماء حتى بكتسب من
الماء اللون الأحمر الغامق ـ لون عروق شجرة الشوك ـ الصميل او السعن وهذا للحليب أو الماء
أما استخدام (السعن) تقوم راعية البيت بعد تخثير الحليب ،وتبريدة نهاية النهار تقوم بوضعه
في الصباح الباكر داخل(السعن)ونفخها،وإحكام إغلاقها حتى يسهل تحريكها أثناء
عملية الخض،وينتج عن عملية تحريك(السعن)فرز المادة الغنية بالدهن والتي تسمى:
( الزبدة)،وتكون ناصعة البياض طيبة الطعمأما ( المزبد ) : فلا يحتاج إلى عملية صبغه بعرق شجرة ( الشوك ) ، وجاءت تسميته بالمزبد لأن المرأة كانت تضع فيه ( الزبدة ) فهو عبارة عن حافظة تحفظ الزبدة من الفساد ريثما تقوم المرأة بإماعة الزبدة وتحويلها إلى سمنة .)
هنا يأتي دور(الظرف أو العكه) وغالباً ما يصنع من جلد الحوار حتى يأخذ كمية كبيرة من السمنة أما عملية تحويل الزبدة إلى سمنة،تقوم راعية البيت عندما يمتلأ (المزبد) بالزبدة بوضع(القدر) على النار ثم تضع الزبدة داخل القدر، وتقوم بتحريكها لفترة من الزمن حتى تذوب ويطفو السمن إلى الأعلى،وترسب مادة تسمى(الخلاصة) يكون طعمها مالحاً ، بعد ذلك
تقوم راعية البيت بتبريد السمنة،ومن ثم وضعها داخل (الظرف) الذي يعتبر حافظة لحفظ
السمنة من الفساد السقاء لخض اللبن المخيض واستخراج الزبد (الدِهن القربة وهذه للماء تختلف ان فيها عملية الخرازه(خياطة الجلد)ومماسكهامن كرعان الذبيحه.
5- المخلاية :
المخلاية بالاصل تصنع من الشعر او الجلد وتوضع فيها جميع اغراض الرحل من العرب، وتعلق على الكتف،والمخلاية متباية في الحجم منها المتوسطة والصغيرة والكبيرة وكان تحل محل (السبت)(والاكياس)الاخرى بانواعها المختلفة،كما ان في حمل المخلاية ستر لما باداخلها من اغراض اخرى،وكانت المخلاية تستخدم لحمل الاغراض الثقيلة وكما توضع في جنبات الحمار على اليمين واليسار،مع اهلنا في الصعيد بيستخدموا المخلاية كثير جداَ سواء اكان يضعوها على جنبات الحمار،أو يحملونها على اكتافهم في رحلة السير الطويلة من قراهم الى القرى الاخرى في ايام الاسواق الاسبوعية،اما الآن تطورت الحياة وتفننت واصبحت شنط النساء الصغيرة تحمل فيها العديد من اشكال وانواع الاغراض من مكياج وجوال ومنديل وغيره واختلفت الماركات العالمية ماركة(ديور) وهي ماركة عالمية تشبة الى حد كبير المخلاية ولكن اخذت العديد من التقنيات والتحديثات ولكن اهل الريف لازالوا معتدين بالمخلاية لانها فيها الكثير من الاسرارلحاملها وخاصة لابناء الريف والفرقان في السودان،هل تذكرت المخلاية اخي القاريء الكريم؟؟
6 – الدوكة :
الدوكة في الزمن الجميل كانت تصنع من الصاج ذو السماكة الكبيرة اما من معينات صناعة الكسرة هي القرقريبة وايضا هناك قطعة من القماش(الخرقة) من اجل نظافة الدوكة(الصاج)
ويوضع فيه(الطايوق) من اجل تسهيل صناعة الكسرة ويوضع تحت الصاج من اجل الايقاد (النشارة)(وهي مخلفات الخشب مابعد النجارة) وآخرين يستعملوا عيدان الاشجار،مع العلم ان امهاتنا كن يعملن في هذه المهنة، وآخريات ربين وعلمن جيل من الاجيال السابقة عن طريق ( العواسة) وما ويلز وادنبرة الا شاهده على تلك العبقرية حيث اغلبهم امهاتهن كن بائعات للكسرة لان النابغين في ذلك الزمن الجميل كن يخرجن من صلب الشقاوة وكدر الحياة وليس من الدعة والراحة كما هوة الحال اليوم.
اما الدوكة الان استحدثت وتغيرت معالمها واصبحت قطعة صغيرة من المعدن الاخر او الالمونيوم وتصنع عبر المصانع الصينية بدلاَ ان توضع على الحجر في شكل مثلث او رباعي توضع على البوتجاز، ومن يقومن بهذه المهمة هن اليافعات من خريجات الجامعات أن ادركن او عرفن هذه المهمة لان حسب علمي ان اغلب البنات المقبلات على الزواج يحتجن الى مدرسة من اجل تعليم لغة الحياة الجديدة من طبخ وبرتكولات ومعاملات اخرى بما فيها معاملة اهل الزوج وغيره.
7 – القرقريبة :
تعتبر «القرقريبة» وهي قطعة من سعف الدوم تستخدمها النساء فى «العواسة»، فان تسميتها بـ «القرقريبة» نابعة من انها تصدر صوتاً فى كل مسحة هو صوت القرقرة، ولذلك سميت قرقريبة. ومازالت «القرقريبة» في الارياف اداة مهمة هناك ولكنها في المدينة بدأت في التلاشي، حيث استبدلتها الكثيرات ممن يحرصن على «عواسة الكسرة» بكروت الشحن، مع انهن يعلمن انها ضارة للصحة لما فيها من مواد سامة ،ان القرقريبة موجوده في الاسواق التي تعرض المنتجات الريفية بالمدينة ولكن كسل النساء جعلن يقمن باستخدام كروت الشحن في «عواسة الكسرة»،
وتحدث الاستاذ المرحوم محجوب شريف عن القرقريبة عبر الشعر والتي يوصفها بجمال الكلمات :
القرقريبة قريبة فى ايدك فراشة تدور
والهبابة والعرق البنقط ذى قمرية فوق السور
تغازل فى الضحى النقاع
لاكراس ولاسبورة
لاتقرير سمح رقاكى لادبورة
تحيى تعيشى لامقهورة
ولامنهورة
ولاخاطر جناك مكسور
بل مستورة
8 – الطبق أو(القدح) :
في السابق كان في بيتنا طبق او عدة اطباق نقوم بتغطية الطعام بها ،او صينية الغداء وخاصة عندما كنا نذهب بطعامنا او(اكلنا) الى الجيران لمشاركتهم او عندما يكون لدى الاهل فرح او ترح نقوم بتقديم ما لدينا من طعام(الجود بالموجود)اليهم، ان الطبق موجود حالياً في كردفان ودارفور ويحمل لدي اهل دارفور من اجل الترحيب بالضيوف في المناسبات المختلفة او مقابلة الوزاء القادمين من المركز الى الولايات.
الطبق عموماَ يصنع من السعف بعد تلوينه بعده الوان مختلفة ، وللطبق مقاسات مختلفة من الصغير الى الكبير ، لازال الطبق حاضراَ الى اليوم في القرى والفرقان السودانية بالاضافة الى المدن وتشاهد ذلك عند حمل الاطفال والكبار للموائد في المناسبات المختلفة التي تحدث في الحلة او القرية او المدينة التي توجد فيها خير وعافية الى الان ، فاستخدام الطبق لازال موجود حتى الان في السودان ، كما يعتبر من التراثيات السودانية ، والله الموفق ..
د . احمد محمد عثمان ادريس