ازدهرت تجارة الخردة في السنوات الأخيرة وباتت قطاعاً جديداً للعمل.. مستقبل واعد
رغم أن صوته تردد كثيراً في فضاء الحي مخترقاً مسامات المنازل التي شيدت حديثاً بطوب البلك (حديد، خردة، حدييييد)، إلا أن الناس لم يلتفتوا إليه بادئ الأمر، لكنهم عندما اكتشفوا أن أيادي خفية صارت تلتقط الجرادل التي تستخدم كـ (بلاعات)، وأن المنهولات – على قلتها – أصبحت بدون أغطية شرعوا في تقصي الحقيقة التي قادهم أكثر من درب للوصول إليها.
اكتشفوا أن الرجل الذي لم يستجيبوا لصوته رغم أنه كان يصك آذانهم، جند أطفال المنطقة ليجمعوا له الحديد والخردة مقابل القليل من الجنيهات، يمنحهم إياها نقداً فور تسلمه البضاعة من أيديهم البضة.
ولهذا حل صوت الأطفال وسط الحي مكان صوت الرجل الذي أقام في ركن قصي بأحد المواقع الطرفية، وترك الأطفال يقومون مقامه في جلب الخردة.
بدأت متعثرة بعض الشيء
في السياق، قال الزاكي محمد إبراهيم – تاجر خردة – لـ (اليوم التالي): التجارة في الحديد أو ما يطلقون عليه الخردة، ظهرت قبل نحو خمس سنوات أو أكثر قليلاً. وأضاف: في السابق كانت الدلالة هي المكان الوحيد لبيع الحديد القديم أو ما يطلقون عليه الخردة مثل الكراسي القديمة وشنط الحديد وغيرها، ولهذا كانت تجارة الخردة متعثرة بعض الشيء، ولم تكن لديها أسواق رائجة كما يحدث اليوم. واستطرد: الأمر استمر على هذه الوتيرة حتى بداية عام 2006م الذي شهدت نهايته حدثاً صعد بسمعة الخردة إلى عنان السماء، حيث شرع أحد مصانع الحديد الكبيرة في شراء الخردة من الأسواق، مما جعل قطاعاً واسعاً من المواطنين يتجهون لجمعها بالسبل كافة. وتابع: لهذا اتجه المواطنون كباراً وصغاراً لجمعها، مما دفع الأطفال إلى أن يجوبوا الطرقات على مدى ساعات النهار لالتقاط بقايا الحديد المتناثرة في أزقة البيوت، وعلى الطرقات، وبين أكوام القمامة.
منافسة بين المصانع
من جهته، قال حسن الطاهر – تاجر خردة – لـ (اليوم التالي): في ظل المنافسة القوية بين مصانع الحديد ظل سعر الكيلو الخردة في ارتفاع مطرد، لأن بعض المصانع تجري الكثير من المساومات إذا كانت كمية الخردة كبيرة.
أم درمان – صديق الدخري
صحيفة اليوم التالي