المقالات

أغاني وأغاني.. من الجاني؟!

التغيير سنة الحياة ودوام الحال من المحال.. كله معلوم لدينا.. ونؤمن كغيرنا بضرورة التجديد في كل شيء كلما تطلب الأمر ذلك.. لكن نأخذ على الإخوة في قناة النيل الأزرق الطريقة التي تعاملت بها مع الفرقة الموسيقية لبرنامج أغاني وأغاني، بعد قرار الاستغناء عنها في هذا الموسم.. فالطبيعي كان أن تكرم القناة هذه الفرقة مع خطابات شكر وتقدير لكل افرادها، لما قدموه من إبداع طوال السنوات الماضية.. ومساهمتهم الكبيرة والواضحة في مسيرة البرنامج ونجاحه.. لكن يبدو أن إدارة البرامج بالقناة مازالت تحتاج الى الكثير في كيفية التعامل مع المبدعين.. لأن الإتصال الهاتفي بأعضاء الفرقة لابلاغهم بخبر الاستغتاء يعني أن الإدارة لم تتعلم بعد كيفية التعامل مع المبدعين، وأنه مازال أمامها الكثير حتى تتعلم ذلك.. لأن التعامل مع الفنان ليس مثل التعامل مع الآخرين بالاخطارات، وما ماثلها من طرق عقيمة دون مراعاة لتاريخ أو عطاء ناهيكم عن إبداع.
الأغرب من ذلك هو حديث مدير القناة، الذي برر لنا هذا الاستغناء بحجة التجديد في البرنامج في الوقت الذي أعادوا فيه المغنية أفراح عصام بعد سنوات من أول مشاركة لها في البرنامج.. وهو تبرير فطير مردود عليه، لأنه لا يخرج حتى من ممثل كوميدي في مسرحية أطفال .
ومع هذه المهازل يحق لنا القول إن أغاني وأغاني دخل الى غرفة إنعاش بلا أطباء وبلا أجهزة، ويبدو أنه يعيش آخر مواسمه بعد أن عرفت المجاملات الطريق إليه وبعد أن فقد البوصلة.
نقول ذلك وبالطبع كلنا أسف بعد أن علمنا من هو صاحب القرار فيه.. وإن عبارات الشورى وتلاقح الأفكار التي حدثونا عنها ما هي إلا كذبة أبريل.
من الجانب الآخر لابد من كلمات عتاب في حق بعض أعضاء الفرقة، الذين اتهموا القناة زوراً بأنها لم تقيم إبداعهم، وأنها كانت تعطيهم الفتافيت.. فهذا أسلوب مرفوض وردة فعل غير مقبولة، لأنهم كفرقة ارتضوا هذه.. الفتافيت.. برغم أن حديث مدير القناة كذب هذه الادعاءات وكشف بالأرقام ما كان يتقاضاه أعضاء الفرقة من أموال.
وما حدث ما كنا نريد له أن يحدث بين مؤسسة يفترض أنها تقدس الإبداع وبين مبدعين يفترض احترامهم لتلك المؤسسة.
خلاصة الشوف:
أغاني وأغاني .. من الجانب.

معاوية محمد علي
صحيفة الجريدة