مقالات متنوعة

العقوبات (سيان الأمر)..!


* الأمين العام للحركة الشعبية شمال ياسر عرمان يدعو إلى عدم رفع العقوبات الأمريكية على النظام في السودان، بينما الناطق الرسمي لحزب البعث محمد ضياء الدين يرى عكس ذلك؛ كما ورد في أخبار الجريدة.. وكلاهما محق في ما ذهب إليه من خلال بعض المبررات.. فالأول يعتبر أن الشعب السوداني لا يستفيد من رفع العقوبات؛ داعياً إلى تنظيم حملة شعبية واسعة للمطالبة بتمديدها.. والثاني قال إن المتضرر من العقوبات هو الشعب وليس النظام الحاكم ومحسوبيه.. الخ.

* ما يجعلنا نرجح الإتفاق مع ضياء الدين قوله: (الموقف من النظام الذي ندعو لإسقاطه بإرادة وطنية شعبية؛ يتطلب العمل وسط الجماهير باعتبارها الوسيلة والغاية). هذا ما ظللنا ننادي به؛ ويؤيده الغالبية ممن يرون أنه لا حل لأزمات السودان دون كنس الفئة الباغية الحاكمة بثورة شعبية.. وأفضل مُمَهِد للثورة هو العصيان المدني الشامل.

* عرمان يتحدث بموضوعية أكثر في مطلبه؛ ولا شك سيجد استهجاناً من السلطة وأزلامها الذين يعيشون في كل الأحوال مرفهين غانمين بثرواتنا المنهوبة.. فالسودان مع البشير وعصابته لن يستقر سواء رفعت عنه العقوبات أو لم ترفع.. العقوبات ليست حلاً ورفعها في
وجود هذه العصابة لن يغير الحال.. فأزمة البلاد ستظل مرتبطة بوجود الفصيل الإجرامي على سدة الحكم.. هذا من المسلّمات.

تذكرة:
* الآراء حول العقوبات الأمريكية على السودان لا تعدم المبررات.. وقد كتبنا عنها مراراً؛ ومن الكتابات هذا المقال الذي اختصره في الآتي:

بعض السذج من مؤيدي نظام البشير وهم قِلة هللوا وكبروا بالرفع غير المكتمل للعقوبات الامريكية على الحكومة السودانية.. وبعض قادة النظام كالرئيس البشير مثلاً ربما سيزعجهم رفع العقوبات أكثر من استمرارها؛ لكون انتهائها يقطع الحجج التي يتعلقون بها دائماً كلما أطبقت الأزمات المختلفة على أعناقهم؛ فيجدون في الحظر الأمريكي سبباً للتبريرات البليدة تجاه الضوائق الاقتصادية أو خلافها.. والواقع يخبرنا أن هذه العقوبات لو لم تكن موجودة أصلاً فإن عقوبات حكومة البشير على الشعب السوداني كفيلة بإحداث ما هو أبشع، ففسادها وفساد الموالين لها لا يُقارن تأثيره بأية حال من الأحوال مع تأثير العقوبات الخارجية؛ إذا تظل الأخيرة لا شيء (بالمقارنة)..! تخلف السودان ووصوله للدرك السحيق في تدني الحياة العامة لا يُسأل عنه الأمريكان؛ إنما يُسأل عنه كل خائن معتوه كانت له يد مع السلطة بطشت بالشعب أو سرقته أو أسهمت في عوزه..! رفع العقوبات لا يستحق فرحاً أو تفاؤلاً؛ لكنه يجب أن يكون مدعاة لحزن طويل الأمد؛ إذا استصحبنا أنها عقوبات فرضها النظام الحاكم (بالقوة!) على الشعب والتفاصيل معروفة؛ يمكن تلخيصها في كلمتين (عوارة وجهل)..!

مخطئ لحد الإسراف؛ من ظن معركة الشعب السوداني مع طغاة الخرطوم ستخف أو ستؤجل برفع عقوبات لا دخل للمواطن السوداني بها.. فالحصار الأمريكي رغم تأثيره المسبب على الناس يعني (الشرذمة الإرهابية) وحدها؛ ولا يمثل قضية ذات شأن في وجود
السجل الأسود (الداخلي) لهذه الشرذمة التي يظل التمسك بمحاكمتها فرض؛ هنا أو هناك..! إن أي انفراج في العلاقات بين نظام البشير وأسياده الكبار الذين أجبروه على الركوع ناحية البيت الأبيض؛ لن يغير توجهاتنا بطلب الثورة والقصاص من مجرمي الحرب؛ الفاسدين؛ ومنتهكي حقوق الإنسان.. ما جرى في السودان لقرابة ثلاثة عقود لن يُمسح أو يُنسى حتى لو انفتح العالم كله (بالأحضان) لعصابة الخرطوم..! فلا يفرح صبية النظام والسذج الكبار؛ لأن العقوبات الامريكية لن تكون قضية شعب ولو استمرت لقرن.. القضية داخلية تتعلق بقتلة ولصوص (كأبرز توصيف).. وليت كافة المعارضين يعملون بإخلاص لترسيخ هذا الإتجاه؛ فلدينا ذاكرة قابلة (للتعب)..!
أعوذ باﻟﻠﻪ

أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة