تحقيقات وتقارير

دولة الجنوب .. معارك ومواجهات معارك عنيفة بموبورو والمعارضة تسيطر على كيما وبازية


اغتيال مستشار ولاية ليج في كمين عسكري على طريق اللير وبانتيو
قيادي بمجلس الدينكا يطالب سلفاكير بالصلح مع مشار ولام أكول

وصول الدفعة الأولى من قوات الحماية الإقليمية إلى جوبا
تعبان دينق يعين دكستون جاتلوك ناطقاً رسمياً باسم مجموعته

كشف حزب محاربي الحرية بجنوب أفريقيا بقيادة يوليوس ماليما أن زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار تحت الإقامة الجبرية بجنوب أفريقيا فى بريتوريا بناءً على اتفاق بين نائب الرئيس الجنوب أفريقي سيريل راموسوفا ورئيسين من دول الإيقاد تمت رشوتهما ووفقاً لصحيفة ذا انسيادر الأوغندية فإن نائب رئيس شعبة اقتصاد محاربي الحرية فلويد فلايود قال لموقع ابر نايل الجنوبي من مقر مكتبه في جوهانسبيرج إن هناك مصالح اقتصادية مرتبطة ببقاء مشار قيد الإقامة الجبرية في بريتوريا .

وقال أخبرونا عندما نزل مشار هنا في جوهانسبيرج أنه أمر طبيعي من أجل الحفاظ على السلام بجنوب السودان وقالوا أيضاً إن هناك بلداً أفريقياً آخراً يواجه وضعاً صعباً للغاية ولكننا اكتشفنا بعد التحريات أن الرجل الذي لدينا دكتور رياك مشار متحفظ عليه هنا بموجب اتفاق مالي بين حكومة جنوب أفريقيا وحكومة جنوب السودان قدره 449 ألف دولار شهرياً تدفع نقداً لعدد من الأشخاص من بينهم راموفوسا .

معارك موبورو
اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات المعارضة المسلحة بقيادة مشار والجيش الشعبي في مناطق موبورو وكيما وبارزية في وقت أعلنت فيه المعارضة مقتل 25 من قوات الجيش الشعبي وجرح 8 آخرين خلال المعارك التي دارت أمس وقالت المعارضة إنها أحكمت سيطرتها على تلك المواقع بعد أن أجبرت قوات الجيش الشعبي على نقل جرحاهم جواً إلى جوبا ووفقاً لموقع أفريكان نيوز فإن الهجمات جاءت رداً على رفض المعارضة محادثات السلام الدائرة في أوغندا الآن وقال نائب الناطق الرسمي باسم المعارضة لام بول غابريل إن الوفد الذي يقود المفاوضات الآن ليس جزءاً من المعارضة بل هم مجموعة اللاجئين الجنوبيين الذين يسعون إلى كسب دعم كمبالا وأضاف في حال أراد القس الياس السلام عليه مقابلة زعيمنا الدكتور رياك مشار.

كمين واغتيال
قتل المستشار الولائي بولاية جنوب لويج مايكل ويش إثر كمين عسكري استهدفه ومركبتين تجاريتين في الطريق الرابط بين اللير وبانتيو وقال الناطق الإعلامي باسم الولاية بيتر ماكوث إن مايكل قتل بصحبة امرأتين في هجوم من قبل مسلحين مجهولين في الطريق بين اللير وبانتيو فيما اختطف ثلاث مواطنين آخرين وفر البقية إلى الأدغال

مراجعات سياسية
طالب مجلس أعيان الدينكا الرئيس سلفاكير ميارديت بإجراء حوار داخلي وسط القادة في حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان أسوة بالراحل الدكتور جون قرنق من أجل إيقاف الحرب بالبلاد وقال أحد أبرز أعضاء المجلس الدو أجو في مقال نشره على مواقع التواصل الاجتماعي قال من أجل إنهاء الحرب على قادة الدولة الجلوس والتفاوض بصدق وإخلاص من أجل معالجة جذور الخلاف في البلاد وأضاف الحل الوحيد المتاح لنا هو أن نصنع السلام بأنفسنا والإرث الذي تركه لنا الراحل جون قرنق يمكننا من فعل ذلك، وأضاف: الدكتور جون قرنق وبدون وسطاء تمكن من إرجاع الدكتور رياك مشار والدكتور لام أكول في 2002 وفي 2004 عندما اندلع الصراع بينه والعقيد سلفاكير ميارديت تم جمعهم في رومبيك وأصلح ما بينهم وهو ما أدى إلى تماسك الحركة وحماية اتفاقية نيافشا التي جلبت لنا الحرية والاستقلال.

التزام أممي
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن انزعاجه بشأن تصاعد العنف ومعاناة المدنيين الناجمة عنه في جنوب السودان، بسبب العمليات الهجومية الحكومية مؤخراً.وحث بيان صادر عن المتحدث باسم أمين العام الحكومة الأطراف المتقاتلة الأخرى على وقف الأعمال العدائية، والوفاء بمسؤوليتها لحماية المدنيين والتعاون مع الأمم المتحدة والأطراف الإنسانية الأخرى لضمان الوصول الآمن لجميع المدنيين المعرضين للخطر في الضفة الغربية من نهر النيل.
وذكر البيان أن تصاعد القتال مجدداً يمثل تجاهلاً صارخاً وسافراً للتعهد المعلن أثناء قمة الإيقاد في الخامس والعشرين من مارس آذار بشأن تطبيق وقف إطلاق النار وتيسير الوصول الإنساني.
وشدد الأمين العام على عدم وجود حل عسكري للأزمة في جنوب السودان، وأبدى الأمل في أن ينضم الشركاء الإقليميون والدوليون إلى الأمم المتحدة في دعوتها لتشجيع الأطراف على العودة بشكل عاجل إلى طاولة التفاوض.
وأكد البيان ـ حسبما أفاد موقع مركز أنباء الأمم المتحدة ـ استمرار التزام الأمم المتحدة بالعمل مع الاتحاد الأفريقي والإيقاد لتأمين التوصل إلى حل سلمي للصراع.

وصول القوات الإقليمية
قالت بعثة الأمم المتحدة بدولة جنوب السودان: إن طلائع قوات الحماية الإقليمية بدأت في الوصول إلى البلاد بعد أن اكتملت الترتيبات المتعلقة بأماكن إقامتها وعملها كافة.وأضافت في بيان لها قائلة: “وصلت الدفعة الأولى من قوات الحماية البلاد – لم تحدد عددًا- تحت قيادة الجنرال الرواندي، جيان موبينزي، بعد أن قامت الجهات الفنية في 20 إبريل الجاري بجلب المعدات الضرورية لعمل القوات، وستصل بقية القوات من رواندا في شهر يوليو المقبل

وأشارت البعثة الأممية أنها ستستعين بقوات من نيبال وباكستان لتوفير الخبرات والكفاءات الفنية التي تفتقر إليها القوات الإقليمية .

وأضاف البيان أن قوات الحماية الإقليمية التي يبلغ قوامها 4000 جندي، ستكون موجودة بالعاصمة جوبا؛ لتعزيز قدرات البعثة الأممية في حماية المدنيين، والمنشآت الإستراتيجية، إلى جانب تأمين الطرق الرئيسة التي تربط العاصمة بالمناطق المحيطة بها.

وفي أغسطس 2016 سمح مجلس الأمن الدولي بنشر قوة حماية إقليمية قوامها 4000 جندي في جنوب السودان، لتكون جزءاً من بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الموجودة بالفعل على الأرض.

يفقدون الأحبة والديار
اللاجئون في كينيا …أحلام الشباب تقتاتها آلة الحرب وشبح الجفاف

تجلس مانويلا على الأرض المليئة بالغبار في منطقة خالية على الحدود بين جنوب السودان وكينيا، حيث تنتظر الطفلة ذات السبعة عشر عاماً وصول قافلة تابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين القادمة إلى نادا بال لمدة أربعة أيام، في الوقت الذي لا تعلم فيه مانويلا ما الذي ينتظرها في كينيا.

وتقول مانويلا لموقع أفريكان أرقيومنتس “المدرسة هي أهم شيء بالنسبة لي، جميع رؤساء العالم تقريباً هم رجال مثل سلفا كير، ولا توجد سیدات وصلن إلى مناصب رفيعة في جنوب السودان، لذلك أريد أن أكمل دراستي”. وبعد صمت قصير تتابع “الرجال أكثر قوة عندما يتعلق الأمر بالحرب، ولكن النساء أقوى عندما يتعلق الأمر بالسلام.

الفرار من الديار
ووفقاً للموقع فإن مانويلا تنحدر من منطقة توريت في شرق جنوب السودان، توفي والدها الذي كان يعمل شرطياً خلال القتال العنيف في العاصمة جوبا يوليو الماضي، فحرب السيطرة على جنوب السودان بين الرئيس كير ومنافسه نائب الرئيس السابق ريك مشار وصلت إلى منطقة توريت منذ فترة طويلة، وانهار القانون والنظام نتيجة لهذا الصراع على السلطة بين الرجلين. تقول مانويلا: “عندما يبدأ القتال ويقوم المتمردون بإطلاق النار على الناس، يهرب الجميع، والمعلمون لا يعودوا إلى المدارس أبداً على الرغم من أن المحافظ يطلب منهم العودة في محطات الراديو.

وتتذكر مانويلا كيف كان عليها الاختباء عندما كانت تشعر بالخوف أثناء إطلاق النار، وتروي معاناتها مع الجوع بعد ارتفاع أسعار الطعام والشعور بالجوع وكيف كان ذلك “يؤثر عليها خاصةً عندما لا يكون هناك ما يكفي من الماء للشرب”.

هجران الأحبة
في بداية رحلة هروبهن استغلت الفتيات الحافلة إلى بلدة نادا بال الحدودية، ومن هناك كان عليهن المشي عدة كيلو مترات على سهل مقفر، وفي طريق ترابي حتى وصلن إلى الحدود. تتجنب مانويلا عدة مرات الإجابة عن مكان وجود والدتها وتكتفي بالقول “أمي هي ممرضة في توريت”، وهي تهمس بينما عيناها تنظران إلى الخلف

وتتابع: “إذا جاءت والدتي، فإننا سنعيش معاً. إذا لم تفعل ذلك، فإننا سنعيش بمفردنا”. وهنا ظهر فجأة شاب يدعى بوسكو جمعة مدعياً أنه شقيق والدة الفتيات، حيث روى أن والدة مانويلا قد تعرفت على شريك جديد، ولم تعد تريد الاعتناء بأربعة فتيات. ويقول بوسكو إنه يريد مرافقة الفتيات إلى مخيم اللاجئين في كينيا، لكنه غير قادر على إبقائهن معه، فلديه ثلاثة أطفال لرعايتهم، كما أن زوجته وصلت إلى كينيا مع أصغر طفل قبل شهرين.

أحلام في مهب الريح
كانت مانويلا من بين 500 لاجئ ينتظرون العبور إلى المخيم المؤقت على الحدود، إذ سيتم نقلهم بواسطة أربع شاحنات تابعة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لينتقلوا بعدها إلى معسكر كاكوما، وهو ثاني أكبر مخيم للاجئين في كينيا.

وتقول مانويلا التي تريد أن تكون وزيرةً للتعليم يوماً ما: كاكوما هو مكان مخصص للاجئين فقط، وسأكون قادرةً على العودة إلى المدرسة هناك”. تتحدث مانويلا مراراً عن المدرسة حتى عندما لا تُسأل عن ذلك، حيث تفضل علم الاجتماع من مواد المدرسة، وتقول إنها لا تخاف عندما تنغرس الإبرة في جلدها من أجل تطعيمها ضد مرض الحمى الصفراء، حيث يتم تطعيم كل من يريد الانتقال إلى مخيم اللاجئين.

انتظار المجهول
أنا سعيدة على الرغم من أن كل شيء في كاكوما سيكون غير مألوف بالنسبة لي، وليس لدي أيّ فكرة عما سيحدث هناك”، تصرخ مانويلا من أسفل الشاحنة، ثم تقف في دور الصعود. وتعتبر كاكوما مستوطنة صغيرة تقع في منطقة توركانا الجافة في شمال غرب كينيا. وكانت مركزاً لتوقف رعاة الماشية وحيواناتهم، لكنها اليوم موطن لحوالي 180 ألف لاجئ، معظمهم من جنوب السودان

استغرقت الرحلة أربع ساعات، لتصل مانويلا وشقيقاتها إلى كاكوما في منتصف الليل. كان مركز الاستقبال يعج باللاجئين، مما استدعى مانويلا وشقيقاتها النوم خارجاً على الأرض، وهذا كان مخيباً للآمال. تقول مانويلا: “الجميع يجلس فقط هنا مثل ما فعلنا على الحدود، أنا خائفة، لا أعرف ماذا سيحدث بعد ذلك، أنا أفتقد المدرسة “. لقد تعبت مانويلا من الانتظار.. انتظار إجراءات التسجيل وانتظار الوجبة التالية وانتظار.. لا أحد يعرف ماذا.

مانويلا بالكاد لديها القدرة على التعامل مع محيطها الجديد، ولكن سكان توركانا الذين يعيشون خارج المخيم يواجهون كارثة أيضاً. حيث سيطر الجفاف على المنطقة في شرق أفريقيا، ولم يعد من الممكن العثور على المراعي والينابيع، الناس هنا بدؤوا يفقدون مواشيهم وهي أهم ما يملكون، فإذا فقد الرعاة جميع حيواناتهم هذا يعني أن مصدر تأمين قوتهم أصبح بخطر.

مشاعر من حجر
مخيم كاكوما أصبح مكتظاً جداً، لذا بدأ العمل على بناء مستوطنةٍ جديدة للاجئين والسكان المحليين على حد سواء في منطقة كالوبيي القريبة، بين أراضي الغابات الجافة. ومن المفترض أن تعيش مانويلا وأخواتها هناك أيضاً. ويهدف المشروع إلى تحقيق الاندماج والتنمية، وفي الوقت الحاضر، فإن مستوطنة كالوبيي مأهولة أساساً باللاجئين. ويوجد فيها حالياً نحو 30 ألف لاجئ، وتزداد أعدادهم، حيث يعبر 2000 شخص الحدود كل شهر. غير أن المفوضية تفتقر إلى التمويل لدفع المشروع التجريبي

تقول مانويلا بشكل متفائل: “إذا حصلنا على بيت حجري جيد هناك، فلن نضطر إلى التفكير في والدينا طوال الوقت، كما يمكننا أن نعيش في سلام، ويمكن أن ندعو الأطفال الآخرين لزيارتنا ونقرأ لهم من كتبنا”. هناك بالفعل مدرسة في مستوطنة كالوبيي، ولكن معظم المنازل مصنوعة من الأغطية البلاستيكية، وليس الحجر.

ترجمة : إنصاف العوض
صحيفة الصيحة