تبدلت مظاهر وطقوس وعادات الأعراس وغابت مشاهد ومعان أصيلة كانت تمارس في أيام الزواج.. اندثار بأمر الحداثة
التراث السوداني مليء بالعادت والطقوس خاصة تلك التي تتعلق بالزواج ومراسم، باعتبارها أحد أهم المناسبات الاجتماعية التي تمارس فيها هذه الطقوس الجملية، حيث كانوا يربطون سبع بلحات في خيط حرير رقيق ومعها كوب حليب، وتبدأ الطقوس، بالحريرة ورميها إلى الأخوات بمعنى عقبالكم، وبعدها الحليب يبخ كل واحد منهما الآخر، وإن كانت في زمنها جميلة، ولها طابعها الخاص، إلا أنها اندثرت بأمر الحداثة والتطور.
طقوس الزواج
وصفت الحاجة إنصاف علي التي عايشت تلك الأيام، عادات الزواج القديمة بأنها جميلة، ولها نكهة خاصة تجعل من المناسبة نفسها طعم مختلف عن مناسبات الزمن الحاضر، وتشير إلى أن طقوس ومراسم الزواج بشكلها التقليدى القديم هي تعبير عن الفرحة بالزواج من قبل أهل العروسين، وممارسة تلك الطقوس تشكل فأل خير لبداية حياة جديدة. وقالت إنصاف إن من بين تلك العادات التي تبدو في طريقها إلى الاندثار (الجرتق) الذي يعد من أهم ضروريات الزواج، ويتم التحضير له قبل الزفاف، ويعمل الفأل قبل أسابيع وتحضر الصينية بأكملها والصندل المسحون والمحلب المسحوب والبخور وزيت الصندل أو خمرة زيت والحلاوة والرحط، بالإضافة للفستان أوالثوب الأحمر، وأهم شيء في الصينية السبحة والخرزة، وهي عادة مهمة إضافة إلى البخور الذي يقال إنه يطرد العين واللبن وختم العرس بكل طقوسه السودانية وجديع الحلاوة.
رحط العروس
أما الحاجة عواطف الأمين، فحدثتنا عن (الرحط) وقالت ابتدءً إنه لم يكن فعلاً معيباً في ذلك الزمان كما يشيع البعض الآن أو يحاول أبناء الجيل الراهن السخرية من تلك العادة التي ترافق رقيص العروس، وتعد من صميم طقوس الزواج السوداني الأصيل، وتحسرت عواطف على اندثارها حالياً في أغلب المدن والحواضر مع تواجد محدود في الأرياف، ولكن قد لا يعلم الجيل الجديد ما هو الرحط أصلا؟ أجابت الحاجة عواطف بأن الرحط ببساطة قطعة مصنوعة من جلد الأغنام تلفها العروس حول خصرها أثناء الرقص لتبدو في كامل حسنها وجمالها في ليلة العرس. وأثناء هذا الطقس يقف العريس والعروس محاطين بالأهل والأصدقاء وتغمرهم فرحة الزواج الميمون وسط الزغاريد، وأغاني العديل والزين، ويقوم العريس بقطع الرحط للعروس ويرمي به العريس على الفتيات اللائي يتسابقن على خطف الخيط، وقبل قطع الرحط يجب على العريس أن يدفع مبلغاً من المال وفق مقدرته المالية. عواطف قالت إن بعض الأسر التي تتمسك بقطع الرحط استبدلت سيور جلد الأغنام بالحرير الأحمر الصافي، وهناك من تخلى عن هذه العادة، واستعاض عنها برمي (بوكيه ورد) بدلا عن الحرير الأحمر المعطر بالصندلية.
عادة فرعونية
وبحسب الفنان الجمري حامد الباحث في التراث في إفادته لـ (اليوم التالي) حول تلك العادات وتراث الزواج فإن الرحط يعد عادة شبة فرعونية قديمة، وهو الليلة الختامية للزواج بعد الحنة، وتنتهي بقطع الرحط والرقيص وترتدي العروس الجورسي القرمصيص والعريس أيضا زمان الرقيص كان في الشارع العام
واليوم أصبح بحضور أهل العروس والعريس، وأضاف الجمري أن الرحط عبارة عن سعفة مربوط بها حلوة وبلح في شكل عقد ويربط في وسط العروس، ويقوم العريس بقطعه.
الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي