بين اليقظة والأحلام
أخيراً تم إعلان أسماء المشاركين في الحكومة.. بعد كل هذا (الترقب وانتظار المستحيل).. أتى الأمر عادياً.. أغلب الوزراء احتفظوا بمقاعدهم.. عدد الحقائب الوزارية ظلت كما هي ولم يتم اختصار أو اندماج أي وزارات بل تم زيادة عدد وزراء الدولة.. بعد انتهاء المؤتمر الصحفي.. وتبين لي بأنه لا فكاك من هذه الأعداد الضخمة للدستوريين.. والتنفيذيين والمتنفذيين.. قلت لنفسي.. لا تحسبوه شراً لكم.. ربما كان هذا الأمر فيه خير.. لذلك بصرت وفكرت كثيراً.. وقلت أدلي بدلوي.. تحت شعار (إن لم يكن ما تريد.. فأرد ما يكون).
عدد الوزراء 31 وزير اتحادي.. سيكون في هذه الوزارة الى العام 2020.. الله يبعد العوارض ويدي العمر والعافية.. بما أن عدد المواطنين السودانيين أقل من 30 مليون.. يعني لو قسمنا عدد الوزراء على عدد المواطنين سيكون كل وزير قصاده أقل من مليون شخص كدا.. يعني في خلال العام لو التقى حوالى 5 أشخاص يومياً.. ممكن يحل ليهم مشاكلهم.. يلا خلينا نعمل حاجة إسمها لقاء الجمهور.. ساعتين في اليوم.. يلتقى فيهم السيد الوزير 5 اشخاص من عامة الشعب.. لو كل يوم حصل هذا الأمر.. تفتكروا ما الذي سيحدث؟؟
سعدية النكدية قالت لي (طبعاً حتفكري بكل رومانسية.. أن السيد الوزير سيظل مرتبطاً بقاعدته وكل يوم يحل مشكلة واحد من الغلابة).. قلت لها.. (أكيد.. وأنا أصلاً فكرت الفكرة الجهنمية دي ساي؟).. ضحكت وقالت (إنت شكلك نسيتي قصة مدراء المكاتب الذين يتحكمون في الداخل والمارق.. وممكن ببساطة يسحبوا أسماء ويضيفوا أسماء وكمان يمنعوا أسماء).. (لا ديل عاملة حسابهم.. لازم ندخلهم دورة تدريبية في فن الإدارة.. ونصل معاهم الى اتفاق في شأن ساعتين الجمهور).. (طيب يا عبقرينو.. نسيتي تحسبي الزمن الضائع).. (زمن ضائع شنو؟؟ هو كورة؟؟)..(زمن السفر.. الزيارات الاستطلاعية.. والمشاركات الخارجية.. والمؤتمرات.. والدورات العلمية.. لو حسبتي ديل.. حتلقي أي وزير ما بقعد خلال العام أكثر من شهرين في وزارته).. غايتو النكدية دي.. تفشل أي خطة.. أها موضوع السفر دا نحلو كيف؟؟ لماذا يسافر الوزراء عندنا كثيراً.. الى بلاد فيها سفارات وقنصليات وممثليين تجاريين وثقافيين وإيه مش عارف إيه؟؟ ما هي الفكرة؟؟ يمكن برضو فوق راي.
في تلك اللحظة. لمعت لمبة عبقرينو بفكرة.. وهي (الفريق الاحتياطي للوزراء).. وهم أسماء مرشحة للوزارة ولكن لم يتم تعيينها.. تكون على أهبة الاستعداد للاستوزار بعد إزاحة المعين.. عندما يمعن السيد الوزير في السفر وعدم التواجد أثناء الساعات الجماهيرية.. أها كدا كيف؟؟ هزت النكدية رأسها يائسة.. وأدارت ظهرها لنا وهي تضحك وسمعتها تقول (بتحلموا إنتوا).. الغريبة أن مسجل عم آدم كان يغني رائعة عقد الجلاد (لا تحلموا بعالم سعيد).
صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة