آسيا … الوزيرة المعلمة
من المؤكد أن طالبات مدارس دينار الثانوية الحكومية بالفاشر، وعجيب البدري الثانوية بأم درمان، وأبوعنجة الثانوية، وأبوعنجة النموذجية، قد أصابهن الفرح عندما أعلن الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس الوزراء اسم معلمتهن آسيا محمد عبدالله إدريس، كوزيرة للتربية والتعليم ضمن حكومة الوفاق الوطني الجديدة، وربما ذات الشعور أصاب المعلمين والمعلمات من زملائها في تلك المدارس، أو الذين يعرفونها عن بعد لجهة أن معلمة تمثلهم وتربعت على عرش الوزارة المعنية بإدارة شؤون التربية والتعليم في البلاد
نشاط مبكر
اسيا التي دفع بها حزب التحرير والعدالة القومي برئاسة د التجاني سيسي، وتشغل فيه منصب أمين القطاع السياسي صاحبت سجل حافل بالنشاط منذ أن كانت في المرحلة الثانوية، إذ أنها انتخبت رئيساً لاتحاد طالبات مدرسة الاتحاد الثانوية بنات بفاشر السلطان، في الفترة من 1987 إلى 1988م، ثم أصبحت نائب رئيس اتحاد الثانويات بالمدينة ذاتها في تلك المدة الزمنية، وعند دخولها جامعة الفاشر في عام 92 التحقت بأمانة إعلام الحركة الإسلامية، وفي العام 93 صارت ممثلة جامعة الفاشر في الإتحاد العام للطلاب السودانيين، وبجانب عملها السياسي في تلك الأثناء اهتمت بالإعلام وعملت مديراً لقسم الإذاعة في المركز القومي للانتاج الاعلامي بحاضرة شمال دارفور
اهتمام بالطلاب
وزيرة التربية والتعليم الجديدة الحاصلة على بكالريوس العلوم والتربية قسم « الكيمياء والأحياء « من جامعة الفاشر، هي زوجة د. هارون عبدالحميد أمين العلاقات الخارجية السابق بحركة العدل والمساواة، الذي التحق بحركة التحرير والعدالة في الدوحة، ولم يدخل معها الخرطوم عقب التوقيع حيث فضل البقاء بالخارج مع تجميد نشاطه السياسي، وكما عمرت حياة آسيا وعبد الحميد بالنشاط السياسي كان منزلهما وحياتهما عامرة أيضاً ببنتين وثلاثة من الأبناء، وبجانب اهتمامها بابنائها وبناتها عمدت إلى الاهتمام بأبناء ولايات دارفور في الجامعات، عندما تسلمت الملف في السلطة الإقليمية المنتهية، بصفتها مديراً عاما لاستشارية التعليم فيها، في الفترة من 2012 وحتى 2017م
دواعي الاختيار
في العام 1970 م الذي وقعت فيه أحداث الجزيرة أبا المشهورة، كانت الفاشر على موعد مع ميلاد «آسيا» وبالرغم من أنها ولدت في تلك الرقعة الجغرافية من السودان، إلا أن الأستاذ محمد أحمد الشائب رئيس لجنة الشراكة السياسية بين حزب التحرير والعدالة القومي مع المؤتمر الوطني ولجنة الشئون الاجتماعية بالبرلمان، الذي تربطه بها صلة قرابة، قال إنه لايمكن لأحد نسبتها لجهة معينة لكونها نتاج روابط بين شمال وغرب البلاد، مشيراً إلى أن اختيارها جاء لأن الحزب يريد تجديد منسوبيه في الحكومة، وتقديم المرأة التزاماً منه بنصيبها، ولأنهم رأوا تقديم شخص صاحب ملامح قومية وله قدرات، ووصفها في حديثه للصحيفة بأنها صاحبت خبرات وتجارب تمكنها من إدارة الوزارة بكفاءة، وقال إنها ترى أن المجتمع لن يتقدم إلا بتقدم التعليم، وأنها مع الإصلاحات الجذرية للعملية التعليمية في البنى والمعلم، بالإضافة إلى المناهج
وعد بالحوار
الوزيرة التي تحدثت لـ «آخرلحظة» أمس قالت إنها من قبيلة التعليم والمعلمين، واكتفت بذلك لجهة أنها لم تؤدي القسم بعد، ولكن رفيقتها في النضال كما يحلو لها أن تسمي نفسها الأستاذة روضة النميري، القيادية بحزب التحرير والعدالة القومي، أبت إلا أن تبوح ببعض الكلمات عنها، حيث قالت إنها التقتها أول مرة في أبوجا أبان المفاوضات بشأن دارفور، وكانت وقتها تتبع لحركة العدل والمساواة، وأشارت إلى أنهن خرجتا عن الحركة، وسارت روضة باتجاه حركة عبد الواحد محمد نور، بينما اهتمت آسيا بحقوق المراة والنشاط الخاص بالجندر، وتابعت النميري: شاركتنا في كتلة نساء الهامش التي أسستها في القاهرة، ثم عند مفاوضات الدوحة التحقا معاً بحركة أحمد عبدالشافع ثم التحرير والعدالة، وأضافت روضة «عملنا شغل جميل وأدخلنا ملف الجندر للتفاوض» وعقب التوقيع شغلت الوزيرة موقع أمانة المرأة في الحركة.
اخر لحظة