أسواقنا مكبات للنفايات
تحدثنا في هذه المساحة مرات عدداً عن خطورة تكدس الأوساخ في الأسواق، وقلنا إن عدم الاكتراث بالأمر يقود الى كوارث بيئية وأمراض خطيرة لاختلاط الخضروات والفواكه بالأوساخ، وانتشار الفئران والذباب بصورة مقززة تؤدي الي القيء.
وسوق منطفة الكلاكلة القلعة خير شاهد على هذا التردي المريع في مستوى النظافة، فقد أرسل لي أحدهم صوراً تحكي مأساة هذه السوق العريق، والتي تعتبر نقطة ارتكاز لكل أنحاء تلك المنطقة حيث أن منظر الحمامات وسط السوق برائحتها النتنة ومنظر بقايا الأكياس ومخلفات فائض الخضروات، يجعلك تقاطع الاكل والشرب مدى الحياة، وحدثني أبناء المنطقة عن بعض المبادرات الخجولة لنقل النفايات بالجهد الشعبي والرسمي، ولكن دون فائدة إذ أن نقلها يحتاج الى مجهود كبير، وبصراحة يجب على التجار البائعين درء تلك الكوارث بوضع النفايات في اكياس محكمة وادخالها في براميل محكمة الغطاء تمهيداً لنقلها بواسطة عربة النفايات.
فالقضية مشتركة في رأيي بين المواطن والمسؤول، والأمر لا يحتمل (سد دي بطينة ودي بعجينة والاكتفاء بالمشاهدة لأن الموضوع مرتبط بصحتنا مباشرة، كفانا عبثاً بصحة المواطن وكفانا انتظارا لخاتم سليمان لحل مشكلة نفايات الأسواق.
سوسنة:
نتمنى أن نرى أسواقا حضارية بالنظافة وطريقة عرض سليمة بدلاً من ذلك العبث الذي أرهق موازنة الدولة بالأمراض وانتشار الملاريا من جديد بصورة مزعجة بفضل تلك الممارسات الخاطئة.. من التجار وعدم اكتراث المحليات.
أرحمونا يرحمكم الله.
راي: سوسن نايل
صحيفة آخر لحظة
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة
هذا ليس بجديد فكل الأسواق تعج وتغص بالنفايات جنباً إلى جنب مع الخضروات والفواكه المعروضة تحت وهج الشمس والغبار والفئران والأغنام . وقد كان في السابق يقوم البائع بتنظيف المكان حوله ورشه بالماء لتثبيت التراب لعدم إثارة الغبار بحركة الناس ولكن نظراً لأن السلطات حالياً تفرض عليهم مبالغ كبيرة ورسوم بمسميات عديدة تتصاعد كل يوم وتنتزع منهم إنتزاعاً فإنهم إنصرفوا للبيع بأي طريقة وتحت أي وضع لمقابلة متطلباتهم الأسرية ومواجهة حرب الضرائب والرسوم والجبايات الجائرة المفروضة عليهم فقد أرهقتهم السلطات حتى كادت تستولي على كل دخلهم فيرجع البعض إلى البيت خالي الوفاض ، لم يسلم من بطش هؤلاء حتى الصبية الذين يدفعون الدرداقات ، هذا عن غياب دور المواطن ، أما دور السلطات فغائب تماماً وبعد تقاضي كل تلك المبالغ لا يقدمون شيئاً بل ينصرفوا بتلك الغنائم فرحين مستبشرين لأنها توفر لهم رواتبهم وحوافزهم .
الاحتباس الحراري وتلوثنا الغُباري ٢٨/١٢/٢٠١٥
بدأت في السنوات الأخيرة ظاهرة التغييرات المناخية الكبيرة وتمثلت بتنوعات مناخية متناقضة حول العالم إذ نجد أماكن تهطل فيها الأمطار بزيادة مهولة تؤدي لإغراق مساحات واسعة من الأراضي زراعية أو مأهولة بالسُكان فيعُم الخراب، بينما في أماكن أخرى يُشفق الإنسان من جفاف يُهلك الزرع ويُجفف الضرع وكل ذلك قد يحصل متزامناً في توقيت واحد أو متقارب في أماكن متعددة حول الكرة الأرضية وكل ذلك مؤداه كما تقول التقارير نتيجة لزيادة الأبخرة والأدخنة من المصانع خاصة في الدول الصناعية. ولكن الأضرار تؤثرفي غنيِ الدول وفقيرها على السواء.هذا ما يحدث بسبب الاحتباس الحراري حول العالم .ولكن لنتحدث قليلاً عن التلوُث الغباري في أسواقنا الشعبية في المدن السودانيةفما يحدث فيها غريب إذ يختلط فيها حابل أدخنة الركشا والمطاعم الشعبية بنابل غربلة البهارات وتطايُر ذراتها في الهواء الطلق مُحدثة العِطاس للناس وسيلان أنوفهم واحمرار عيونهم، بينما تقضي حمير الكاروات حاجتها من سوائل وفضلات على قارعة الطريق في تراب الأرض فتتبخر سوائلها بفعل الحرارة حاملة معها ذرات بصاق سفة الصعوت والتنباك وربما أشياء أخرى يفعلها الإنسان أسفل الجدران الخارجية الخلفية للمباني وكل هذا يستنشقه الناس فيُحدث عندهم سيلان أنوفهم وزخَّات العِطاس واحمرار العيون، ويتسرب كل ذلك لصدورهم وأمعائهم فيُسبب الكثير من أنواع الداء التي تُعجِز في البحث عن الدواء. تلك صورة مُصغرة عن أنواع التلوُث الغباري في السودان بالأسواق والحواري و تتشارك مع الاحتباس الحراري في الإضرار بتقدم البشرية الحضاري. وللا أنا غلطان؟