عمر الشريف

أداء القَسَم هل هى عبادة أم عادة


ورد القسم ( بفتح القاف والسين ) فى كثير من الآيات القرآنية بعدة صيغ منها قسم الإثبات والتحدي والتعظيم والنفى والقسم على لسان الكافرين بالتكبر والتعالى ، حديثنا عن أداء القسم فى المعاملات التجارية والوظيفية والتعامل اليومى بين الناس . يُؤدى القَسَم أو الحِلف بالله للإثبات الحق وقضايا التخاصم و الوظائف الحكومية العليا والعسكرية والأمنية والطبية والتعليمية وبعض المعاملات التجارية والمالية وغيرها من الوظائف والمواقف التى يتطلب فيها أداء القسم بالله وذلك بمعاهدة الله بالإتقان والأداء بما يرضى الله تعالى والحفاظ على أرواح وممتلكات العامة والمحافظة على أمن الوطن وراحة المواطن وحقوق الغير .
أصبح أداء القسم فى الفترة الأخيرة مثل العادة التى يتبعها الناس أو من البرتكولات الحكومية وهى عندهم كلمات ينطق بها ولا يبالى بمقصدها ومعناها وعقابها إلا ما رحم الله . القسم فى الحقوق العامة من أكبر المسئوليات التى يحاسب بها الشخص أمام الله قبل محاسبة البشر لان التقصير و الكذب والخيانة فيه يمس كافة الناس الذين وضعوا الثقة فيك وإطمئنوا على حملك للمسئولية وأداءها على أكمل وجه بما يرضى الله سبحانه وتعالى . الكثيرون من الناس يحلفون القسم لكن لا يلتزمون به ولا يخافون العقوبة وبعضهم يخادع الله ويتساهل فيما أمر به ونهى عنه ولا يعلمون أنهم يخدعون أنفسهم ، لكل من تولى أمرا أو منصبا وتبعه بأداء القسم عليه أن يتقى الله فى نفسه وأهله ومن أوكل بأمرهم . الوزير بعد أداء القسم إذا قصر فى شىء أو حرم أشخاص حقهم المكفول لهم شرعيا ودستوريا اوسمح لنفسه بأخذ شىء ليس من حقه أو يمثل ضررا على الرعية أو إستغل منصبه فى مصالحه الخاصة والأسرية أو توسط لمن لا يستحق وظيفة أو عين شخص فى وظيفة لا يستحقها أو أستحدث وظيفة لمعارفه أو أضاف مخصص لنفسه يحاسب عليها أمام الله .
القسم الذى يؤديه هؤلاء ليس وضع أيديهم على المصحف أوكلمات ينطق بها وإنما هى عبادة يجب عليك العمل بها وأن تخاف الله منها وتسأل الله أن يوفقك فيها . أصبح القسم اليوم على كل لسان وكثيرا من يحلفون القسم يعلمون داخل أنفسهم بأنهم كاذبون ومخادعون والعياذ بالله . لقد سمعنا بوزير إستغل منصبه ووزير افسد فى حق العامة وكذلك جندى وطبيب ومحامى وقاضي وتاجر والمواطن العادى والكثير من الموظفين الذين يستغلون حقوق العامة أو الخاصة لمصالحهم وبعضهم يبرر ذلك بأنه من مال الحكومة ويحل له لانه جزء من المستحقين . يجب على من لا يأمن نفسه فى حقوق الناس أن يتجنب القسم ويستعين بالله للأداء المهمة التى وكل بها ويبعد عن الشبهات .
للأسف أصبح القسم عادى حتى فى الميراث والتعدى على حقوق الغير مقابل عائد مادى لايسوى شىء أمام عقوبة هذا النفاق والكذب والقسم الباطل . أخى المسلم إبتعد عن القسم فى كل تعاملك وتعاملاتك وكلامك ووظيفتك ليرضى الله عنك ويوفقك فى عملك حتى لو تترك وظيفتك التى لا تستطيع أن تخلص فيها كما أقسمت على الله إلا أن يحول شىء بينك ( ومن ترك شىء لله عوضه الله خيرا منه ) . الذين أقسموا بالأمس للإخلاص لله ثم الوطن والشعب علنا هم أعلم بنيتهم منا إذا كانوا أتوا لهذه المناصب بالترضية أو الوجاهه أو الإستفادة والمنفعة الشخصية أو الإخلاص لله ثم للوطن والمواطن نقول لهم بأنكم أقسمتم على أنفسكم بالإخلاص والعمل والصدق والنزاهة وتمسكوا بذلك حتى لا تكون الوظيفة فتنة وعقاب لكم وأنتم تفرحون بها . وفق الله الجميع وأستغفر الله لى ولكم .

عمر الشريف