قصة «اللمسة السحرية» لـ القذافي: «هذه الإشارة للحرس تعني أريد هذه الفتاة الجامعية»
«حالة تأهب قصوى تجتاح المكان، الجميع يترقب مرور القائد في بذلته الرسمية وكأنها ثكنة عسكرية وليست مجرد بناية تعليمية، الكلّ يحبس أنفاسه حتى يمر اليوم دون مصائب كبرى»..
«يتفقد معمر القذافي الفتيات، ويمر عليهن الواحدة تلو الأخرى، ينظر لإحداهن بتمعن، ليس بعين الأب الحنون، ولكن بنظرة النمر لفريسته، يضع يده على رأسها، فيفهم الحرس المعنى».
هذه الرواية تبنتها الصحفية الفرنسية أنيك كوجين، في كتابها الذي حمل عنوان «فرائس في حريم القذافي» مسردة قصصًا عن فترة حكم القذافي، فيما وصفته بـ«الجرائم التي كان يرتكبها العقيد الليبي تجاه الطالبات في المدارس والجامعات، وخطفهن واغتصابهن دون شفقة أو رحمة»، حسب الكتاب.
«اللمسة السحرية»، التي جاءت في الكتاب على لسان الصحفية الفرنسية، كانت تقصد بها «كلمة السر، بين العقيد معمر القذافي والحرس الشخصي له، خلال فترة حكمه لـ ليبيا، والتي لخصت واحدة من الرغبات الجنسية الشاذة التي عرف بها الديكتاتور الليبي، والتي كانت في طي الأشياء المحرم الحديث عنها».
تتحدث «كوجين» في كتابها عن «حالات تعرضت للانتهاك الجنسي من قبل القذافي»، جمعتها عن طريق «طبيب نساء يدعى فيصل كريكشي، قال لها إنه سمع البعض يتحدث ذات مرة عما كان يسمى (اللمسة السحرية للقذافي)، حيث كان يضع يده على رأس فرائسه من الفتيات، حتى يدرك أفراد حرسه أنه يريدها فيكملون المهمة ويحضرونها له».
ويتابع «كريكشي» لـ«كوجين»، حسب الكتاب: «الممارسات الجنسية للقذافي كانت من التابوهات المحرم الحديث عنها في المجتمع الليبي، ولم يجرؤ أحد على الحديث عنها، أما ضحاياه من الطالبات فما كان منهن إلا الصمت أو ترك الجامعة».
ويكشف «كريكشي» أنه «أثناء قيامه مع مجموعة من الثوار الليبيين في 2011 بتفتيش جامعة طرابلس، عثروا على سجن سري أسفل الجامعة كان يضم عدة حاويات ومكتبا لرئيس المخابرات في عهد القذافي عبدالله السنوسي، كان يضم تسجيلات ومراقبات للطلاب».
ويضيف الكتاب: «عثروا على شقة أسفل القاعة الخضراء في الجامعة، مكونة من غرفة نوم وصالون وجاكوزي وحمام، بالإضافة إلى غرفة أخرى مجهزة لإجراء مختلف الفحوصات الخاصة بالنساء، وهذه الشقة السرية كانت مرتعًا لرغبات القذافي الجنسية».
ويكمل الطبيب للصحفية الفرنسية: «ما من حصرٍ لعدد ضحايا القذافي من الفتيات الصغيرات»، إلا أنه كشف عثوره على «أشرطة مضغوطة في الشقة السرية بالجامعة، تتضمن تسجيلات للاعتداءات الجنسية الوحشية التي كان يقوم بها في هذه الشقة»، لكن الطبيب أكد للصحفية الفرنسية أنه «دمر هذه الأشرطة خوفًا من وقوعها تحت يد أحد واستغلال هذه الفتيات مرة أخرى»، حسب قوله في الكتاب.
ويختتم طبيب النساء حديثه بإبداء دهشته من «صمت أصحاب القضايا وعدم خوضهم فيها بعد مقتل الديكتاتور الليبي، رغم الصدمة التي يشعر بها الجميع من اكتشاف شقة سرية في حرم جامعي كان يمارس فيها القذافي الرذيلة».
المصري لايت