رأي ومقالات

البنوك في السودان .. أخطاء مكررة وفضائح مخزية!


البنك هو مصطلح إيطالي ويعني الطاولة التي تستخدم لعد النقود ثم استخدمت الكلمة للدلالة على المكان الذي تجرى فيه العمليات المالية والتي تتعامل مع النقود وملاكها بشكل مباشر،

والأهم من ذلك فإن البنك يعتبر أحد المؤسسات المالية التي تهتم بجمع النقود من مجموعة من الأشخاص يمثلون المجتمع ولذلك كان لابد من إجادة طرق التعامل وتحسين والتدقيق في كل المعاملات .

وما دعاني لذلك الحديث بعض ملاحظاتي ومعلوماتي السمعية والمعايشة لجزء كبير من أخطاء مكررة يقع فيها موظفي تلك البنوك وعلى سبيل المثال الشخصي قبل أكثر من عام وأنا احتفظ بحساب جاري في ذلك البنك المرموق والذي يتبع لمجموعة مصرفية مشهود لها بالكفاءة وتنتشر في أكثر من 15 دولة حول العالم وحصل أن وردت شيكاً بتاريخه للاحتفاظ بحقي وكنت (قنعااان ) من تحصيلو ومبلغو لايستهان به ولأني أعلم ظروف صاحب الشيك وفي نهاية الدوام راجعت حسابي وجدت أن الشيك نزل في رصيدي بالتمام والكمال ! وما صدقت ومباشرة سحبت المبلغ واتصلت على صاحب الحساب لأشكره واطمئن قبل أن أدخل يدي في القريشات والتي هي حسب الشرع والقانون أصبحت ملكي وقبل أن اتكلم فأجاني بكمية من الاعتذارات وبدا يشرح لي في ظروفه وطلب مني مهلة إضافية !! تأكدت بعد ذلك أنه ثمة خطأ حدث في ذلك الأمر وبحكم علاقتي الوطيدة مع نائب مدير البنك آنذاك قررت الاتصال به وقبل أن اتصل دخل عليَّ مجموعة من موظفي ذلك المصرف ومعهم الموظفة التي أجرت لي عملية الإيداع وبدوا يشرحوا لي في أن هناك خطأ حدث والبت جديدة فقد قامت بتمرير الشيك والرد عليه قبل الإفادة من المقاصة الإلكترونية !!

وفي بنك حكومي سمعت كثير من الأخطاء التي يصعب معالجتها ورغم أن البنك المركزي لدية إدارة كاملة تسمى الرقابة على المصارف وتراجع المخالفات وتفتش بصورة دورية إلا أنه لازالت هناك إشكاليات مكررة وأخطاء حساسة يجب على إدارة تلك البنوك الوقوف عندها بحسم ولايجب أن نتذكر انه رغم العلاقة بين البنك والعميل هناك مسافات فاصلة تحسم دائماً وبدون تردد لصالح البنك.. أي خطأ للعميل محسوب عليه بالقرش والمليم، وأي حق له لدى البنك فلا مساءلة ولا محاسبة ولا حتى تعويض فالقروض البنكية متاحة بالطبع للعميل، ووفق الفوائد التي يقررها البنك، ولدى البنوك عشرات الموازين في هذا، والمضطر كما يقولون يركب الصعب وينصاع طواعية أو جبراً لكافة الشروط التي تضعها هذه البنوك، وشتى صنوف الضغط التي تمارسها عليه .

فمثلاً في نظام الأقساط الشهرية في المرابحات او العملية الاستثمارية تستقطع قبل الأوان بمجرد وصول أي مبالغ إلى الحساب، ولا يكون طلب العميل السحب على المكشوف مستجاباً، لكن تسبقه الرسوم المترتبة على ذلك، ولا شيء في ذلك.. حوالة بنكية أو أي مبلغ يدخل حساب المتعامل مع البنك المقيد بقرض، ليس من حقه بل يجمد على الفور دون وجه حق، بحجة أنه مرتبط بالقسط الشهري الذي يكون قد دفعه للتو وباقي على موعد القسط التالي أكثر من 20 يوماً.. يخطئ البنك في حساب مبلغ لم يتحمله العميل، فعليه الانتظار مدة لا تقل عن 15 أسبوعاً حتى يعيد البنك المبلغ إلى حسابه، ومثل هذا أي خطأ يرتكبه جهابذة البنوك هذه، بدعوى أنه بفعل “السيستم” العجيب، فلا حق للعميل فيه والقائمة تطول.

وهناك موقف آخر تعرضت له مواطنة، حين تلقت إشعاراً من أحد البنوك بوصول حوالة بنكية إلى حسابها، وعندما اطمأنت إلى وجود مبلغ مالي في حسابها توجهت إلى مستشفى خاص لتلقي العلاج من وعكة صحية، لتجد نفسها في موقف محرج وهي تقف عند شباك الدفع، والمحصل يخبرها أن رصيدها لا يكفي لدفع فاتورة العلاج، وكان الوقت ليلاً فاتصلت بخدمة العملاء التابعة للبنك، وهناك واجهت حلقة ثانية من مسلسل البنوك الهزيل، حول “السيستم” الذي قام بتجميد المبلغ بحجة أن العميل تلقى راتبين خلال 10 أيام، وكان لها استقطاع شهري من الراتب وباءت بالفشل كل محاولاتها لتأكيد أن هذا المبلغ حوالة بنكية وليس راتب الجهة التي تعمل لديها، والدليل الإشعار الذي تلقته من البنك والذي من المفترض أنه على علم بمصدر الحوالة الذي هو قطعاً ليس جهة عمل هذه المواطنة، التي هددت الموظف بأنها تحمل البنك مسؤولية تجميد المبلغ الموجود في حسابها، وأن موعد القسط الشهري يحين بعد 21 يوماً.. وماذا عساها أن تفعل في هذا الليل؟ فهل تبقى جالسة في الاستقبال حتى الصباح لتخاطب الفرع الذي تتعامل معه حتى يفرج عن المبلغ، أم تعود إلى المستشفى للبقاء في القسم الداخلي وتحمل نفقات إضافية؟ ولم يقدم البنك اي حل مراعاة لوضعها واضطرت للبحث عن من ينقذها ويفرج كربتها في ذلك الزمن الحرج

فكثير من الشكاوى كما ذكرت تترد والمجالس تتحدث همساً وجهراً عن أخطاء البنوك وإداراتها وموظفيها وهذا ما جعل الكثير من الأشخاص يحرصون على أن تكون مبالغهم أمام أعينهم رغم المخاطر، وهذا الأمر في تقديري مؤشر خطير لمستوى الخدمات والأداء واستدامة العلاقة بين المواطن والبنك لذلك نتعشم أن تنتهى هذه الأخطاء المتكررة!! .

بدر الدين الماحي
الانتباهة


‫2 تعليقات

  1. اضف الي ذلك الذل والهوان الذي تعانيه اول كل شهر عدما تريد ان تسحب من مرتبك من الصرافات الالية فقد تاخذ في البحث من صراف الي اخر يوما كاملا ولا تجد ، ودايما يستمر هذا الحال طوال الاربعة او الخمسة ايام الاولي من الشهر.
    الامر الاخر وهو تحديدالسحب اليومي بسقف 2 الف فقد ارتفعت الاسعار والايجار مرات ومرات وبقي هذا السقف ثابتا
    والامر الاغرب هو ان اقصي سحب لكل مرة هو فقط الف جنيه
    والتخلف والامر الذي يشعرك باننا في عالم اخر هو شكل المعاملة في البنك ، الا في هو عدد محدود جدا من الفروع ، حيث الجوطة والزحمة وعدم النظام وعدم وجود مقاعد للانتظار.

  2. دا شغل الواسطة و المحسوبية هجرو الكفآءت منتظريين منهم شنوه اكتر من العك دا ما يكون جاملتهم ورجعت القروش