شباب وشابات في صلاة التهجد.. و(الواتس والفيس) للتنسيق
بدو المشهد مألوفاً مع ظهور كل هلال رمضان.. سيارات متراصة على جانب الطريق إلى الحد الذي يغلق بعض الشوارع الرئيسة تماماً.. شيوخ وشباب ونساء من فئات عمرية متباينة يحثون الخطى نحو المساجد في العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، وصوت الأئمة مع ساعات الصباح الأولى يشق صمت الشوارع ويملأها خشية ورهبة أنك تحسه خارجاً من البيوت والسيارات أو كأنه يسكن فيها، يدغدغ حواس المصلين ولا يملك أغلبهم إزاءه سوى أن تتضوع (أعينهم) ويطفر فيها الدمع خشية وخشوعاً وتأدباً في حضرة كلام المولى عزّ وجلّ.
كان لافتاً هذا الموسم ملاحظة أعداد كبيرة من الشباب من الجنسين يحثون الخطى مع ساعات الصباح الأولى نحو المساجد المعروفة في الخرطوم التي تقام فيها صلاة التهجد. ولعل من أشهر تلك المساجد مسجد “السيدة سنهوري” بشارع الستين والقارئ الشيخ “الزين محمد أحمد” ومسجد المجمع الإسلامي بالجريف غرب.
ويتجمع الشباب والشابات في المراحل العمرية الباكرة قبل وقت كافٍ في تلك المساجد للتلاوة والتهجد، يستخدم بعضهم أدوات التكنولوجيا الحديثة مثل (الواتساب) و(الفيسبوك) للتنسيق فيما بينهم في الذهاب والعودة من صلاة التهجد.
{ مسجد السيدة سنهوري
ويقصد هذا المسجد آلاف المصلين من مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم – الخرطوم بحري– أم درمان) لأداء صلاتي التراويح والتهجّد لتزكية النفس بالترتيل الروحاني لإمام المسجد شيخ “الزين” على الرغم من إقامة الصلاتين في جل مساجد العاصمة التي تتجاوز الألف مسجد.
ولا تقتصر صلاتا التروايح والتهجّد على الرجال بل تتزاحم عليها النساء ويحرصن على الوصول باكراً لحجز مكان مناسب لأداء الصلاة، حيث لا يتسع صحن المسجد ولا باحته للمصلين..
ويوقف المصلون سياراتهم على عرض الطريق لمسافة تتجاوز الخمسمائة متر في تجاوز نادر لقواعد المرور، حيث لا تتسع الشوارع الفرعية لوقوف السيارات.
ومن اللافت مشاركة عدد كبير من الصبية والصبايا في تجهيز المسجد للصلاة وتعطيره بالبخور. ويزداد إقبال المصلين على المسجد في ليلة السابع والعشرين من رمضان تيمناً بليلة القدر، وعقب الفراغ من صلاة التهجّد يتناول أغلب المصلين السحور داخل المسجد في انتظار صلاة الفجر فيما تساهم الأسر القاطنة في حي المنشية في توفير السحور للصائمين.
وتقام صلاة التهجّد في كل مساجد الخرطوم إلا أنها تتمتع بروحانية خاصة في مسجد “سيدة سنهوري” للمكانة التي يتمتع بها إمام المسجد شيخ “الزين” وترتيله العذب للقرآن، حيث يحرص المصلون على أن يكون ختمهم للمصحف الشريف تحت يديه.
المجهر