منوعات

التديّن المؤقت في رمضان .. فهم خاطئ وخير ناقص


العنزي: ربّ شهر رمضان هو رب الشهور كلها والتدين المؤقت لا يليق بالمسلم الذي تذوق لذة العبادة
المعيوف: إظهار التدين في شهر رمضان وإهماله بعد رمضان هو من قبيل النفاق

في شهر رمضان المبارك نجد للأسف جنوح البعض نحو التدين المؤقت والمرتبط بالزمان والمكان خاصة في شهر رمضان، فيسارعون إلى الصلاة في المساجد وقراءة القرآن وارتداء الحجاب في شهر الصيام دون غيره من شهور السنة، وهل شهر رمضان ينفرد بالعبادة دون بقية شهور السنة؟ وهل يضاعف الجزاء في ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر؟

يجيبنا الدعاة عن هذا النوع من التدين!

يقول د.سعد العنزي: رمضان هو شهر القرآن وهو افضل شهور السنة على الإطلاق فيه يتجلى الله على عباده المؤمنين ويرفع درجاتهم ويقبل دعوتهم مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء وينظر الله تعالى إلى تنافسكم ويباهي بكم ملائكته فأروا الله تعالى من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عزّ وجلّ»، فالله سبحانه وتعالى له في أيامنا نفحات تأتينا نفحة بعد نفحة ومن اعظم مواسم الخيرات التي يتيحها الله سبحانه وتعالى لعباده هو هذا الشهر الكريم المبارك الذي فضله الله سبحانه بنزول اعظم الكتب كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، الدستور الخالد لهداية الخلق وقانون السماء الذي لا تزيغ به الأهواء، قال عزّ وجلّ: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس) وإذا كان رمضان هو موسم الخيرات وموسم المتقين والصالحين فمن الواجب على المسلم أن يشد أزره في هذا الموسم ويترقبه ويزيد من نشاطه وعبادته في هذا الموسم الكريم لأن أبواب الخير مفتوحة وأبواب الجنة مفتوحة وأبواب النار مغلقة والشياطين مقيدة وفي هذا دلالة على أن اسباب الخير كلها متوافرة وأسباب الشر منكمشة فيجب على المؤمن ان يغتنم الفرص فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين» رواه مسلم.

فالإنسان المسلم في رمضان يرتقي ويتطهر ويتوب وتحلق روحه في الملأ الأعلى ذلك أن الصيام والقيام يؤديان إلى مغفرة الله سبحانه وتعالى فإذا اراد العبد ان يخرج من هذا الشهر مغفورا له فعليه ان يحسن الصيام بالنهار ويحسن القيام بالليل ويصوم صوم المؤمنين المحتسبين، ويقوم قيام المؤمنين المحسنين، ومن هنا يجب على الإنسان بعد أن عاش مع الله سبحانه وتعالى في هذا الجو الروحاني في شهر المغفرة يجب عليه الا ينقض عهده مع الله سبحانه وتعالى بعد شهر رمضان فيجب عليه ان يداوم على الالتزام بالعبادة وقراءة القرآن وألا يغير سلوكه ومنهجه في الحياة ذلك ان شهر رمضان بمثابة التدريب العملي لإحسان الطاعة والعبادة فليخرج منه المؤمن وهو في قمة العزيمة والإرادة على مواصلة السير في الطريق المستقيم ذلك لأن رب شهر رمضان هو رب الشهور كلها فهل يليق بالإنسان المسلم الذي عاش مع ربه جل في علاه وتذوق لذة العبادة هل يليق به ان يبتعد عن ربه بعد شهر رمضان وأن ينقض العهد، ان هذا هو طبع اللئيم، فالله سبحانه وتعالى مطلع علينا ويراقب تصرفاتنا وأعمالنا فهو القائل سبحانه (وهو معكم أينما كنتم) فلا يصح ابدا لإنسان مسلم ان يهجر بيت الله عزّ وجلّ بعد شهر رمضان هذا البيت الذي احس فيه بالنفحات والبركات مصداقا لقوله سبحانه في الحديث القدسي «إن بيوتي في الارض المساجد وأن زواري فيها عمارها فطوبى لرجل تطهر في بيته ثم زارني في بيتي حق على المزور ان يكرم زائره».

طوال العام

ويؤكد الداعية حسين المعيوف ان الالتزام بشرع الله تعالى لا يختصر في وقت معين من ايام السنة وإنما ينبغي ان يكون هذا الالتزام فهما وسلوكا للمسلم في كل حياته، فالإسلام ليس مظهرا كما يحاول البعض ان يختزله في شهر رمضان فقط وإنما ينبغي ان يكون للمسلم في كل حياته، بل ان اظهار التدين الظاهري في شهر رمضان هو من قبيل النفاق، وذلك لأن المنافقين كانوا يظهرون من أنفسهم حقيقة الاسلام ولكن مخبرهم وواقعهم كفر صريح، وهذا النهج نهى عنه الإسلام ولهذا فإن شهر رمضان كسائر شهور السنة كلها محل للتكاليف الشرعية من الصلاة والزكاة والصدق وبر الوالدين والسلوك الإسلامي كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من التكاليف الشرعية.

صحيفة الأنباء