لواري الشطة _ الحلقة الاخيرة
قيل في الاسطورة القديمة ..ان رجلا وهبه الله دجاجة ..كانت تبيض له بيضة من ذهب كل يوم ..فيذهب ليبيعها ..ومن ثم يشتري قوت اطفاله ..وكساء اسرته ويعود لينام مطمئنا قرير العين مرتاح البال ..فغدا ان شاء الله ستكون هناك بيضة اخرى ..لكن رفقاء السوء لم يتركوه في حاله ..فوسوس له بعضهم ..لماذا لا تذبح الدجاجة وتاخذ الكنز باكمله بدلا عن (البيض بالقطاعي) ؟؟ ..فذهب اخينا الى الدجاجة وذبحها وبقر بطنها ..فاذا به خاو لا يوجد به كنز ولا يحزنون ..فعض يده من الغيظ واقبل على صديق السوء يلومه ..لكن..و لات حين مناص.
هاهو برلمان الشعب ..يصادق على تصدير اناث الانعام ..حتى دون التساؤل عن تسجيل السلالات في الملكية الفكرية ..بكل هدوء اعصاب يهدرون ثروة البلاد ويقدمونها على طبق من فضة للاخرين الذين لن يصدقوا هذه الفرصة التي اتت على حين غرة ..اني اتساءل هل ضمائركم مرتاحة وانتم تصفقون لهذا القرار؟؟ ما الذي ستقولونه للاجيال القادمة التي ستنشأ لتجد معينا قد نضب وثروة قد اهدرت ؟؟ ماهو الجواب الذي سيخطر على بالكم عندما تساءلون يوم المشهد العظيم ؟؟
سؤالي الاخر ماهو البديل عن تصدير الحيوان الحي ؟؟ لابد من التفكير في البديل ..لان الدول التي استوردت الاناث ..سرعان ما ستربي اجيال جديدة ..في مراعي حديثة ..ومن ثم ستبيع لكم لحومها ..بل ربما سجلتها في الملكية الفكرية باسمها كما حدث لعدد من السلالات السودانية ..عندها ابحثوا عن حائط مبكى ..لكي تذرفوا الدموع على ثروة كانت بايديكم.. ولم تحافظوا عليها كما يجب.
القرار يعزي تصدير الاناث لتكدس المراعي بها ..فلم تجدوا حلا غير التخلص منها عبر التصدير !!! الم يخطر على بالكم ..فك حظر ذبح الاناث لفترة محددة ..انشاء مسالخ حديثة مجهزة بمبردات ..وتصدير اللحوم المجمدة ..والطازجة ..بدلا عن تصدير الحيوان الحي؟؟ اليس ذلك يجلب عملة اجنبية اكثر ..ومن الممكن الاستفادة من الجلد والصوف ..وكل مخلفات الحيوان ؟؟ ..سيشترون الاناث منكم بالاف الدولارات ..ستفرحون بها قليلا ..ثم ينضب المعين عندما تبدأ الحيوانات في التوالد في البيئة الجديدة ..وعندها ستعلمون معنى عبارة (من يضحك اخيرا).
قيل ان الشقي من اتعظ بنفسه ..والسعيد من اتعظ بغيره ..لكن لم تعرف اللغة العربية حتى الان من يسدى له النصح مرارا وتكرارا ..ولا يستمع الا لمن يقوده الى القرار الخاطئ …اللهم أنا نبرأ اليك مما فعل البرلمان السوداني بمصادقة تصدير اناث الانعام ..اللهم انا نشكو اليك قلة حيلتنا وضعف مقدرتنا …وهواننا على ناس البرلمان ..وفي النهاية لم اجد خاتمة انسب من (نقبل ووووين ..ونحكي الوجعة)
صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة