حوارات ولقاءاتمدارات

ابراهيم نايل: لهذه الاسباب لم اخبر بلحظة الانقلاب وتم قطع الاتصالات عني

ابراهيم نايل ايدام يسرد اسرار انقلاب الانقاذ
اعضاء مجلس قيادة الثورة محجوبين عن مقابلة الرئيس البشير
لهذه الاسباب لم اخبر بلحظة الانقلاب وتم قطع الاتصالات عني
الاسلاميون هم من اختطفوا الانقاذ
الثورة حدها 93 ومابعدها شغل المؤتمر الوطني
لو استدارت بي الايام لن اشارك في الانقلاب
تمت اقالتى لانهم لايريدون العسكريين

في مثل هذا اليوم قبل 27 عاما استولت مجموعة من ضباط القوات المسلحة على السلطة واسمت نفسها ثورة الانقاذ الوطنى واطلقت على المشاركين في الخطوة اسم مجلس قيادة الثورة الا ان هؤلاء ليس فيهم عدد كبير ممن هم في السلطة الان ، ولما كانت القوى السياسية قد قيمت التجربة وحكمت عليها في منابر متعددة رات اخرلحظة ان تجلس الى احد قيادات المجلس لكي يقيم كسب الانقاذ ويكشف بعض الخبايا عن العملية التى قادتهم الى السلطة فكان الخيار هو اللواء معاش ابراهيم نايل ايدام الذى رحب بفكرة الحوار واجاب على التساؤلات بكل شفافية فكشف اسرارا ربما تكن جديدة على الكثيرين وبدت المرارة ظاهرة في عباراته …كان ذلك في العام الماضي والان راينا اعادة نشره لاهمتيه
اجراه عبر الهاتف : لؤى عبدالرحمن

بداية نريد ان نعرف كيفية التحاقك بالمجموعة التى قادت الانقلاب ومتى ؟
التحقت بالمجموعة العسكرية الفيها عمر حسن في اكتوبر 84 والزول الذى ارسلوه لكي يخبرني بمقر الاجتماع رحمه الله المقدم عطا حمد ، كان ساكن جاري في الحاج يوسف وكان يعمل معي في فرع العمليات الحربية ، مشينا الاجتماع في شمبات فيه اخونا عمر حسن وعثمان احمد حسن واخرين واتذكر اننا اوقفنا سياراتنا قرب نفق كوبر في العمارات التى على الجانب الايمن للطريق القادم الحاج يوسف ، اوقفنا سياراتنا الثلاثة وركبنا في عربية واحدة حتى شمبات الحلة
يعنى ذلك ان التخطيط بدا منذ ذلك الوقت ؟
نعم التخطيط كان في زمن نميري
كيف تم توزيع البرنامج بعد ذلك حتى وصلتم الانقلاب 89 ؟
كنا نتدارس ونشوف المعلومات والوضع السياسى والعسكري في البلد ، انا استمريت معهم حتى 87 م طبعا حينها كان نميري قد ذهب واتي الصادق المهدى ، وقد تم حل جهاز الامن وارادت الحكومة الجديدة انشاء الجهاز الجديد وتم تكليف اللواء الهادي بشري بذلك ، والهادى في ذلك الوقت كان نائب مدير هيئة التفتيش ، اخذوه وكلفوه وهو كان من اللجنة التى اشرفت على تصفية جهاز امن نميري ، منحوه الصلاحية لاختيار ضباطه ، انا كنت اعمل معه في التفتيش فعرفت انه سيتحدث مع جزء من ضباطه الذين مكث معهم سنة في التفتيش لكي يذهبوا معه للجهاز الجديد ،فوقع الاختيار علي انا من ضمن ابناء دفعتى الذين منهم عوض ابنعوف ، قابلته وقال انني كلفت انشيء جهاز امن السودان وانت من ضمن الناس الذين اخترتهم لكي يذهبوا معى ، سالته هل الاختيار منك شخصيا ام الجهة الحزبية التى تتولي الحكم ام القوات المسلحة ، قال لي لماذا سالت هذا السؤال ؟ قلت له انت اذا جاوبتنى ساخبرك لماذا سالتك اياه ، قال لى اختيار مني شخصيا قلت له قبلت ،فقال لى اخبرني بما لديك ، قلت له انا تخرجت في نوفمبر 67 ونقلت للقيادة الغربية ، حينها جريدة الصحافة عندها مساحة اسمها كوكتيل في اخرصفحة كتبت فيها انهم عملوا لقاء مع اول الدفعة 19 وهو الملازم ابراهيم نايل وسالوه عن لونه السياسي فقال وطني اتحادى ، قلت له لم يحصل حديث مثل هذا وتظلمت لقائد كتيبتى وزير الدفاع الاسبق رحمه الله الرائد بشير محمد علي ، استدعوا ناس جريدة الصحافة في القيادة العامة هنا في الخرطوم ، وهم قالوا نحن لم نقصد هذا الامر هذا السبب الاول والسبب الثانى انا في الحركة تبع حسن حسين اعتقلت في الكلية الحربية وانا مكثت 102 يوم وسالوني في الاستجواب ناس المحينة وصلاح من الاستخبارات ومعهم واحد من الشرطة اسمه احمد عثمان ،عن صلتي بالمجموعة قلت لهم ليس لدي صلة بعدها التحقيقات كشفت انه لاتوجد حاجة ضدي بعدها القائد العام بشير محمد علي نادانا في القيادة العامة نحن مجموعة منهم ارباب وفضل الله واعتذر لنا عن المدة التى امضيناها في الاعتقال وقال انتم اشتغلتم معى في الغربية واعرفكم حق المعرفة وارجعوا عملكم ، فقلت للهادى لوقلت لي سياسيا او عسكريا انا لن اذهب معك لكن مادام اختيارك الشخصى انا ساذهب معك ، مجرد انا دخلت الجهاز المجموعة التى كانت معى في تواصل وقائدها عمر البشير اوقفوا الاتصال بي ولم يخبرونني ، استمروا في الاجتمعات ولكنهم ماكانو بيدعونني ، حتى حدد عندما حددوا مواعيد الانقلاب لم اخطر لانهم بحسهم الامني للاسف خونني بدون أي سبب ،لانه الجهاز انشيء من قبل حزب الامة وهم وضعوني على اننى حزب امة هذا ماحدث بالضبط
اليس انت ضمن مجلس قيادة الثورة ؟
نعم انا ضمنها لكن في الفترة تلك اوقفى عن الاتصالات
اذا على أي اساس تم وضعك في قائمة المجلس وانت لم تشارك في الانقلاب ؟
المعلومات التى اشتغلوا بها هذه حقت ” منو” انا شغال من 84 و85و86 و87 انا الذى اعطيتهم المعلومات هل انت تستطيع ان تتحرك بدون معلومة ، المعلومات دى حقتي انا
اين كنت لحظة الانقلاب ؟
صباح 30 يونو انا اتحركت من الحاج يوسف الى بحري عندنا مكاتب هناك ،جيت استفسر الحاصل شنو بالضبط ، وجدت الضابط رائد اسمه عصام ارباب وسالته ” الحاصل شنو ” قال التلفونات مقطعة وانا سامع انو في انقلاب ، انا تحركت باتجاه كوبري النيل الازرق لكي اذهب للخرطوم في مدخله الحراسة اوقفتنى انا كنت لابس ملكي وسائق سيارتي لوحدى ، اخرجت بطاقتى فقالوا لي ياسيادتك نحن ممنوعين نترك أي شخص يدخل الخرطوم وهذه اوامر لنا ، رجعت ودخلت على كوبرى القوات المسلحة بتاع بري ايضا الحراسة هناك منعتنى ، عندنا منطقة نسميها الميدانية ذهبت لها لكي استفسر لاننى لدي اجهزة وافراد فوجدت العساكر وسالتهم فقالوا لي وجدنا كل الاجهزة مفصولة وسامعين ان هنالك انقلابا ولكننا لانعرف انه تبع من او اى جهة ، اثناء حديثنا التلفون رن فقام احد ضباط الصف رد على التلفون والتفت الي وقال لي التلفون هذا لك انت فجئت وجدت على الطرف الثانى العقيد الركن مظلي ابراهيم عجبنا ضيفان ، طبعا هو نسيبي شقيق زوجتى فقال لى عمر حسن “دايرك ” من هذه الكلمات عرفت الحاصل ان هذه المجموعة التى كنت اجتمع معها حتى 87، قلت له انا لا استطيع ان اعبر الكوبري الا ان تاتى انت من القيادة واذهب معك فعلا اتى وانا سيارتى خلفه ذهبنا للقيادة العامة ، هو ذهب للمظلات وتركنى اذهب للقيادة وعندما وصلت لمكتب مدير العمليات ، في الباب الفاتح وجدت العميد عمر البشير معه عمدا ومجرد ان راني استاذنهم وخرج الي في الخارج ، في هذه الاثناء عندنا دفعتنا اسمه احمد محمد فضل الله كان في مجموعة الشهيد الزبير بتاعت جبل اولياء كان واقف معنا استاذنه عمر حسن وقال له عن اذنك عندنا كلام مع ابراهيم ، احمد ذهب وتحدث معي البشير وقال لي كل هذه المدة كنا نري هل نخطرك لكي تنفذ معنا ام ننفذ ثم نخطرك ، وقال رجحنا ننفذ ثم نخطرك لان هنالك مجموعات اخرى ، انا طبعا بالنسبة لي هذا الكلام غير منطقي ، والحس الامنى حقي انا خبرنى ان هؤلاء الناس خايفين من وجودي في الجهاز الذى انشاه حزب الامة وفعلا هذه الحقيقة ، فقال لي امشي نور الجهاز وانت اسمك ضمن اعضاء قيادة مجلس السورة وتعود لتحضر المؤتمر الصحفي ، ذهبت ونورت جهاز الامن بعدها رجعت القيادة العامة واثناء انا عند مدخل القاعة كان عمر البشير يعرف الاعلام باعضاء مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطنى وذكر اسمي وهو لم يرانى وانا داخل وفى اللحظة التى فتحت الباب بقية المجموعة قالوا له ابراهيم وصل فقال للاعلام هذا هو الرجل المتحرك هذا
هذه الثورة عندما قامت هل كان بينكم مدنيين ؟
نحن عسكريين لم يكن بيننا أي مدني انا لم ارى مدنى من الناس الموجودين ” هسع ” ،طبعا كنا مجموعات وفى ناس لم اراهم الافى ذلك المؤتمر يعنى لم يكونو ضمن مجموعتنا مثل اخواننا ابراهيم شمس الدين وصلاح كرار والتجاني والزبير
ما الهدف من التغيير ؟
كان الهدف انتشال البلاد لانها وصلت مرحلة بعيدة حتى ان الشريف زين العابدين الهندي قال هذه الحكومة ” لوشالها كلب لانقل له جر ” وانت بلادنا من ناحية سياسية واخواننا لم يكونو يجدون زخائر وفى كل يوم تسقط منطقة
هل انجزت ثورة الانقاذ ماخططتم له انتم ؟
الثورة هى حتى 93 مابعدها ليس ثورة انقاذ وهو شغل خاص بالمؤتمر الوطنى
متى تنحيت عن العمل في الحكومة ؟
انا لم اتنحي ، حصلت اقالتى 17 يوليو 94
ماسبب الاقالة برائك ؟
هم لايريدوننا كعسكريين
لو عادت بك الايام الى ماقبل الانقلاب واستدار بك الزمن هل كنت ستشارك فيه ؟
اذا كان القصة سينتج عنها ما اراه الان لن اشارك في الانقلاب لان هذا ليس شغلنا ، “الماشى ده ماحقنا ” ماحق الانقاذ ، الانقاذ حدها 93
ماهى الجهة التى اختطفت الانقاذ برائك ؟
” ياخ ديل الاسلاميين براك شايفهم ”
ماتقييمك للاوضاع الان ؟
الاوضاع لاتسر
بحسب علاقتك بالرئيس الم يكن لديك أي نصح في الفترة الماضية ؟
عشان ما انت تصل الرئيس مشكلة كبيرة جدا ، اعضاء مجلس قيادة الثورة محجوبين من مقابلة الرئيس ، لافي بيته ولافي مكتبه ، عشان اؤكد لك هذا الكلام اكثر اننا بعد استرداد هجليج نحن طلبنا كاعضاء مجلس قيادة الثورة مقابلة الرئيس ونهنيء القوات المسلحة ممثلة في شخصه ، اعطونا الاذن بعد عشرة ايام ، قابلناه وتحدثنا معه وقلنا له نصائحنا ” ابقي عشرة علي الجيش ”
الان ما المخرج الذى تراه ؟
الان الذى اتينا من اجله ليس هو مايجرى ، ولكى تستقيم الامور في البلد لازم يجد كل شخص حقه ولازم تكون في عدالة ، واي شخص ياخذ موقعه الذى يستحقه الذي نرفع به السودان ، الان الجنوب مرق ، والحرب مولعة في دارفور والمنطقتين ، المعيشة بطالة ، البترول طلع لم نستفد منه ، مشاريعنا انتهت ، اين السكة حديد ، اين الخطوط الجوية السودانية ، اين مشروع الجزيرة ، اين مشاريع جبال النوبة ، كل الاشياء الاقتصادية انتهت ، كيف تمضى البلاد وليس لديها انتاج ،الان كل الناس الذين لديهم المعرفة خرجوا الى خارج السودان او قعدوا في منازلهم ” مسكوها ناس مابعرفوا حاجة ”
اذا الحكومة عرضت عليك أي منصب هل ستقبل ؟
انا زهدت في أي حاجة ، ماذا افعل بالمنصب ، حتى انا لو جيت اعمل في ” سيستم زى ده ” ما حاشتغل ، الحمد لله انا رب العالمنين كفانى ، ماداير منهم أي حاجة ، ارفع يدي لله يحفظ البلاد دي
اخيرا ماهى علاقتك بملف المفاوضات في جنوب كردفان ؟
ضحك ثم قال نحن لايمسكونا المفاوضات في ناس كفيلين علينا نحن ، اصبحنا يكفلونا ناس تانيين ، للاسف الشديد الزول الذى يمشى للمفاوضات لايعرف عن جبل النوبة حاجة ، يمشى هو ده الكفيل بتاعي
رسالة اخيرة ؟
بقول للشعب وللحكومة نحن في هذا الشهر المبارك واواخره كلنا افرادا وجماعات هدفنا واحد هو المغفرة وان كل حاجة راجياهم قدام ، الحمد لله نحن ما اعتقلنا زول ماشردنا زول ،ماشلنا قروش دولة ، والحمد لله نعاين بعيونا