رأي ومقالات

لم اسمع حتي صوتا لرضيع يصرخ فيا ترى لمن ستقرع الاجراس!.. السادة المسئولين راجعوا قرار فتح المدارس في هذا التوقيت

سيدي وزير التربية / السيدة الوزيرة ستستيقظون هذا الصباح علي صوت ايقاع زخات المطر وهي تتساقط في خواتيم هطول اول غيث خريفي على جدران نزل وبيوت لطالما دارى اهلها (الدمعة بالصنقيعة)
ستقف سياراتكم الدستورية الفارهة (ولا حسد) عند عتبة الباب ليفتح لكم بابها سائقا مثقل الاجفان من جراء تساقط مطر على سقف منزله البائس جعله شاخصا ببصره في السماء يراقب تدفق المياه على مهد صغاره ..عينه في سقفه المفتوح عنوة او رحمة على السماء ويده علي “المنشفة” الرثة وقدمه تصارع اناء حديديا صدئا يستقبل قطرات السماء المتساقطة عليه ب”طق..طق..طق” ثم احيانا “طرق رق رق رق” ولا يقطع صوتها سوي هدير المأذن وهي تردد “الله اكبر..الله اكبر”منادية بصلاة الفجر.
سيفتح لك هذا الرجل باب سيارتك لتركب عابرا بك عشرات “الحفر” والمطبات والمياه التي اراها الان بام عيني وهي راكضة تبتلع في جوفها عبوات النفايات “النافقة من عطلة العيد” في انتظار سيارة نقل نفايات غابت كعادتها ولم تحضر لتكتفي انت ومن خلف الزجاج بابداء دهشتك وتبادل بضع عبارات مقتضبة مع سائقك فحواها “لا حولاااا..مطر تقيل خلاص” ثم تنظر لساعتك مطالبا السائق وقد بدا عليك الانزعاج ان قد بسرعة فمواعيد قرع الوالي لجرس بداية العام الدراسي قد اقتربت ولا تاجيل!
سيدي الوزير/سيدتي الوزيرة
اي بيئة مدرسية سيلقي لها الناس بابناءهم للبدء في رحلة علام تكتب لهم على إثرها قصص نجاح في ظل الوضع الذي رايت وشاهدت !!
اي بيئة مدرسية سيلقي لها الناس بابناءهم للبدء في رحلة علام تكتب لهم على إثرها قصص نجاح وقصة “امنا الغولة” الجديدة -الاسهالات المائية- تملأ قلوب الكبار رعبا وتشغل بال الصغار افئدة وذهنا ووالدتهم ترفض ان تسميها الا بحسب ما هي تدرك وتدري لتوصيهم محذرة لهم ” اوعكم تاكلوا حاجة من الشارع ولا تشربوا من موية الزير تقوم تطقكم لي كوليرا كمان”
وذهن الصغار وقتها تعبر عن حالته تماما اعينهم الحائرة بين هل هي “كوليرا” ام “اسهالات مائية”؟؟!!
ايها السادة وزيرا ووزيرة
بناء الثقة في نفوس الناس وبث الطمانينة في نفوسهم لن يكون بالتصريحات او البيانات او” الخطب الحماسية” فاللناس اعين تراقب وتعرف كل شئ..لا يمكن ان تقولوا لهم ان كل شئ تحت السيطرة وان صحة ابناءكم بامان ما لم تبرروا لهم كيفية حدوث المعجزة!!
سيدي الوزير الساعة الان تجاوزت السابعة و النصف بكثير..يا للهول انه موعد قرع الاجراس ولم ارى في حينا حتى الان بابا يفتح ! او بوق ترحيل يطلق! لم اسمع حتي صوتا لرضيع يصرخ فيا ترى لمن ستقرع الاجراس!!!
سيدي الوزير/سيدتي الوزيرة /السادة المسئولين راجعوا قرار فتح المدارس في هذا التوقيت لتؤسسوا لنهج جديد اساسه “رغائب الناس عندنا اوامر” وقوامه ان الوزارة ” تراجع…وتتراجع ” .

بقلم
طلال مدثر